علاء الدين فطراوي- حرية برس:
يقف فراس إلى جانب الطريق، ماداً يداً ترتجف من البرد، واضعاً يده الأخرى في جيبه لتدفأ قليلاً ريثما يحين دورها. يمسك زهور النرجس بكفه الصغيرة، ويمد ذراعه منتظراً عابر سبيل في هذا الطريق الطويل، علّه يشتري منه باقة من النرجس.
وفراس الذي يعيش في قرية رأس الحصن الحدودية يخرج مبكراً كل صباح، ويصعد إلى الجبال، باحثاً بين الصخور العالية عن هذه الزهرة التي تتطلب جهداً وتعباً.
كل وردة يبيعها فراس ويحصل على ثمنها تمنحه شعوراً بالرضى والسعادة، لأنه سيتمكن بهذه النقود القليلة من شراء الخبز الذي طلبته أمه. عندما سألته عن أمنيته أجاب: “أتمنى أن أشتري الورود لنفسي يوماً ما”.
أنهت هذه الكلمات حديثنا، وأنا مثقل بالحزن من أجل طفل يبيع الورد، ويبيع معه أحلامه البريئة التي تبعثرت على امتداد سنوات الحرب في سوريا.
فراس ليس وحيداً، فكثيرون هم الأطفال الذين أجبرتهم الحرب على العمل، يبيعون الحب في هيئة وردة، ويشترون بثمنه “الموت” الذي يأخذ طفولتهم.
عذراً التعليقات مغلقة