اعترف البيت الأبيض أمس الجمعة، أن القوات الأمريكية قتلت بالخطأ حوالي 116 مدنياً في هجمات جوية في كل من باكستان واليمن والصومال، وذلك منذ 2009.
وهي المرة الأولى التي تعترف فيها الإدارة الأمريكية من خلال تقرير بأرقام تتعلق بالضحايا المدنيين نتيجة هجماتها الجوية.
وأقرت الإدارة أنها شنت غارات جوية لطائرة بدون طيار على البلدان آنفة الذكر بذريعة مكافحة الإرهاب، و رجح التقرير أن يكون أن ما بين 64 و116 ضحية هذه الغارات في الفترة بين كانون الثاني/يناير 2009 وديسمبر كانون الأول 2015.
في حين أن تقاريراً للمنظمات الحقوقية تشير إلى مقتل حوالي 1100 مدني جراء غارات شنها سلاح الجوي الأمريكي، وهذا الرقم أعلى بكثير من الرقم الوارد في التقرير، كما أفادت الأمم المتحدة مقتل 400 مدني على الأقل في باكستان ضحية هذه الهجمات.
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي أمر فيه الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بتقصي دقة تنفيذ الغارات من قبل الطائرات بدون طيار وتوجيهها نحو الأهداف المحتملة، والكشف عن عدد القتلى المدنيين، وبعد ضغوطات مورست على أوباما من قبل الرأي العام الأميركي ومنظمات حقوق الإنسان التي أشارت إلى وقوع مدنيين ضحية أهداف غير دقيقة ومعلومات مغلوطة عن أماكن الأهداف في عدة دول منها أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وباكستان.
وبحسب التقرير تم تنفيذ نحو 500 هجوم عبر الطائرات من دون طيار منذ العام 2009، بالإضافة إلى تفاصيل عن الهجمات في اليمن وباكستان وليبيا والصومال والتي ورد تسميتها بحروب الظل.
والجدير بالذكر أن هذه الهجمات تمت في فترتي حكم أوباما الذي وافق عليها، والذي وعدد مراراً بنشر معلومات وتقارير تتعلق بهذه الهجمات ضد التنظيم المتطرفة في البلدان التي لايتواجد فيها قوات عسكرية أمريكية.
وأعلنت الاستخبارات الأميركية في هذا التقرير أن الضربات الأميركية خارج العراق وسوريا وأفغانستان والتي تمت بواسطة طائرات دون طيار أسفرت عن مقتل ما بين 2372 و2581 “إرهابياً بـ 473 غارة.
وعلى ضوء هذا التقرير اتهمت منظمات في حقوق الإنسان في الولايات المتحدة بأن الإدارة الأمريكية تخفي الحصيلة الحقيقة للضحايا المدنيين جراء هذه الغارات التي تتم بذريعة مكافحة الإرهاب.
بينما رفعت صحيفة نيويورك تايمز دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية مطالبة إياها بتبني سياسة الشفافية المطلقة حول تلك الهجمات.
كما أن مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن وبالاعتماد على وثائق منها مسرب ومنها قضائي من عدة محاكم، بالإضافة إلى تقارير لصحفيين محليين ودوليين، ومحققين تابعين لمنظمات غير حكومية، وتحقيقات ميدانية، وثق مابين بين 492 إلى 1100 قتيل مدني سقطوا ضحية غارات شنتها طائرات بدون طيار على كل من باكستان واليمن والصومال منذ 2002 .
في الوقت الذي شككت فيه إدارة أوباما بهذه الأرقام، بحجة أنه يرد الكثير من المعلومات التي يمكن أن تكون مغلوطة أو من جهات إرهابية وتنشر في صحف ومواقع محلية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير أوضح أن هذه الحصيلة الواردة فيها لا تشمل الضحايا المدنيين في سوريا وأفغانستان والعراق.
عذراً التعليقات مغلقة