د. غادة حمدون
الكساح هو أحد أمراض ليونة العظام وضعفها لدى الأطفال، سببه النقص الحاد في فيتامين (د)، لأنه يعزز امتصاص الكالسيوم والفوسفور من القناة المعدية والمعوية، لذا فإن نقصه يؤدي إلى صعوبة الحفاظ على المستويات المناسبة للكالسيوم والفوسفور بالعظام، مما قد يؤدي إلى حدوث الكساح.
إذا فالعلاقة وثيقة جدا بين فيتامين (د) والكالسيوم.
مصادر الفيتامين (د):
- الأغذية: كالحليب ومشتقاته وصفار البيض والأسماك بما فيها التونة المعلبة والسردين ولكن نسبته في الأسماك الطازجة أعلى.
- الشمس: يتواجد فيتامين (د) في أشعة الشمس ولكن الاستفادة منه تتعلق بالفترة والمدة الزمنية التي يتعرض فيها الإنسان للشمس بالإضافة إلى مساحة الجلد التي يتم تعريضها لأشعة الشمس , فلا بد من تعرض 12% من مساحة الجسم لأشعة الشمس فلا يكفي تعرض الوجه لوحده بل لابد من تعرض الوجه والأطراف لمدة 20 دقيقة 3 مرات في الأسبوع، والفترة الزمنية التي يكون الفيتامين (د) في ذروته في أشعة الشمس بين الساعة التاسعة صباحا والثالثة عصرا، تختلف طبعا حسب الفصل ففي الشتاء تكون أقل من فصل الصيف، وأيضا تختلف بحسب المنطقة الجغرافية، بالإضافة إلى أن هناك عوامل أخرى تعيق امتصاص فيتامين (د) كالزجاج والتلوث والدخان واستخدام الواقيات الشمسية، لذا لا يمكن التعويل على أشعة الشمس في أخذ الكمية الكافية من فيتامين (د).
أعراض نقص فيتامين (د):
- عند الوليد والرضع قبل ستة أشهر: الرجفان والزرقة والتشنجات والإقياء والاختلاجات.
- بعد الستة أشهر: نقص المقوية العضلية وتظهر بشكل تطبل في البطن وتشوهات هيكلية في العظام كليونة الجمجمة وخاصة ما يعرف باليافوخ (أعلى الرأس)، وتسطح في غضاريف الاتصال في مقدمة الصدر وتضخم في القفص الصدري ونهايات العضلات الطويلة (عظام اليد والكاحل)، وتقوس في الساقين والفخذين وتأخر في بزوغ الأسنان، وتأخر في الجلوس.
تشخيص المرض:
- التشخيص السريري: لا يكفي ظهور عرض واحد لتشخيص الكساح عند الأطفال بل لا بد من ظهور عدة أعراض مجتمعة.
- تشخيص مخبري: عن طريق معايرة فيتامين (د).
- التصوير الشعاعي: تصوير معصم اليد حيث تظهر علامات نقص كثافة العظم.
الوقاية:
- تناول غذاء مدعم بفيتامين (د).
- التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف.
- الإرضاع الطبيعي بحليب الأم لا يكفي فلا بد من إضافة فيتامين (د) بعد الولادة وحتى عمر السنتين عن طريق إعطاء الرضيع 4 نقط يوميا بجرعة وحيدة.
- تدعيم الأم الحامل بفيتامين (د) والكالسيوم.
العلاج:
إعطاء حقنة بشكل عضلي أو شرب مرة في الشهر بقيمة (300000 وحدة – 600000 وحدة).
الجرعة السمية: 600000 وحدة للطفل السليم إذا لم يكن لديه نقص في فيتامين (د) وأعطي 600000 وحدة قد تسبب له الفشل الكلوي.
هل يعود الطفل لوضعه الطبيعي بعد العلاج؟ التحسن الشعاعي يظهر بعد 3 أسابيع تقريبا أما التحسن السريري فيحتاج لثلاثة شهور.
معتقدات خاطئة حول مرض الكساح عند الأطفال:
- تضع كثير من الأمهات الرضيع بملابسه أو ما يسمى باللفة في الشمس مما يسبب تعرق للرضيع والتجفاف لذا من الأفضل نزع اللفة عنه وكشف الأطراف.
- تعتقد كثير من الأمهات أن تأخر بزوغ الأسنان أو تأخر الجلوس سببه هو نقص فيتامين (د)، هذه الأعراض قد يكون سببها فيزيولوجي أو وراثي ولا علاقة لنقص فيتمين (د) بها، لذا لا بد من ظهور أعراض سريرية أخرى لتأكد من ذلك.
- تناول فيتامين (د) بشكل عشوائي وخاصة في حالات قصر القامة مما يسبب زيادة في الكلس في البول وهذا بدوره يسبب تكلسات في الكلية وبالتالي يؤدي إلى الفشل الكلوي.
أمراض تؤثر على امتصاص فيتامين (د):
داء البطيني وداء الأمعاء الالتهابي ومشكلات الكلى.
عوامل خطرة:
- البشرة الداكنة أقل تفاعلا مع أشعة الشمس من البشرة الفاتحة مما يؤدي إلى انتاج أقل في مستوى فيتامين (د).
- نقص فيتامين (د) لدى الأم الحامل سبب رئيسي لإصابة الطفل بالكساح.
- المناطق التي تقل فيها أشعة الشمس كالمناطق الشمالية من الكرة الأرضية، يكو فيها الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالكساح.
- استخدام الواقيات الشمسية بكمية كثيرة وبشكل عشوائي تعيق امتصاص فيتامين (د) من أشعة الشمس.
- الولادة المبكرة.
- بعض الأدوية.
مضاعفات عدم العلاج:
- فشل النمو.
- انحناء العمود الفقري.
- تشوهات هيكلية عظمية.
- عيوب في الأسنان.
ختاماً: لا يعطى الطفل فيتامين (د) دون استشارة الطبيب.
عذراً التعليقات مغلقة