علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
تعد مهنة صناعة الحديد الصلب، واحدة من أكثر المهن الشاقة، نظراً لاعتمادها على إعادة تشكيل الحديد الصلب يدوياً، واعتمادها على معدات تقليدية.
وتعتبر هذه الصناعة واحدة من المهن المنتشرة في المناطق المحررة شمال سوريا، وتعد نموذجاً من الاعتماد الذاتي على الصناعات المحلية في ظل الحصار المفروض على المنطقة.
يقول ’’أبو محمود‘‘ مالك أحد مصانع إنتاج الحديد في حديثه لحرية برس، إن ’’صناعة الحديد الصلب هي مهنة شاقة ومتعبة وتتطلب جهداً كبيراً وأنا أمارس هذا العمل منذ عشرون عاماً، وإنتاج الحديد يتطلب مراحل كثيرة حتى يأخذ الشكل النهائي المطلوب‘‘.
وأوضح ’’أبو محمود‘‘ أن أول مرحلة هي وضع الحديد الخام في الفرن ضمن درجة حرارة تصل إلى حد الغليان وبعد ذلك ينقل الحديد الموجود داخل الفرن إلى السحابات حتى تأخذ شكل قضبان البناء كمثال.
وأضاف ’’بالنسبة للحديد الخام المستخدم في صناعة الحديد الصلب يتم تأمينه من أسقف الأبنية المدمرة نتيجة قصف النظام، وأيضاً الحديد الخردة (الطوناج) وكل مايمكن تأمينه ليكون حديد خام ثم نعيد تصنعيه بوضعه في النار ثم تقطيعه وإعادة تصنيعه مرة آخرى‘‘.
ولفت إلى أن ’’الحديد الذي نستخرجه من هذه المواد يستخدم في البناء والأبواب والنوافذ والمطارق والأزاميل والمسامير والعديد من الصناعات التي تعتمد على الحديد‘‘.
وحول المشكلات التي تواجههم في العمل، قال أبو محمود ’’أولاً تأمين الحديد الخام وارتفاع أسعار الدولار الذي يرتفع معه سعر الحديد وبالتالي قلة الطلب على مادة الحديد، ناهيك عن صعوبات تكمن في تأمين مادة الفيول، خاصة أنه يأتي من مناطق سيطرة المليشيات الكردية، حيث يصل سعر الطن الواحد إلى 250 $، فضلاً عن إغلاق الطرقات المتكرر‘‘.
ويرى أبو محمود مهنة الحدادة من المهن الشاقة، حيث أصبح جميع الشباب يبحث عن المهن الخفيفة التي تجلب المال لهم اليوم، أما العاملين بالمهنة يعملون بها منذ القدم، لافتاً إلى أن الحديد اليدوي أكفأ من الحديد المصنع، لأنه يعتمد على الحديد الصلب وليس الحديد المصبوب.
بدوره، قال الشاب ’’عبد الرحيم‘‘ أحد العاملين في صناعة الحديد، إن هذه المهنة تتطلب الحذر والانتباه التام وخصوصاً بالتعامل مع الحديد الخارج من الفرن حتى يأخذ شكله النهائي خوفاً من الحروق أو الإصابة بأحد قضبان الحديد.
وتعود الصناعات التقليدية إلى الواجهة من جديد، حيث يعمل أصحابها على إحيائها بعد فترات من الركود ولعل السبب في عودتها هو الارتفاع الهائل في عدد السكان نتيجة سياسة التهجير التي يتبعها نظام الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة