ياسر محمد – حرية برس
قال رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، اليوم الأربعاء، إن اللاجئين السوريين في الأردن لا يرغبون بالعودة إلى بلادهم، تزامناً مع فشل مساعي لبنان لفرض إعادة اللاجئين السوريين لديها، ورفض نازحي مخيم “الركبان” العودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، ما يشكل في مجمله ضربة قاصمة لمساعي روسيا التي تروّج لعودة اللاجئين، وكذلك لرأس النظام “بشار الأسد” الذي دعا الأحد الفائت اللاجئين إلى العودة لحضن نظامه الدموي.
وفي التفاصيل؛ قال رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، إن اللاجئين السوريين في الأردن غير راغبين بالعودة إلى ديارهم.
وأضاف أن”ظروف العودة للاجئين السوريين غير واضحة المعالم، ولا يوجد لدى اللاجئين الرغبة في العودة قريباً لبلادهم”.
حديث الرزاز جاء خلال إطلاق خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية لعام 2019، اليوم الأربعاء، بمشاركة عدد من الوزارات المعنية وسفراء دول عربية وأجنبية وممثلي منظمة الأمم المتحدة. وأقرت الأردن والمنظمات الدولية خطة بـ2.4 مليار دولار أميركي.
وطالب الرزاز بدعم متواصل لبلده من قبل الشركاء الدوليين لتستطيع مواصلة تقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين، معتبراً أن “وضع الأزمة السورية غير مشابه لوضع آخر، وهذا يتطلب دعمًا مختلفًا”.
ويشكل تصريح رئيس الوزراء الأردني ضربة موجعة لروسيا ونظام الأسد وحليفه “حزب الله” في لبنان الذين يريدون عودة اللاجئين بأي شكل ولكل منهم مبرراته وأسبابه المختلفة عن الآخر.
ومن أجل تنسيق إعادة اللاجئين في لبنان، قام وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين صالح الغريب بزيارة إلى دمشق أول من أمس، ما استدعى جدلاً داخل الحكومة اللبنانية التي قال رئيسها سعد الحريري إنه تمت بشكل منفرد ودون التنسيق معه.
وقال الوزير اللبناني إنه يعمل على حشد الدعم لخطة موسكو الهادفة لإعادة اللاجئين، وأضاف في تصريحات للصحفيين عقب عودته، حول موقف مسؤولي نظام الأسد من مسألة النازحين: “لقد كانوا إيجابيين، وأبدوا الكثير من الرغبة بتقديم تسهيلات كثيرة، آمل أن تترجم بوضع ورقة في وقت قريب”.
وتخالف المعلومات الميدانية وتقارير المنظمات الحقوقية تصريحات الوزير اللبناني، إذ يتعرض العائدون للاعتقال والتعذيب والقتل أحياناً، كما يتم سحب الشبان إلى الخدمة الإجبارية أو الاحتياطية فور وصولهم سوريا، وهو ما يجعل اللاجئين السوريين في لبنان وسواها يرفضون العودة رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، ويربطون عودتهم بحل سياسي جذري أو ضمانات دولية يمكن الوثوق بها، وهو ما تقوله الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية أيضاً، ويوافق عليه رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفه، مناهضين بذلك فريق الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل و”حزب الله” الذين يضغطون لإعادة اللاجئين من دون أي ضمانات وبغض النظر عن التوصل لحل سياسي من عدمه.
وفي شأن متصل، قالت “الإدارة المدنية” لمخيم “الركبان” الحدودي مع الأردن إن المعابر التي فتحها النظام وروسيا لم تشهد مرور أي مدني.
حيث أعرب نازحو الركبان عن رفضهم العودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد رغم انقطاع معظم الإمدادات الأساسية عنهم.
وكانت روسيا أعلنت أمس الثلاثاء فتح “معبرين إنسانيين” لخروج المدنيين من المخيم الذي يقطنه نحو 50 ألف مدني.
وطالب درباس الخالدي، رئيس المجلس المحلي للمخيم، بفتح ممر إنساني آمن يسمح بخروج سكان الركبان إلى الشمال السوري بحماية قوات التحالف الدولي، مشيراً إلى أن المجلس “لا ثقة له بالنظام السوري ولا بالروس”.
Sorry Comments are closed