الخرطوم – حرية برس:
ارتفع عدد قتلى احتجاجات السودان، اليوم السبت، إلى 22 شخصاً برصاص القوات الحكومية السودانية، في اليوم الثالث على التوالي من المظاهرات المستمرة والمطالبة بإسقاط النظام.
وأعلن زعيم حزب الأمة السوداني المعارض ’’الصادق المهدي‘‘، أن 22 شخصاً في المجموع قتلوا خلال المظاهرات التي هزت عدداً من مدن البلاد في الأيام الأخيرة، إثر إعلان زيادة في أسعار الخبز.
وقال الصادق المهدي إن ’’هذا التحرك مشروع قانوناً ومرتبط بتردي الأوضاع‘‘، مؤكداً أن ’’هذه التحركات سوف تستمر والناس يحركها تردي الخدمات‘‘.
المهدي الذي يقود أحد أقدم الأحزاب السياسية في السودان، كان آخر رئيس حكومة منتخب ديموقراطياً، وقد طرد من السلطة عقب انقلاب حمل الرئيس الحالي عمر البشير إلى السلطة في عام 1989، واضطر لمغادرة البلاد مرات عدة، قبل عودته خلال الأسبوع الجاري.
وكانت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز بدأت الاربعاء الفائت في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها، وامتدت يوم الخميس إلى مدن أخرى بينها الخرطوم، وتجددت التظاهرات يوم أمس الجمعة خصوصاً عقب خروج المصلين من المساجد.
وأدى قرار الحكومة الخاص بزيادة أسعار الخبز من جنيه إلى ثلاثة جنيهات سودانية (من 2 إلى 6 سنتات يورو)، خلال الأسبوع الفائت،إلى احتجاجات سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل، ستة في القضارف واثنان في عطبرة شرقي البلاد، في مواجهة قوات مكافحة الشغب.
اعتقال قادات في المعارضة
بدوره، قال متحدث باسم تحالف معارض في السودان، إن السلطات ألقت القبض على 14 من قادة التحالف، اليوم السبت، وذلك مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية لليوم الرابع في عدة مدن.
وأوضح ’’صادق يوسف‘‘، المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، وهو أحد تحالفين رئيسين للمعارضة في البلاد، أن رئيس التحالف فاروق أبو عيسى (85 عاماً) كان من بين من ألقي القبض عليهم بعد اجتماع للمعارضة في العاصمة السودانية الخرطوم.
وطالب يوسف بإطلاق سراح المعتقلين على الفور قائلاً: “إن إلقاء القبض عليهم محاولة من جانب النظام لوقف التحركات في الشارع”، موضحاً أن أبو عيسى يعاني من حالة صحية سيئة، وقد جرى نقله إلى المستشفى بعد إلقاء القبض عليه.
فيما احتج طلاب في مدينة الرهد، اليوم السبت، وأضرموا النار في مكتب الحزب الحاكم ومبان رسمية أخرى وأغلقوا الطريق الرئيس المتجه إلى الخرطوم، الواقعة على بعد نحو 370 كيلومتراً في اتجاه الشمال الشرقي، مدة وجيزة.
واستخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، في حين تجمع المحتجون في عدة أحياء في شرق الخرطوم وفي مدينة ود مدني في وسط السودان.
دعوات لمغادرة السودان
ذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أن سفارة الكويت في السودان دعت المواطنين المتواجدين حالياً هناك إلى مغادرتها حفاظاً على سلامتهم، مهيبةً في الوقت ذاته بالكويتيين عدم السفر إلى السودان في الوقت الراهن.
وأشارت السفارة في بيان صحفي، اليوم السبت، إلى أنه على المواطنين الكويتيين المتواجدين في السودان حالياً التقيد بتعليمات الجهات الأمنية وعدم الاقتراب من مواقع التجمهر والتجمعات ومناطق المظاهرات.
ولفتت الانتباه إلى ضرورة الحيطة والحذر في كافة مدن السودان التي أعلنت فيها حالة الطوارئ، والامتثال لتعليمات الأمن والسلطات المعنية.
كما طلبت السفارة من الكويتيين المتواجدين هناك كذلك التواصل مع السفارة في حالات الطوارئ والحاجة إلى المساعدة، كما خصصت رقم طوارئ لمواطنيها.
وتشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم إلى حوالى سبعين في المئة، وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي.
ويتزايد الغضب العام في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية آخرى؛ منها تضاعف أسعار الخبز في العام الجاري، ووضع حدود للسحب من البنوك.
ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة في التعافي حيث فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة، منذ انفصال الجنوب في عام 2011 مستولياً على معظم حقول النفط.
- حرية برس + وكالات
عذراً التعليقات مغلقة