فصائل “الحر” تتحد في مواجهة ’’تحرير الشام‘‘ والمعارك تمتد إلى إدلب

فريق التحرير12 يناير 2019آخر تحديث :
عناصر من الجبهة الوطنية للتحرير في ريف حلب – أرشيف

حرية برس:

تصاعدت وتيرة القتال بين ’’هيئة تحرير الشام‘‘ و’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘ في مناطق ريف حلب الغربي، ووصلت إلى محافظة إدلب بعد إعلان حركة ’’أحرار الشام‘‘ مشاركتها إلى جانب الفصائل الثورية ضد ’’تحرير الشام‘‘.

ودخلت “الجبهة الوطنية للتحرير” المواجهات ضد “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب، للتخفيف عن “حركة نور الدين زنكي” في ريف حلب الغربي.

وأعلن “الجيش الوطني” العامل في ريف حلب الشمالي عن إرسال مجموعات مقاتلة لصد هجوم “هيئة تحرير الشام” في ريف حلب الغربي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني السوري، الرائد ’’يوسف الحمود‘‘، في حديثه لحرية برس، إن ’’مجموعات من فيالق الجيش الوطني هُجّرَ أبناؤها من ريف حلب الغربي وإدلب وريفها على يد “هيئة تحرير الشام”، التحقت بصفوف الجيش الوطني، وتتجه لصد هجوم الهيئة على مناطق غرب حلب‘‘.

ويأتي هذا التدخل بعد سيطرة ’’هيئة تحرير الشام‘‘ على مساحات واسعة غربي حلب من قبضة حركة ’’نور الدين زنكي‘‘، أبرزها مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات الاستراتيجي.

إعلان النفير العام

أصدرت ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘، اليوم الأربعاء، بياناً أعلنت فيه النفير العام لصد عدوان ’’هيئة تحرير الشام‘‘، وذلك بعد سيطرة الأخيرة على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، عقب اشتباكات مع الجبهة.

وقالت الجبهة في بيانها إنها أعلنت النفير العام، ’’بعد سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي قامت بها “هيئة تحرير الشام”، التي تدل على استخفافها بدماء الثوار، واستنكافها عن الاحتكام إلى الشرع، ومقامرتها بالمصالح العليا للثورة السورية‘‘.

وأشار بيان الوطنية للتحرير إلى أن النفير جاء ’’للتصدي لتلك الاعتداءات وردع الظالم واسترداد كافة المناطق التي اغتصبها، ولن نسمح لمن ضلت بوصلة سلاحه أن يتحكم بثورة ضحى من أجلها ملايين الناس، كي يجيء بكل استهتار ويضحي بها على أعتاب طموحات حبه للسلطة‘‘.

ودعت الجبهة الوطنية للتحرير في بيانها، عناصر ’’هيئة تحرير الشام‘‘ إلى التزام بيوتهم، وعدم المشاركة في القتال، مضيفةً: ’’ندعو المهاجرين إلى مناصرتنا في قتالنا المشروع أو اعتزال هذا القتال، ونؤكد على حرمة جميع حقوقهم، ونتعهد بعدم التعرض لمن لا يقاتلنا‘‘.

فيما ألمح ’’جابر علي باشا‘‘، قائد حركة ’’أحرار الشام‘‘، عن دخول فصيله إلى خط المواجهات إلى جانب حركة ’’نور الدين زنكي‘‘ ضد ’’هيئة تحرير الشام‘‘.

وقال قائد الحركة عبر شبكة ’’تلغرام‘‘، إن ’’الجبهة الوطنية للتحرير هي المكون الأبرز في الثورة، وقد اجتمعت تحت رايتها جل الفصائل العاملة في إدلب، لذلك كان قرارنا جميعاً هو الدفاع عن أنفسنا وحماية مناطقنا‘‘.

وأضاف علي باشا: ’’إننا في هذه الثورة خرجنا دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، ولا نبالي بذهابنا جميعاً في سبيل هذا المبدأ، ولن نسمح باستباحة دماء إخواننا في أي فصيل من فصائل الثورة‘‘.

مطالب بتحييد المدنيين في القتال

أدان فريق ’’منسقو الاستجابة‘‘ في الشمال السوري الاعتداءات المتعمدة من قبل الفصائل و’’هيئة تحرير الشام‘‘ بحق السكان المدنيين والكوادر والنقاط الطبية، في ريف حلب الغربي والمناطق الأخرى.

وأصدر الفريق بياناً حول عمليات القتال بين الفصائل و’’هيئة تحرير الشام‘‘ واستهداف المدنيين، حيث طالب ’’منسقو الاستجابة‘‘ كافة الجهات المسيطرة على الأرض بإيقاف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري.

ودعا الفريق لتجنيب كوادر التدخل الطبي والدفاع المدني والمنشآت الطبية الاستهداف المباشر، حيث وثق الفريق استهداف كوادر الإجلاء في أحد المشافي أكثر من مرة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

وأشار الفريق إلى أن استهداف كوادر العمل الإنساني والطبي في مناطق الشمال السوري بشكل متكرر، سيخلف عواقب كارثية على المدنيين الموجودين في المنطقة بسبب انقطاع الخدمات التي تقدمها المنظمات والهيئات الإنسانية في شمال سوريا.

وطالب الفريق جميع الأطراف بالتركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من كافة الاعتداءات، خاصة أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان، الذين تجاوز عددهم أكثر من 4.7 مليون نسمة، بينهم أكثر من 1.5 مليون نازح ومهجر قسرياً.

كما شدد منسقو الاستجابة في بيانهم على ضرورة احترام القوانين الإنسانية من قبل الفصائل، وإبعاد المدنيين والكوادر الطبية والإنسانية عن خلافاتهم العسكرية.

المعارك تمتد إلى إدلب

توسعت رقعة المعارك الدائرة بين ’’هيئة تحرير الشام‘‘ و’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘، لتشمل أطراف محافظة إدلب، بعد أن بدأت في ريف حلب الغربي.

وأفاد مراسل حرية برس في إدلب، أن اشتباكات عنيفة دارت بين ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘ و’’هيئة تحرير الشام‘‘ بالقرب من مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، وبلدة خان السبل، جنوب المحافظة.

وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة دارت أيضاً بين ’’تحرير الشام‘‘ وحركة ’’أحرار الشام‘‘ المنضوية تحت لواء ’’الوطنية للتحرير‘‘، على الأتوتستراد الدولي، بالقرب من بلدة حيش في ريف إدلب الجنوبي، فيما سيطرت ’’الجبهة الوطنية‘‘   على معصران وبابيلا والجرادة جنوبي المحافظة.

وسيطر ’’فيلق الشام‘‘ على صوامع الحبوب عند مدخل مدينة سراقب في إدلب، بعد مواجهات مع ’’تحرير الشام‘‘، كما سيطر على حاجز تل منصور في المنطقة.

وبدأ كل من ’’أحرار الشام‘‘ و’’فيلق الشام‘‘ دخول أحياء مدينة سراقب، حيث تركزت الاشتباكات في الأحياء الشرقية القريبة من طريق أبو الظهور، وتمكنا من أسر عنصر من ’’تحرير الشام‘‘، في ظل غياب المعلومات عن حصيلة القتلى والجرحى.

وتشارك كافة الفصائل المنضوية تحت لواء ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘ في المعارك الدائرة ضد ’’هيئة تحرير الشام‘‘، وأبرزها: ’’حركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة نور الدين الزنكي، وفيلق الشام، وتجمع ألوية صقور الشام، وجيش الأحرار‘‘.

من جهة آخرى، أرسل ’’الجيش الوطني‘‘ تعزيزات عسكرية لمؤازرة ’’الجبهة الوطنية الوطنية‘‘ في قتالها ضد ’’تحرير الشام‘‘ غربي حلب.

وقال قائد عسكري من ’’لواء الشمال‘‘ التابع لـ’’الجيش الوطني‘‘ في تسجيل مصور تداوله ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، إنهم يستعدون للتوجه نحو مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.

وتبادلت ’’تحرير الشام‘‘ وحركة ’’نور الدين الزنكي‘‘، أمس الثلاثاء، الاتهامات حول نقض الاتفاق الذي توصلوا إليه، الأحد الماضي، والقاضي بحل الخلاف الحاصل بينهما بعد مقتل عناصر للهيئة قبل أيام في منطقة دارة عزة غربي حلب.

وكانت ’’هيئة تحرير الشام‘‘ قد سيطرت صباح اليوم على كامل مدينة دارة عزة غربي حلب، بعد مواجهات استمرت أكثر من 12 ساعة مع ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘، في حين نفذ عناصر من الهيئة إعدامات ميدانية بحق سكان محليين بلغ عددهم 5 أشخاص بينهم مسعف طبي، بحسب ناشطون.

واستشهد عديد من المدنيين وأصيب آخرون بجروح جراء القتال الدائر في ريف حلب الغربي منذ صباح أمس الثلاثاء، في حين لازالت المعارك مستمرة حتى هذه اللحظة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل