تدهور تربية النحل بإدلب بسبب الصعوبات التي تواجه المربين

فريق التحرير117 ديسمبر 2018آخر تحديث :
تدهورت تربية النحل وخصوصاً في محافظة إدلب لعدة عوامل أولها ضيق المراعي وعدم إمكانية نقل النحل مسافات طويلة وخصوصاً بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة نظام الأسد – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:

تراجعت في الآونة الأخيرة مهنة تربية النحل في ريف إدلب نتيجة لعدة عوامل أهمها انتشار الأمراض بين النحل وتعرّضها للحشرات الطفيلية ومهاجمة الدبابير للخلايا، إضافة إلى عدم توفر الأدوية الضرورية لها، وذلك بسبب حصار قوات الأسد لمراكز الأدوية الواقعة تحت سيطرة النظام في الساحل السوري وقصف المنطقة بشكل متكرر.

وساهم قطع الأشجار في المنطقة أيضاً في تراجع مهنة تربية النحل، حيث تعد الأشجار تعدّ المرعى الطبيعي للنحل في ظل قصف قوات الأسد للمنطقة وعدم قدرة المربين على نقل الخلايا من مكان لآخر من أجل رعايتها والاهتمام بها.

وتعتبر تربية النحل فرع من فروع الفلاحة الذي يسعى المربي لتربية نحل العسل لاستغلال منتجات الخلايا، ويقوم برعاية النحل وتوفير المأوى والعناية ببيئتها، ليجني لاحقاً العسل والقاح والشمع والهلام الملكي وغيرها، وتجري تربية النحل في جميع دول العالم، ويختلف هذا النشاط بتنوع فصائل النحل والمناخ ومستوى التنمية الاقتصادية.

وقال ’’خالد جيلو‘‘ أحد مربي النحل في حديثه لحرية برس، ’’تقوم تربية النحل على طريقتين أولها الطريقة التقليدية والمعروفة بالخلايا البلدية حيث يقوم المربي بفترة الربيع بتطريد النحل وتجهيزه لإنتاج العسل، والثانية الفنية كإدخال سلالات كالنحل الإيطالي والألماني والقوقازي‘‘.

وأشار جيلو إلى أنه ’’يعد أنسب الفصول له هو فصل الربيع وشهر نيسان بالتحديد، حيث يقوم مربو النحل بالتطريد الطبيعي للنحل أو عن طريق التقسيم وهو تكاثر الخلايا وتقوية النحل وتجهيزه أو بمعنى تجيشيه لموسم الرحيق وخصوصاً في الشهر الخامس لزهرة حبة البركة ويتم نقله للأماكن التي تتواجد فيه الزهرة، وفي الشهر السادس جني محصول العسل من حبة البركة، ومن ثم إدخاله في الشهر السابع بموسم اليانسون ويتم نقله أيضا إلى الجبال حيث مراعي عسل الشوكيات وفي الشهر التاسع ننقله للمراعي المتوفرة في جبل التركمان ومنطقة دركوش، وفي الشهرين الأخيرين من السنة يتم تشتيت النحل في المناطق الدافئة قليلة الرطوبة إلى حد ما تتوفر فيها أشعة الشمس‘‘.

تراجعت في الآونة الأخيرة مهنة تربية النحل في ريف إدلب نتيجة لعدة عوامل أهمها انتشار الأمراض بين النحل وتعرّضها للحشرات الطفيلية ومهاجمة الدبابير للخلايا – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

ويعتمد المربون في الوقت الحالي في إنتاج العسل على نحلٍ محلي مناعته ضد الأمراض ضعيفة وإنتاجه للعسل قليل، فضلاً عن شراسته ومهاجمته لأي شيء يقترب منه، فيما كانوا يعتمدون سابقاً على نحلٍ مستورد يسمى الملكة الإيطالية يعطي كمية عسل أكبر ولديه قدرة على التحمل أكبر.

ويواجه المربي صعوبات في إعادة تأهيل المناحل بمادة الشمع اللازمة، ويقومون بعملية التأهيل بكشل يدوي وغير جيد، ما يؤثر على كمية الإنتاج، حيث أن تأهيلها كان يتم سابقاً في معامل مختصة وبشكل أفضل، ويؤثر تأهيل المناحل يدوياً على كمية إنتاجها، فقد باتت المنحلة الواحدة حالياً لا تنتج أكثر من سبعة كيلوغرامات من العسل في الموسم الواحد، في حين كان يبلغ إنتاجها سابقاً حوالي 15 كيلوغراماً.

إضافة إلى ارتفاع تكاليف ومستلزمات النحل وأدويته وهبوط سعر العسل نتيجة وصعوبة النقل إلى المحافظات الآخرى وعدم إمكانية تصديره إلى الدول المجاورة.

وتدهورت تربية النحل وخصوصاً في محافظة إدلب لعدة عوامل أولها ضيق المراعي وعدم إمكانية نقل النحل مسافات طويلة وخصوصاً بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة نظام الأسد، إضافة لتكلفة التنقل وتأمين مستلزمات النحل من خلايا وإطارات ومن الشمع.

وتزداد مهنة تربية النحل تدهوراً بسبب دخول أدوية مضرة به أكثر مما هي مفيدة وأهمها المبيدات الحشرية كـ’’اللانيت‘‘ وهذه المبيدات كانت سبب بتدهور مناحل بأكملها بين يوم وليلة، إضافةً إلى دخول النحل الهجين كان سبب بدخول سلالات إلى النحل السوري الاصيل الذي أصبح من النادر وجود سلالة نحل سورية أصلية مما يهدد بالانقراض على غرار الأبقار الشامية المشهورة بها سوريا.

وتعتبر سلالة النحل السوري من أجود السلالات في منطقة بلاد الشام بسبب المناخ الجيد وتعتبر المناطق الساحلية والشمال السوري بيئة مناسبة لتربية النحل ويعتمده المربون كمدخول سنوي وليس أساسي، إضافة لعملهم بالزراعة وأعمال مهنية آخرى.

تجري تربية النحل في جميع دول العالم، ويختلف هذا النشاط بتنوع فصائل النحل والمناخ ومستوى التنمية الاقتصادية – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل