حرية برس:
قدّمت 16 ولاية أميركية، اليوم الإثنين، دعوى قضائية تطعن فيها بدستورية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حالة الطوارئ الوطنية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وتتهم الدعوى التي قدّمت إلى محكمة فدرالية في كاليفورنيا، الرئيس الأمريكي بخرق الدستور في بندين، يتعلق أولهما بتحديد الإجراءات التشريعية، ويمنح ثانيهما الكونغرس القرار النهائي في الشؤون المتعلّقة بالمالية العامة للدولة.
ويشكك مقدمو الدعوى في طابع الطوارىء الذي أعلنه الرئيس استناداً الى معطيات نشرتها وزارات أو إدارات فدرالية مثل ادارة الجمارك والتي اعتبرت أن ’’الدخول غير الشرعي في أدنى مستوياته منذ 45 عاماً‘‘.
وجاء في نص الدعوى أن ’’وزارة الخارجية أقرت بعدم وجود أي دليل موثوق يثبت أن الارهابيين يستخدمون الحدود الجنوبية للدخول الى الولايات المتحدة، الأرقام الفدرالية تؤكد أن المهاجرين أقل ميلاً لارتكاب جرائم من الأمريكيين المولودين في البلاد‘‘.
وأضافت أن ’’الكونغرس تصدى تكراراً لاصرار الرئيس على تمويل الجدار الحدودي، ما نتج عنه في الآونة الاخيرة إغلاق جزئي لإدارات حكومية استمر 35 يوماً‘‘.
كما تتّهم الولايات الـ16 وزارة الأمن الداخلي الفدرالية بخرق قانون حماية البيئة بسبب عدم تقييمها الأثر البيئي للجدار على ولايتي كاليفورنيا ونيو مكسيكو، وبحسب الدعوى فإنّ ترامب ’’أغرق البلاد في أزمة دستورية بمحض إرادته‘‘.
وكانت الدعوى القضائية الأولى التي رُفعت ضد ترامب من قبل مجموعة “بابليك سيتيزن” باسم محمية طبيعية وثلاثة من ملاك الأراضي علموا أن الجدار قد يُبنى على ممتلكاتهم الخاصة.
وكان المدّعي العام لولاية كاليفورنيا كزافييه بيسيرا أعلن في وقت سابق أنّ ولايته وولايات أخرى ستتقدّم سوياً بهذه الدعوى كونها تعتبر نفسها متضرّرة من قرار ترامب الذي يحرمها أموالاً مخصّصة في الأصل لمشاريع عسكرية وللمساعدات الطارئة في حالات الكوارث.
وأعلنت ولايتا نيويورك وكاليفورنيا، معقل الديموقراطيين، يوم الجمعة، أنهما ستلجآن إلى القضاء، ثم انضمت إليهما في هذه المبادرة 14 ولاية أخرى هي: كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، إيلينوي، ماين، ميريلاند، ميشيغان، مينيسوتا، نيفادا، نيوجيرسي، نيومكسيكو، أوريغون وفيرجينيا.
وأعلنت اللجنة القضائية في مجلس النواب الخاضع لسيطرة الديموقراطيين في الكونغرس الأمريكي، يوم الجمعة، عن فتح تحقيق برلماني ’’فوري‘‘.
وارتفعت في الولايات المتّحدة أصوات الرافضين لإعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية بسبب الجدار الحدودي، ولم تقف هذه الأصوات عند حدود المعارضة الديموقراطية بل تعدّتها إلى العديد من الجمهوريين الذين اعتبروا لجوء الرئيس إلى هذا الإجراء الاستثنائي سابقة خطيرة وتجاوزاً لصلاحيات السلطة التنفيذية.
وقرر ترامب إعلان الطوارئ للتصدّي لما وصفه بـ’’اجتياح‘‘ المخدرات والعصابات وتجار البشر والمهاجرين غير الشرعيين الحدود الأميركية مع المكسيك، بعد أن رفض الكونغرس منح إدارته تمويلا لبناء الجدار الحدودي.
فيما حذر منتقدو قرار الرئيس وبينهم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ، من أن اعلان الرئيس يمهد الطريق أمام الرؤساء في المستقبل للجوء الى هذا الاجراء في كل مرة يختلفون فيها مع الكونغرس.
وفي حال تمت الموافقة على طعن الولايات، فان الملف سيحال الى المحكمة العليا ما يشكل سابقة في مسألة فصل السلطات.
وتتيح حالة الطوارئ لترامب تجاوز الكونغرس من أجل الحصول على أموال فدرالية من مصادر أخرى لتمويل بناء الجدار الحدودي، بعدما اصطدمت جهود الرئيس لإقناع الكونغرس برصد المال الكافي لتشييد هذا الجدار بحائط مسدود.
فيما تظاهر المئات من النشطاء في الولايات المتحدة أثناء عطلة ’’يوم الرؤساء‘‘ ضد إعلان الرئيس دونالد ترامب حالة طوارئ لتوفير تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وقالت منظمة ’’موف أون أورج‘‘ التي تنظم الاحتجاجات، إن الاحتجاجات ستقام على مدار اليوم في مدن وبلدات من بينها واشنطن وشيكاغو ونيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.
وأضافت المنظمة على موقع أنشئ لمساعدة المحتجين على العثور على أقرب نقطة تجمع ’’تعالوا وعبروا عن غضبكم‘‘، ووصفت إعلان ترامب بأنه انتهاك للسلطة واعتداء على الكونغرس.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة