أزمة محروقات وطحين وارتفاع بالأسعار تعصف بالجنوب السوري

فريق التحرير27 نوفمبر 2018آخر تحديث :
أحد الأفران في درعا – أرشيف – عدسة: حرية برس©

لجين المليحان – حرية برس:

بات رغيف الخبز الهاجس الأكبر الذي يشغل تفكير كل رب أسرة في درعا وريفها في ظل أزمة اقتصادية تلقي بظلالها على ريف درعا الغربي تجلت الآن بشح في أكثر مادتين أساسيتين وهما الخبز والمحروقات.

ومع دخول فصل الشتاء بالتزامن مع تشغيل معبر نصيب الحدودي مع الأردن أخذت أسعار المواد الغذائيو والأساسية بالارتفاع شيئاً فشيئاً لتبتعد عن متناول يد المواطن المنهك اقتصادياً بعد سنوات من الحصار الاقتصادي والحرب التي شنها نظام الأسد على الجنوب السوري والتي انتهت ببسط سيطرته عليها بعد اتفاقات تسليم ومصالحة مع الفصائل المسلحة.

وما زاد الأوضاع سوءاً طمع بعض التجار الذين يحتكرون هذه المواد بالتنسيق مع نظام الأسد الذي يمسك بسلاح الطحين ويوزعها على الأفران بالقطارة ليجعل المحافظة التي عُرفت بخيراتها بحالة عدم اكتفاء مما أدى لارتفاع أسعار الخبز ليصل سعر الربطة لـ 60 ليرة سورية وهي مخصصات عائلة كاملة دون الأخذ بعين الاعتبار عدد أفراد الأسرة وحاجتهم لأكثر من ربطة واحدة، مما يجبرهم على شراء الخبز من الأفران الخاصة أو ما يعرف بـ”الخبز السياحي” الذي وصل سعر ربطته لـ 300 ليرة سورية.

وأفاد “علي الصلخدي” عضو مجلس محافظة درعا الحرة سابقاً في حديثه لـ”حرية برس” بأن “الخبز ليس المادة الوحيدة التي يتم احتكارها في درعا، حيث سعى بعض التجار لاحتكار المحروقات والتلاعب بأسعارها، وكان غياب الرقابة الحقيقة من أجهزة نظام الأسد، التي وصلت إلى حد تشجيع التجار على ذلك بشكل ممنهج لاستخدمها كسياسة عقابية ضد أهالي درعا، الذين باتوا يشترون أسطوانة الغاز بـ 4800 ليرة سورية، أي ما يقارب ضعف سعرها الحقيقي، ويدفعون ثمن الليتر الواحد من الديزل 300 ليرة بدلاً من 200 ليرة كما في بقية المناطق، إضافة إلى عدم وجود آلية للتوزيع التي تجعل مئات العائلات الفقيرة تنتظر ساعات وأيام لتتمكن من شراء 200 ليتر بالسعر المخفض”.

وأكد “الصلخدي” إن “دخول الأردنيين بشكل كبير عبر معبر نصيب للتبضع وشراء حاجياتهم بأسعار أرخص من أسواق بلدهم كـ “اللبن، واللحم، والمواد الغذائية، والمنظفات”، أدى وبشكل كبير إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بعد زيادة الطلب عليها، الأمر الذي انعكس سلباً على المواطن الذي كان يشتري الكيلوغرام الواحد من اللحم بـ 3500 ليرة، إلا أنه لم يعد بمقدوره الشراء بعد أن وصل سعره إلى حوالي 6 آلاف ليرة، إضافة لانخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، في ظل انعدام فرص العمل وانخفاض المستوى المعيشي في المنطقة”.

بدوره أكد المهندس “أسامة” إن “النقص الواضح والحاد في مادة الخبز نتيجة تخفيض كميات الطحين المسلمة للأفران من قبل نظام الأسد، بالإضافة إلى رداءة صناعة الخبز، بسبب عدم وجود رقابة و تسلط أصحاب الأفران وبيع الطحين بالتعاون مع الشبيحة بات أحد أكبر الهموم التي أثقلت كاهل أهالي محافظة درعا”.

يذكر أن ارتفاع الأسعار طال الكثير من السلع ويعود ذلك إلى إعادة فتح معبر نصيب مع الأردن مما زاد حركة التصدير لترتفع الأسعار وتشح المواد الاستهلاكية لدى المواطن، حتى أن ذلك دفع أحد أصحاب المتاجر بوضع لافتة في محله كتب عليها “مو عاجبك الأسعار روح سكر نصيب” في إشارة إلى الدور الذي تسبب به في غلاء الأسعار.

وكان نظام الأسد ومليشياته قد استطاعوا السيطرة على محافظة درعا بعد أن دمرت طائرات الأسد وطائرات العدوان الروسي عشرات المدن والبلدات المحررة في محافظتي درعا والقنيطرة اليتن شهدتا معارك عنيفة، انتهت بمصالحة بعض الفصائل المسلحة والتسليم لنظام الأسد وتهجير ماتبقى من الفصائل وعائلاتهم الرافضين للمصالحة نحو الشمال السوري.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل