سامية لاوند – حرية برس:
يحتفل العالم سنوياً في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذى شهد زخماً إعلامياً كبيراً، فى ظل الدعم الكبير الذى تلقاه حقوق المرأة عالمياً خلال السنوات الماضية بغرض مساواتها مع الرجل، وتمكينها وحمايتها من العنف الممارس ضدها بشتى وسائله وطرقه.
ولعل المرأة الكوردية في سوريا تعتبر نموذجاً للمرأة التي ناهضت العنف، وعملت على فضح الممارسات العنفية ضدها، وقد تمكنت خلال سنوات الثورة السورية من أن تشارك الرجل في جميع الأمور، السياسية منها، أو العسكرية أو الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية، وغيرها من المجالات الحياتية المتنوعة، ولم يأت ذلك من دعم الرجل لها فقط، بل جاء بناء على إصرارها ورغبتها في أن تكون نفسها، إضافة إلى العشرات من المنظمات الداعمة للنساء والداعية إلى نيلهن حقوقهن وتمكينهن من خلال الدورات وورشات العمل والأنشطة المختلفة.
“حرية برس” في يوم مناهضة العنف ضد المرأة توجه بالسؤال عن واقع المرأة الكوردية ودور المنظمات النسوية لإحدى النساء اللواتي شاركن في الكثير من الأنشطة التي أقامتها المنظمات النسائية مثل “شبكة أنا هي” التي وفرت في حالات كثيرة الدعم المادي لبعض النساء، وعملت كذلك على توظيف الكثير منهن ودعمهن من خلال تمكينهن من إنشاء مشاريع صغيرة وورشات عمل تدعم المرأة، وتقول هذه المرأة التي فضلت عدم نشر اسمها لـ “حرية برس”: “في الحقيقة لم أكن أخرج كثيرا من البيت وكانت ثقافتي محدودة وبمجرد أن أفعل شيئاً ويقول أحدهم أنه غير مفيد، أنتكس، إلى أن أيقنت بأن ما أفعله بطريقة أو أخرى مفيد، ولن يكون سلبياً”، وأضافت: “أفادتني المنظمات النسوية في أن أثق بنفسي وأطالب بحقوقي وألا أقبل العنف الذي يمارس علي بشتى وسائله”.
في حين كان لمسؤولة منظمة المرأة الكوردية الحرة يسرى اسماعيل رأي مخالف، حيث قالت في تصريح لحرية برس: “لم تتخلص المرأة الكوردية في سوريا من العنف بعد، فهي تعاني من العنف الأسري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويمارس بحقها جميع أنواع العنف، ولم تكن متساوية مع الرجل، لأن مفهوم المساواة يجري تداوله بشكل غير صحيح في مجتمعاتنا، فلا يمكن مساواة المرأة مع الرجل إلا من حيث الحقوق والواجبات، والمرأة الكوردية محرومة إلى يومنا هذا من حق الميراث، وفي أغلب الأحزاب السياسية لم تصل بعد إلى مراكز القرار، وحتى يومنا هذا نجد الكثير من المعنفات في مجتمعنا يتعرضن للضرب على يد أزواجهن، وذلك بسبب العقلية الذكورية، والعنف اللفظي متداول على ألسنة أغلب الرجال.. هذا الذي يحدث في اغلب مناطقنا التي تمارس العنف ضد المرأة”.
وأضافت يسرى اسماعيل: “في الآونة الأخيرة برزت أصوات منظمات وجمعيات تدعو لرفع العنف عن المرأة إلا أن جهودها لم تصل إلى الكثير من الآذان الصاغية بالرغم من نداءات للكثير من المنظمات المهتمة بشأن المرأة، وتحرر المرأة متعلق بشكل كبير بتحرر المجتمع، ونحن في منظمة المرأة الكوردية الحرة ساهمنا في تقديم الكثير من أنواع المساعدات المعنوية التي ساهمت في زيادة الوعي لدى النساء عن طريق عقد الندوات والمحاضرات والدروس المميزة التي أظهرت لها حقوقها وواجباتها في ظل الظروف الراهنة، وكانت لنا زيارات ميدانية ودراسة عن وضع المرأة المعنفة بلقاءات معهن وتحليل وضعهن والمساهمة في رفع العنف عنهن وكيفية اكتساب ثقتهن بأنفسهن، واقناعهن ان الصمت لايجدي نفعا مع العنف، وفي اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة نقوم بحملة كبيرة في هذا المجال”.
حملات دعم المرأة متواصلة
الجدير بالذكر أن الكثير من الحملات المطالبة بحق المرأة – رغم الانجازات التي حققتها المرأة الكوردية في سوريا – ما زالت متواصلة في يوم مناهضة العنف ضد المرأة، وبعضها سيستمر إلى يومين أو ثلاثة، كحملة شبكة أنا هي بعنوان “احكوها بصوت عالي لا للعنف ضد المرأة”؛ وكذلك الحملة التي قامت بها منظمة المرأة الكوردية الحرة في القامشلي تحت شعار: ” #لا_للصمت # انت_الاقوى” إضافة إلى حملة الـ 16 يوماً برتقالياً، وهي حملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة في العام 1991، وذلك لمناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد المرأة والفتيات حول العالم، واختير اللون البرتقالي كرمز لها باعتباره يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقًا وعالم خالٍ من العنف ضد النساء تضامناً مع قضية الحد من العنف.
عذراً التعليقات مغلقة