بدائل التدفئة في مخيمات اللاجئين سبب آخر للموت

فريق التحرير18 يناير 2019آخر تحديث :
مدفأة في إحدى الخيام شمالي إدلب ويستعمل سكانها فحم الحراقات للتدفئة – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

علاء الدين فطراوي- حرية برس:

أجبرت ظروف المعيشة الصعبة اهالي المناطق المحررة والمخيمات الحدودية ،في فصل الشتاء، على البحث عن بدائل تناسب واقعهم الأليم، ولجأت كثيرٌ من العائلات إلى تأمين الدفء بوسائل بدائيةٍ أو تقليديةٍ غالباً ما تكون ضارةً بالصحة، كاستعمال فحم الحراقات، أو استخدام مدافئ تعمل على الكاز، وأخرى تعمل على الديزل المكرّر بطرقٍ بدائية إضافة إلى البلاستيك وروث الحيوانات وغيرها .

يقول أبو محمد، أحد سكان قرية “كفردريان” لحرية برس: “تحتاج كل عائلة يومياً -بمعدل وسطي- إلى 5 ليترات من مادة المازوت، يصل سعرها إلى 1500 ليرة سورية، وهو مبلغ كبير في ظل انعدام فرص العمل. أما الخيارات المطروحة فهي مكلفة جداً، حيث يصل سعر طن الحطب إلى 60 الف ليرة سورية، وسعر ليتر المازوت إلى 270 ليرة سورية”.

“ورغم سوء البديل، يستخدم الناس فحم الحراقات الذي يستعمل لتكرير المازوت الخام، حيث يصل سعر الكيلو غرام إلى 30 ليرة سورية، ويعد رخيصاً للغاية مقارنة بالمواد الأخرى، ويسبب اشتعاله في المنزل ضرراً كبيراً، لكنه يبقى افضل من معاناة البرد.”

فحم الحراقات أحد أنواع من الفحم الذي يستخرج من تكرير المازوت الخام ويستخدم في التدفئة – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

وأفاد أبو حمزة، أحد النازحين من ريف حماة الشرقي إلى مخيم “الميدان” في ريف إدلب الشمالي، لحرية برس: “أجبرتني الظروف في فصل الشتاء على الخروج يومياً للبحث عن مواد بلاستيكية وأكياس نايلون وأي مواد أخرى قابلة للاشتعال، بسبب قلة دخلي، وعدم قدرتي على شراء المازوت، حيث أصبح خياري الوحيد جمع تلك المواد وجعلها وقوداً، لكي أقي عائلتي قسوة البرد الشديد”.

طفل يجمع البلاستيك من أجل التدفئة – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

وعن مخاطر فحم الحراقات والمواد البلاستيكية على الصحة، يقول الدكتور إياد الخالد، اختصاصي طب الأطفال، “لحرية برس: “إن استخدام المواد البلاستيكية، كالنايلون وعجلات السيارات والألبسة المهترئة، وفحم الحراقات للتدفئة، يسبب ضرراً كبيراً للصحة، لأن احتراق هذه المواد يتنج روائح سامة تحمل مواد كيميائية كأول أكسيد الكربون الذي يساهم في الإصابة بالعديد من الأمراض، كالتهاب الشعيرات القصبية، والتهاب القصبات والرئتين، خصوصاً عند الأطفال دون ست سنوات، ومن الممكن أن تؤدي هذه الأمراض إلى وفاتهم إذا لم يحصلوا على العلاج عن طريق جلسات الرذاذ، كما يشكل هذا الأمر خطورة على السيدات الحوامل، لأنه قد يتسبب في حدوث تشوهات خلقية للأجنة”.

وتعتبر مواد التدفئة التي يستعملها النازحون والأهالي خطيرة جداً من حيث الاشتعال، وقد تسببت بوفاة أطفال في كثير من مخيمات ريف إدلب الشمالي نتيجة الاستعمال السيء لها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل