الاحتلال .. قصة: خالد أحمد شبيب

خالد أحمد شبيب20 فبراير 2019Last Update :
خالد شبيب

الاحتلال ..

قصة للأديب السوري: خالد أحمد شبيب

كناّ نلعب الكرة خلف مصنع فودكا بناه فاسيا خريوكين على أرض حقلنا الذي زُرِع طوال عشرات السنين قمحاً بلون الشمس. وكان الأفق صافٍ، خلا ذيول عريضة من دخانٍ أسود نفثته طائرات حربية طعنت السماء كما تطعن المدية ظهرا غافلا. وإلى اليمين جهة الغرب نعق غراب حانق وحلق مسرعاً فوق الراية التي نصبها الغرباء أعلى التل، ثم هبط في غابة الصنوبر المجاورة وصمت مبتلعا حنقه على العالم لوقت قصير. وأبعد من ذلك بقليل كان قرص الشمس يطفو بهدوء في الأفق الممتد حتى حافة الأرض ويستعد ليغوص في مياه البحر المتماوجة ليكمل رحلته الكونية الطويلة بنفس الروح المقاتلة الصابرة.

خرج فاسيا، أو فاسي  كما لقبناه بحجة تذكير الاسم، ممسكا بطوق كلبته مجعّدة الجلد وغنية الشحم، فبدت الكلبة كتلة عجين طريّة، ونسخت عيناها نظرة فاسيا المتعالية وكأنهما لاتريان شيئا ولا تكترثان بما يحدث أو يتحرك على هذه الأرض. اسم الكلبة (كاتيوشا) كما أطلق عليها صاحبها، لكننا عدّلنا الاسم فلقّبناها بـ(فاسية) للشبه الكبير بينها وبين صاحبها. فاسي رجل أصفر الشعر، شاحب البشرة، يكسبه التباين الكبير في كتلة جسده سحنةً مضحكة وشرسة في آن معاً. كتفاه السميكتان كانتا ستعطيانه هيئة مهيبة لو ركّبتا على جذع رشيق وساقين طويلتين، لكن وبخلاف ذلك، دُفن خصره تحت طيّات سميكة من الجلد المترهّل، والتحم عنوة بحوض عريض استقرّ على ساقين قصيرتين، فظهر كأنه فقد جزءاً مهما من قامته.

نعق الغراب مجددا كأنه يراقب المشهد برغم تواريه، ولاحت كتلة سوداء لطائرة مروحية بعيدا في الأفق قبل أن يصل صوت هديرها المزعج فبدا كأن نعيقها هو الذي سمع في الجوار. بصق فاسي دون أن يلحظ وجودنا، إذْ غرقت أجسادنا في إحدى الحفر المفخخة بقضبان حديد ضاربة في الإسمنت. كانت تلك الحفر أساساً لحانة شرع فاسيا بتشييدها في طرف أرض الحقل ووعد الجنود بأنها ستكون مرتعهم في الربيع المقبل. رفعت الكلبة رجلها القصيرة لتتبوّل، وتطاير رذاذ البول على رجليّ صاحبها فهأْهأَ فاسي بصوت خشن وانحنى يمسّد ظهر فاسية بيده المنتفخة. تمسّحت الكلبة بساقه كأنها تحكّ ظهرها بجذع شجرة مقطوعة، وجفلت فجأة حين شمّت روائح أجسادنا التي حملتها نسمة خفيفة. نبحت لتنبّه صاحبها بوجودنا في طرف الأرض المسيجة بسور أسلاك شائكة. كان فاسي يرخي سحّاب بنطاله ويباعد بين ساقيه ليتبوّل وقتئذٍ، فاستدار قليلاً وحدجنا بطرف عينه بنظرة غير مبالية. وتحت إلحاح فاسية التي شدّت سرواله بأنيابها، أدار رأسه كالرادار باتجاهنا، ودون أن يقطع تبوّله قال بعربيّة ركيكة:

ــ كيف خرجتم هنا؟! ادخلوا….أااا.. أقصد..اخرجوا من أردي يا شياتين.

ــ أرضك؟! هاهاهاها..أرضك هناك خبيبي..خلف التل الذي يقع خلف تسعة بحار متجمدة. أحححححح..!

ردّ طارق بلهجة هازئة، فنبحت فاسية مجددا وكشّرت عن أنيابها القصيرة المدبّبة كمسامير الأحذية، لكنّ صاحبها شدّ لجامها، وشتمنا بلغته الغريبة التي فُرِضَ علينا تعلّمها في المدرسة منذ مجيء فاسيا برفقة الجنود على دباباتٍ تشبه سلاحف ضخمة.

كانت المروحية القادمة من بعيد تحلق فوقنا وقتئذٍ وتنحدر تدريجياً استعداداً للهبوط خلف التل، وتأهّبنا للهرب عبر أسلاك الشوك كما دخلنا مستغلين غطاء الضوضاء والغبار الذي أثارته حين انخفضت باتجاهنا فجأة كأنها على وشك الاصطدام بالأرض، ثم ارتفعت مجددا باضطراب، لكننا تلذّذنا قبل هروبنا بالصياح بصوت واحد وبنغمة عسكرية مقلدين هتافات الجنود:

ــ فاسي الكلب..ينبح على طول الدرب..فاسي الكلب..مخمورٌ وبلا قلب.

قوّس محمود جسمه وأدار عجيزته نحو فاسي وفاسية، وقلد صوت المدفع الذي نصبه الجنود أعلى التلّة حين يفشل إطلاق الذخيرة على البلدة:

ــ توووووت.

رفعت فاسية ذيلها وأذنيها القصيرتين، واستشرست خافضةً مقدمة جسدها الهلامي إلى أسفل حين استشعرت غيظ صاحبها. فكّ فاسي طوقها وأطلقها، فاندفعت باتجاهنا، وراح الجلد المترهل تحت شفتها السفلى يتأرجح في الهواء أثناء عدوها. رجمناها ببعض الحجارة، لكنها تفادتها جميعها برشاقة، واقتربت تحرث الأرض بأطرافها، ثم أوقفت كرة جسدها فجأة وهزت ذيلها متردّدة في اختيار من ستهاجمه أولا، بينما أطلّت ثلاثة جراء من خلف بوابة المصنع وراحت تنبح من بعيد بأصوات حادة تثير السخرية والشفقة في الوقت ذاته. كنت أرفع حجراً أهدّد به فاسيا، لذا قررت الكلبة الحانقة أنني مصدر الخطر الأكبر عليها والهدف الأفضل. وثبت نحوي كقط وبادرتني بعضة ملعونة نجت منها ساقي بأعجوبة، لكنها أنشبت مسامير الأحذية في ساق سروالي. صرت للحظات أسير فاسية، وكانت أرض حقلنا سجني. ركض فاسي باتجاهي حين علق الصيد في فكّي كلبته، لكنه كان نصف ثملٍ فاشتبكت قدماه ببعضهما وسقط أرضا، وشتمنا مجددا بلغة قذرة وهو يفترش التراب غير قادرٍ على النهوض. حاولت عندئذٍ تحرير ساقي، وسمعت صوت تمزق قماش السروال فأحسست بالراحة واستبشرت اقتراب الحرية، لكن الكلبة لاكَت القماش الآخذ في التمزّق بحركة خاطفة مطبقة على قطعة أخرى منه، ومجددا نجت ساقي من الأنياب المسمومة، لكنني بقيت في الأسر وكدت أستسلم للقنوط. وفي محاولة لفعل شيء ما  دار أخي والصبيّان الآخران خلفي دون وعي آملين التمكن من تحريري، لكنهم في الواقع احتموا بي من الهجمة الشرسة. صرخ طارق كأنه قائد يوجه جنوده في المعركة:

ــ اركلها..اركلها بقوة!

ثبّتُّ قدمي الأسيرة في التراب، فخيل لي أنه يحتضنها بقوة ليساندني، ثم ركلت الكلبة الهائجة في بطنها كأنني أسدّد ضربة جزاء ستحسم النتيجة، لكن طبقة الشحم السميكة حمت بطن الكلبة، وشعرت أنني أركل ساتراً رملياً حصينا.

ــ على رأسها يا حسام. دوّخْ ابنة الكلب.

صاح أخي ضياء مثبتاً ذراعيه وراء ظهري ليمنحني ثباتا أكبر، فحددت نقطةً خلف أذنها القصيرة كأذن جرذ سمين، وعاجلتها بركلةٍ مشحونة بالحقد. ارتختْ الفكّان أخيرا، وتدحرجت كتلة اللحم والشحم واللّعاب مبتعدة عني، وتقلبتْ ثلاث مرات ثم سقطت في إحدى حفر قواعد بناء الحانة. وقبل أن نطلق أقدامنا للريح دنوت من الحفرة محاذرا أن تفاجئني الكلبة بوثبة في وجهي. كانت فاسية منطرحة في قاع الحفرة، تئِنُّ بحرقة المهزومين وتنظر عيناها بحنق صوب القضيب المعدني الذي اخترق بطنها. انطلقنا هاربين، بينما تجمعت جراء الكلبة حول الحفرة وجثا فاسي بجانبها وحاول أن ينفجر لكن تبلّده غلبه. سمعنا نواحاً حيوانياً خلفنا لكننا لم نبطئ مطلقا. وخلف التل اضطرب تحليق المروحية قبيل هبوطها، وهوت بشكل عمودي محدثة انفجاراً هائلاً، وارتفع عمود ضخم من الدخان الأسود كذراع غريق تستنجد بالهواء.

صباحاً، تأخّر دخولنا إلى الصفوف الدراسية لأن تحية العلم مرّت بعدة محاولات فاشلة برغم جهود المدير لتدارك الأمر. كانت خطتنا اليومية لإفساد الطابور الصباحي تبدأ بنثر حفنات من القمح في الساحة ثم نترك الباقي لطيور الدوري والسنونو لتنقض من السماء بأعداد هائلة وتفسد انتظام صفوف الطلبة متواطئة مع ضحكات الأطفال المتراكضين في كل الاتجاهات للاحتماء من غارات  الطيور. طار عقل المدير من رأسه مع الطيور المحلقة، وشتم كل شي خطر بباله وتوعد من حاك المؤامرة بعقاب عنيف دون أن يتوصل لمعرفة الفاعلين. لم يفلح الطلاب الواقفون بالإجبار في صفوف ثنائية غير منتظمة في ترديد النشيد الوطني باللغة التي أحضرها الجنود الشاحبون معهم وبها شتمَنا فاسي. وبّخ المدير معلمَ اللغة الغريبة على تقصيره في تدريبنا على أداء النشيد، فتضرج وجهه بلون قاتم، ثم أمرَنا بإعادة المحاولة مرددا معنا مطلع النشيد عبر مكبر الصوت. انطلقت أصواتنا حادة ومنتظمة معاً بادئ الأمر كحزمة عيدان مرصوصة، ومالبث الإيقاع الذي ضمها أن تراخى، فتداخلت الكلمات واختلطت، وتكسرت الأصوات وحلّقت شظاياها في اتجاهات مختلفة. حدّق المدير في ساعة ذات سوار بلاستيكي حول معصمه، وضرب كفّاً بكفِّ لضياع الوقت، ثم رضخ للحقيقة الثقيلة وأمر بترديد نشيد البلاد بلغتنا العربية. كان ضارب الطبل أكثر حماسة هذه المرة، وتدفقت أصوات الطلاب هادرة وعذبة لايشوبها خلل ولا تشذّ عنها نغمة. وقبل أن يبلغ النشيد ختامه بجملة (سنعيش أحرارا دون قيد) اقتحمت سيارة عسكرية قبيحة وقذرة بوابة المدرسة وتوقفت قبالة ساحة العلم مثيرة غيمة غبار كثيفة. وقفنا مستغربين نراقب ثلاثة جنود ترجلوا من السيارة، أحدهم يحمل نجوما باهتة على كتفيه والآخران يحملان سلاحين بحربتين لامعتين. عضّني خوف مفاجئ حين تدلّت من باب السيارة ساقان غليظتان قصيرتان، تبعتهما بطنٌ كروية بطيات جلدية سميكة ركّبت فوقها كتفان سميكتان ورأس ضخمة في وسطها عينان شرستان بلا بريق. خطا الجنود باتجاه المدير خطوات متثاقلة، فسار باتجاههم مسرعا، وتبادلوا معه حديثا قصيرا ترجمه معلم اللغة الغريبة، ثم تنحى الجميع جانباً واستداروا لمواجهة الطلاب، بينما راحت كتلة فاسي المكعبة تتخبط بين الطلبة، وتبعها الجنديان المسلحان برشاشي (كلاشنكوف) بدا وجودهما بين طلاب الإعدادية فظاً وغريبا كقطعتي فحم أسود في كأس من اللبن.

دار فاسي بين الطلاب متفحصا ملامحهم، وكاد لفرط غضبه ويأسه يهمّ بتشمم رؤوسهم وأجسادهم بحثا عنّي كما خمّنت. علم الطلاب بمصرع فاسية لأن لسان طارق الطويل تولى نشر الخبر قبل بدء طابور الصباح. كادت أطرافي تتجمّد خوفاً، وألقيت نظرات قلقة حولي بحثا عن ملاذ. ثم بلغ مسمعي هسيس خافت عن يميني. كان طارق يناديني لأندسّ بين طلاب صفّه الواقفين بجانبي. أفسح لي المجال فنقلت إحدى ساقي بشكل جانبي كأنني أتخذ وقفة استراحة، وبحذر أشدّ نقلت ماتبقى من جسدي، واحتلّ طارق مكاني بخفة ليسدّ فراغ الصفّ مستغلا انشغال فاسي بالتفرّس الأبله في ملامح الطلاب قبل وصوله إلى مكان وقوفي الأصلي. ابتعدت بقدر كاف بمساعدة الطلاب الذين أفسحوا لي، وعدت مجددا بالطريقة ذاتها إلى صفي مراوغا فاسي بعد أن تخطّاه وانشغلت عيناه بمراقبة مروحية مرّت كالغراب فوق مدرستنا وأشجارها وتركت خلفها دخانا كئيباً وهديرا مزعجا ينبئ بأنها قد تتعطل تماما وتسقط في أية لحظة. صدق ظنّي بأن فاسي لم يحفظ وجوه من كانوا معي قبل يوم، وأنه كان يطلبني أنا وحدي. تنفّست الصعداء، وشكرت الله حين همّ بالمغادرة خائباً، لكنّ كمّاشة من لحم وعظم أطبقت على شحمة أذني وضغطت بقسوة أجبرتني على التأوه والصراخ. اصطادتني عينا فاسي وكاد يطبق فكّيه على رأسي من بعيد تحقيقا لرغبة الشهيدة فاسية. كان معلم اللغة الغريبة قد انتبه لتسللي بين الصفوف، وزرع لي لغماً غادرا دون أن أنتبه. سلمتني أصابعه إلى فاسي من شحمة أذني فاختلطت علي أحاسيس الألم والإهانة والخيانة، ورحت أرفس كخروف مذبوح. أعانه جنديّ على تثبيتي فشحن فاسي ذراعه بكل لؤم العالم وصفعني على مرأى من الطلاب والجنود والمعلمين المقطبين بصمت تام. شتمني مجددا بلغته، فتطوع المعلم ذو الأصابع الغادرة بترجمة كل كلمة دون تردّد أو تخفيف. جننت غضباً،  وتلوّيت بعصبية سمكة مبللة بين كفيّ صياد حتى تمكنت من الإفلات من الجندي، وانطلقت باكياً قبل أن ألقى عقاباً قاسياً أعدّه لي الجنود. انطلق الجنديان خلفي وأخذا يحرثان التراب كما فعلت فاسيا أثناء مطاردتنا في الحقل، لكنني تعلمت من التجربة وحرصت ألا أقع في الأسر مجددا. ابتعدت عابرا بوابة المدرسة وسط هتاف وصفير الطلاب المشجعين. سلكت طريقاً وعرا لم تتمكن السيارة العسكرية أن تلاحقني فيه، وغبت في دغل أشجار الصفصاف حول مجرى النهر دون التوقف عن ركضي المحموم. كانت رائحة النعناع البري تضفي هدوءاً ساحراً على المكان، وبعثت رقرقة الماء وزقزقات البلابل الصغيرة في نفسي سكينة مؤقتة، لكن نعيق الغراب المتواري بين الأغصان أجفلني، تلفتّ بقلق، ومن فجوة بين الأشجار أطلّ رأس التلّ الأسير من مسافة غير بعيدة، فلمحت العلم الغريب فوق قمته تخاصره رشاشات ومدافع وجّهت نحو بيوت البلدة بزوايا إطلاق مختلفة. في الأعلى أزّت طائرة مقاتلة كأنها تتحدى اتساع السماء وتريد قتل سكينة الأرض، وقبالة الشاطئ رست سفن مترصدة. واصلت الركض خائفا حتى بلغت هضبة جرداء رفعت شواهد قبور كثيرة أعناقها فوق تربتها الحمراء. سرت بطيئاً بين القبور، لكن عجلة الزمن دارت بسرعة كأن كل شيء حدث في غمضة عين. وصلت قبر أبي وجثوت قبالته حتى هدأت أنفاسي، لكن الدمع ظلّ يلمس خديّ بخيوط حارّة. تأملت الاسم المحفور على الشاهدة.. تعودت كتابته بفخر على دفاتري المدرسية وكتبي الجامعية، وخططته بنفسي على لوحة المدرسة التي حملت الاسم ذاته لاحقاً. تذكرت بندقيته التي قاتل بها وملامح وجهه ووجوه الرجال والنسوة الراقدين حواليه كأن كلّ شيء حدث بالأمس، تنفست بعمق مختزنا هواء البحر وروائح الصنوبر والأعشاب البرية والمحاصيل وعبق التراب المبلل بمطر خفيف، وابتسم قلبي كقمر أبيض حين أدركت أنني لا أركض الآن خائفا من الجنود وباحثا عن ملاذ.. ولأن حقلنا لا يحتله معمل فودكا وحانة يسكر فيها الجنود بدل بيادر القمح، ولأن سماءنا زرقاء كما كانت دائما.

* ** *

الأديب السوري خالد أحمد شبيب

الأديب خالد أحمد شبيب في سطور:

  • قاص سوري من مواليد قرية تيرمعله في محافظة حمص في العام 1982.
  • حاصل على إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها، ويعمل مدرساً في الكويت.
  • حصل على عدة جوائز سورية في القصة القصيرة، منها جائزة اتحاد الكتاب العرب وجائزة ربيع الأدب، وجائزة حلب عاصمة للثقافة الإسلامية، كما حصل على جائزة نيستبي في دراسة الأدب الأمريكي في العام 2005، وجائزة مسابقة مجلة العربي وراديو مونت كارلو في القصة.
  • ينشر نصوصه القصصية والمقالات في دوريات ومواقع الكترونية عربية، ولديه مخطوطان لمجموعتين قصصيتين، غير منشورين.

 

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل