رأي حرية: أزمات مناطق النظام المعيشية.. سياسة خبيثة لتعويم الأسد

حرية برس18 يناير 2019آخر تحديث :
حرية برس
برزت أزمة فقدان أسطوانات الغاز، وهي أزمة متواصلة وبشكل غريب ومشكوك فيه، رغم أن حليفي نظام الأسد الكيماوي، روسيا وإيران، هما من مصدري الغاز

بشكل ملفت للنظر.. تتعاقب الأزمات الاقتصادية في مناطق سيطرة نظام الأسد، أزمات تثقل كواهل السوريين المنهكين تحت وطأة السطوة الأمنية والمخابراتية، وتغوّل تجار الحرب.

ومؤخراً برزت أزمة فقدان أسطوانات الغاز، وهي أزمة متواصلة وبشكل غريب ومشكوك فيه، رغم أن حليفي نظام الأسد الكيماوي، روسيا وإيران، هما من مصدري الغاز، وخاصة روسيا التي تعتبر أكبر منتج للغاز في العالم، وكل منهما قادر على إنهاء هذه الأزمة خلال أيام، لو أراد ذلك!

وقبل أيام برزت أزمة فقدان حليب الأطفال، وقبلها أزمة الطحين، وغيرها الكثير من الأزمات التي يبدو أن النظام يفتعلها بشكل متعمد في الآونة الأخيرة، سلع أساسية يحتكرها المقربون من السلطة ويبرع إعلام النظام وروسيا في تصويرها على أنها أزمات إنسانية سببها العقوبات الغربية على النظام وإيران.

ولعل اللافت في الأزمة الأخيرة إطلاق النظام العنان لشخصيات محددة لتنتقد تعاطي الحكومة مع الأزمات المعيشية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستضافة الإعلام الرسمي لفنانين وإعلاميين يتكلمون بنبرة عالية في السياق ذاته، وهي موجة انتقاد غير مسبوقة – ولا عفوية بطبيعة الحال – في أسوأ بلدان العالم على قائمة الحريات وحقوق الإنسان، وهو سلوك مشكوك فيه من قبل نظام قتل واعتقل وعذّب متظاهرين سلميين بينهم أطفال، بسبب مطالبات بسيطة بإصلاح النظام في بداية الثورة السورية في العام 2011.

إننا نعتقد جازمين أن الأزمات المصطنعة إنما تأتي ضمن سياسة ممنهجة يتبعها النظام وإعلامه بدعم – أو توجيه – روسي واضح، بغرض تجييش الرأي العام لا سيما الغربي ضد العقوبات التي فرضها العالم على نظام القتل والتهجير، والكيماوي والبراميل، ويبدو أن هدف هذه الحملات الإعلامية المنتقدة للأزمات المعيشية هو كسب تعاطف الأوربيين، وابتزازهم على الصعيد الإنساني، وتسويق نظرية أن لا بديل عن التعامل مع الأسد من أجل إنقاذ حاضنته الشعبية ومنعها من الانفجار شعبياً وإعادة عقارب فوضى الشارع السوري إلى الوراء، إلى ما قبل هدوء معظم مناطق سوريا عسكرياً بفضل جرائم نظام قوات بوتين وخامنئي والأسد..

وربما يستهدف نظام الأسد ومن ورائه روسيا، السعي للتحرك دبلوماسياً على وقع احتجاجات الناس من الأزمات المعيشية لاستغلال هذه الأصوات المنتقدة في المطالبة بإلغاء العقوبات المفروضة على النظام، والحشد لإشراكه في ملف إعادة الإعمار، وتبرير أفعال دول التطبيع ومن يسير على خطاها.

ولأن المعارضة السورية ومؤسساتها المختطفة من قبل دول إقليمية لا تهمها إلا مصالحها، خارج نطاق فهم ومقاومة سياسات نظام الأسد وحليفيه روسيا وإيران، فمن غير المتوقع من هذه المعارضة المتكلسة المشغولة بالحفاظ على مناصب أشخاصها، فعل أي شيء ذي جدوى، ولا ينتظر منها حتى القيام بردود أفعال.

ويبقى على شعبنا وثواره وإعلامييه وحقوقييه الأحرار، مهمة إفشال هذه السياسات الخبيثة الجديدة.. والنصر لشعبنا وقضيته العادلة بالحرية والخلاص من نظام الأسد وحلفائه المحتلين المجرمين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل