مسؤول أميركي: رواية الرياض حول مقتل خاشقجي “تفتقر إلى المصداقية”

فريق التحرير5 يناير 2019آخر تحديث :
الصحفي السعودي جمال خاشقجي – أرشيف

اعتبر مسؤول أميركي بارز اليوم الجمعة، أن السلطات السعودية لم تظهر ما يكفي من “المصداقية”، في كيفية إدارة التحقيق حول مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.

وقال المسؤول لصحفيين، طالباً عدم الإفصاح عن هويته، “من وجهة نظرنا فإن الروايات التي كان مصدرها الجانب السعودي خلال الإجراءات القضائية لم تصل بعد إلى مستوى المصداقية والمسؤولية المطلوبة”.

وأضاف، في إشارة إلى قضية الصحفي السعودي الذي قتل في أوائل تشرين الأول من العام الماضي، “من مصلحة السعوديين التصدي لهذه المشكلة بحزم للتخلص من هذا العبء، وطي صفحة هذه الحادثة التي أثارت هذه الضجة”.

وأشار المسؤول إلى أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، الذي سيزور الرياض خلال الجولة التي سيقوم بها في الشرق الأوسط اعتباراً من الثلاثاء، “سوف يثير القضية” مع المسؤولين السعوديين، وأضاف: “سيواصل الضغط لكي يطلعنا المسؤولون على ما حدث، ولكي يظهروا مصداقية حول الإجراءات القضائية التي بدأت هذا الأسبوع”.

وكانت الأمم المتحدة جددت أمس الخميس، مطالبتها بإجراء “تحقيق شفاف وشامل” في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، بعد إعلان الرياض عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “فرحان حق”، في حديثه للصحفيين: “نواصل المطالبة بإجراء تحقيق شفاف وشامل، ونراقب التطورات الأخيرة في هذا الصدد، وموقفنا لم يتغير”، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.

وكرّر الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، مراراً مطالبته بتحقيق “ذي مصداقية” في القضية، يكشف جميع المتورّطين لمعاقبتهم.

وعقدت المحكمة الجزائية في العاصمة السعودية الرياض، أمس الخميس، الجلسة الأولى للمدانين من قبل النيابة العامة في قضية مقتل الصحفي خاشقجي، وعددهم 11 شخصاً، طلبت النيابة في نوفمبر 2018، إعدام 5 منهم.

وجددت النيابة العامة السعودية طلبها بتنفيذ “الجزاء الشرعي بالقتل”، بحق 5 موقوفين في قضية جريمة قتل خاشقجي، وذكرت النيابة العامة، في بيان، أنّها “طالبت بإيقاع الجزاء الشرعي بحق المدانين الـ11، ومن بينهم 5 موقوفين طالبت بقتلهم لضلوعهم في جريمة القتل”.

وكان مجلس الشيوخ الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، قد تبنى في كانون الأول/ديسمبر، قراراً يحمّل ولي العهد السعودي “المسؤولية عن مقتل” الصحفي السعودي، لكن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” رفض تحميل محمد بن سلمان أي مسؤولية.

وتقول الإدارة الأميركية إنها لا تملك دليلاً على صلة الأمير محمد بقتل خاشقجي، وذلك على الرغم من أن تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” تتيح استخلاص ذلك، بحسب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ ووسائل الإعلام، وترى أن التحالف مع السعودية ضروري لمواجهة إيران.

واعتبر المسؤول الأميركي الجمعة “أن على السعوديين تقديم رواية تتصف بالمصداقية حول ما حدث”، مشدداً على وجوب “التأكد من كشف هويات جميع المنفذين والمخططين من جانب السعوديين، وتحميل هؤلاء كامل المسؤولية وإنزال العقوبات المناسبة بهم”.

وقُتل الصحفي السعودي على يد فرقة اغتيال خاصة مقرّبة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في جريمة بشعة حيث قطِّعت جثته وأخفيت، بينما اعترفت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول بمقتله، بعد 18 يوماً من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي، قبل أن تقول إنّه قتل وقُطّعَتْ جثته، بعد فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة إلى السعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ،ومطالبات بتحديد مكان الجثة، ومحاسبة الجناة، وخاصة مَن أمر بالجريمة، وسط اتهامات لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالوقوف خلفها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل