حنين السيد – إدلب – حرية برس
افتتحت جمعية عطاء الإنسانية تجمع “الرحمة” للأيتام، يوم أمس الأحد، في بلدة “قاح “على الحدود السورية التركية، بهدف إيواء الأطفال الأيتام في المنطقة من المقيمين والنازحين ودمجهم مع أمهاتهم في المجتمع، وذلك على خلفية الحالة السلبية التي سببها الواقع الأليم والقصف العنيف الذي يتعرض له الأهالي في المناطق المحررة على يد قوات الأسد وحلفائه، الذي خلف أعداداً هائلة من الأطفال الأيتام طوال سنوات الثورة.
وأفاد منسق المشاريع الاجتماعية في جمعية عطاء، “أحمد هاشم”، في حديثه لـ”حرية برس”، أنه “من المقرر أن يضم هذا التجمع حوالي 400 طفل يتيم دون سن السادسة، بحيث تُقدّم بعض البرامج التعليمية الترفيهية المخصصة للأطفال قبل دخولهم المدرسة ورعايتهم نفسياً واجتماعياً”.
وأضاف “هاشم”، أن “هذا التجمع سيعنى بشأن النساء الأرامل (أم اليتيم)، من خلال كفالتهن وتقديم مشاريع تمكين لهن، مثل الخياطة و تدريبات الإسعافات الأولية وتعليم القرآن وبعض الفنون، وغيرها من التدريبات التي تساعدهن على خوض غمار هذه الحياة بعد فقدهن أزواجهن”، مؤكداً أن “جميع الخدمات المقدمة ضمن هذا التجمع مجانية بما يخص الطفل أو الأم”.
ونوه “هاشم” إلى أن “الفئة المستهدفة هم المهجرون قسراً بالدرجة الأولى، وخاصة من فقدوا الأبوين، ومن ثم النازحين إلى المنطقة من مناطق تشهد قصفاً من قوات نظام الأسد وحلفائه، وأخيراً الأيتام من أهالي المنطقة نفسها”.
كما أشار إلى أن “هذا التجمع يعد الأول من نوعه في المناطقة المحررة، وتبلغ مساحته 5000 متر مربع وقد بُني بشكل هندسي مميز، ويتألف من ستة أقسام كل قسم مختص بمهمة معينة من قاعات صفّيّة وقاعات أنشطة ومطبخ ومطعم تصل مساحته إلى 100 متر مربع تُقَدَّم في داخله الوجبات للأطفال الأيتام”.
وقد حضرت الافتتاح منظمات إنسانية عاملة في هذا المجال وداعمة لهذه الفكرة، وكان إقبال الفئة المستهدفة جيداً.
يشار إلى أنه ليس هناك إحصائيات دقيقة لعدد الأيتام في سوريا، ولكن التقديرات الأولية تشير إلى وجود قرابة مليون طفل يتيم في سوريا، ومع بداية عام 2018 قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بنحو مليون طفل، 90% منهم غير مكفولين.
ووصفت المنظمة ذلك بكونه “كارثة بكل المعاني، وخاصة أن عدد سكان سوريا كان قبل الحرب نحو 24 مليوناً، ثلثهم من الأطفال، ما يعني أن نحو 10 في المئة من أطفال سوريا أيتام أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الحرب”.
وأفادت المنظمة في دراسة خاصة لها أن “سوريا تعد الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة إلى الأطفال”، مشيرة إلى أن “آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم، كما بات عشرات الآلاف منهم معاقون إعاقات دائمة”.
عذراً التعليقات مغلقة