أحمد حاج بكري – حرية برس:
شنّت ’’هيئة تحرير الشام‘‘، فجر اليوم الثلاثاء، هجوماً واسعاً على مناطق سيطرة فصيل ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘ في ريف محافظة حلب الغربي، وتحديداً على حركة ’’نور الدين زنكي‘‘، وقد جاء الهجوم بعد أيام من التعزيزات العسكرية التي استقدمتها الهيئة إلى المنطقة، على خلفية مقتل عدد من عناصرها في قرية ’’تلعادة‘‘، بحسب مصادر لحرية برس.
وتعقيباً على تفاصيل مايجري في ريف حلب الغربي، قال الشرعي العام في ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘، الشيخ ’’عمر حذيفة‘‘، في حديثه لحرية برس: ’’بعد وقوع الجريمة وتبادل الاتهامات بين الطرفين، دعا الطرفان لاجتماعٍ غير رسمي على مستوى قطاع حلب للبحث في سبل حل القضية، تلتها جلسةٌ رسميةٌ عقدت الأحد في 30/12/2018، واستمرت من الساعة الثانية والنصف عصراً حتى التاسعة ليلاً، وكان هناك تباينٌ كبيرٌ بين روايتي الطرفين بخصوص الحادثة، وهذا ما استدعى اختيار طرف ثالث يلزم الجميع بقراراته، فوقع الاتفاق على الشيخ أنس عيروط‘‘.
وقدّمت ’’هيئة تحرير الشام‘‘ سبعة متهمين في القضية ’’أربعة منهم عسكريين وثلاثة مدنيين‘‘، إضافةً إلى القائد العسكري ’’عمر سلخو‘‘ بسبب الشبهات المحيطه به في القضية، فيما رفض موفدو حركة ’’الزنكي‘‘ توقيف عمر سلخو، مفوِّضين الشيخ أنس عيروط بتوقيفه، بينما وافقوا على تسليم بقية المتهمين خلال مهلة تنتهي في الساعة الثامنة من مساء الإثنين 31/12/2018.
وأوضح حذيفة، انعقاد جلسة قضائية ظهر يوم الاثنين، برئاسة الشيخ أنس عيروط، حضرها عمر سلخو مع موفدي الطرفين، حيث قرّر الشيخ أنس عدم توقيفه بعد سماع جميع الإفادات ذات الصلة، فيما أكد على توقيف بقية المطلوبين عند ’’جبهة أنصار الدين‘‘ كوديعة، وقد أُحضر محمد السيد محمد، أحد المتهمين و’’قائد كتيبة‘‘ وسيقَ للتوقيف، وأما بخصوص بقية المطلوبين العسكريين الذين تعهدت حركة ’’نور الدين الزنكي‘‘ بتسليمهم، فلم يصلوا في الموعد المحدد، بل تأخر تسليمهم حتى الساعة الثالثة ليلاً، حيث وصلوني وقمت بأخذهم بنفسي وتسليمهم إلى حيث اتُفق على توقيفهم.
وأضاف الشيخ أنه في هذه الأثناء بدأت الأنباء تتوارد عبر الإعلام عن حشودات متبادلة وقطع للطرقات وتحريضات إعلامية، إلا أنه أكد على عمله على التواصل مع الطرفين، سعياً للتهدئة وعدم التصعيد وترجيح لغة العقل والمصلحة، كما أكد لـ’’هيئة تحرير الشام‘‘ تسليم العسكريين، المتهمين الأساسيين في القضية، إضافة إلى استمرار العمل على تسليم المدنيين المتهمين أيضاً، موضحاً أن تأخر تسليم المتهمين إلى المحكمة خطأ لن يبرّره، وقد يكون له أسبابه ولكن ذلك لا يبيح جر الساحة إلى القتال واستحلال الدم الحرام وترويع المدنيين، بحسب ما ذكر حذيفة.
وأشار حذيفة إلى حدوث ذلك عند صلاة الفجر، لكنه فوجئ بأصوات الاشتباكات العنيفة في أول ساعات الصباح حيث أيقظت معظم سكان المنطقة.
وأكدت المصادر من جهتها، أنه ’’كان واضحاً للعيان في الفترة الماضية أن المعارك قادمة من أجل حسم أمر الساحة، والفريقان يستعدان لها، فلا يخفى على أحد أنّ الطرفين فقدا الثقة فيما بينهما، في الوقت الذي تتسرّب فيه الأخبار الأمنية المتبادلة عبر القنوات الإعلامية التي تحسب على أطراف المشكلة وتقوم بالتجييش‘‘.
واستغرب الشيخ حذيفة ما أسماه حصر السيطرة والنفوذ في المناطق المحررة في جهة واحدة، مشيراً إلى أنّ الساحة ملكٌ للجميع ولا يحقُّ لأحد أن يتحكم بها على حساب الأهالي والمدنيين الذين يتحملون النصيب الأكبر من تلك المعاناة.
وذكرت ’’هيئة تحرير الشام‘‘ في بيان، أسباب هجومها على مواقع سيطرة حركة ’’نور الدين الزنكي‘‘، مشيرةً إلى أنها تستهدف مواقعه فحسب، من دون استهداف أي فصيل آخر من فصائل ’’الجبهة الوطنية للتحرير‘‘، على حد تعبيرها.
أما عن موقف الجبهة ، قال الشيخ حذيفة ’’لا يمكن الفصل بين مكونات (الجبهة الوطنية) حيث أنها جسم واحد، ونأمل أن يعود الطرفان لصوابهما، أما إذا استمرت الفوضى في الساحة، ولم يتسن للعقلاء التدخل من أجل حلها، فربما تفقد الفصائل السيطرة على عناصرها، وعندها سيصبح الأمر صعباً للغاية‘‘.
يذكر أنه خلال العام الماضي نشبت عدة معارك بين حركة ’’نور الدين زنكي‘‘ و’’هيئة تحرير الشام‘‘، حيث سعت كل منهما لفرض سيطرتها على ريف محافظة حلب الغربي، وفي كل مرة وبعد أيام من المعارك يتوصل الطرفان إلى اتفاقات على الورق، تنهي الصراع العسكري، لكنها تعود بعد فترة وتنشب من جديد.
ولاتزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين حتى ساعة إعداد هذا التقرير، في عدة مناطق، أبرزها مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، بمختلف أنواع الأسلحة، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فيما أرسلت ’’الفرقة التاسعة‘‘ و’’لواء صقور الشام‘‘ أرتالاً عسكرية إلى منطقة الاشتباك لمساندة عناصر ’’الجبهة الوطنية‘‘ هناك.
Sorry Comments are closed