رغم ذلك يبتسمون!

فريق التحرير25 نوفمبر 2018آخر تحديث :
يعيش أحمد وأخوته في مخيم الفاروق شمالي إدلب – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:

على بساط أحمر مكتسي بالطين والوحل، يركض أحمد وأخوته يمسك بعضهم بعضا، يركضون ويمرحون غير مبالين بثيابهم التي اتسخت، وبأحذيتهم التي غطاها الطين من كل جانب، ورغم ذلك يبتسمون.

أجبرت آلة القتل أحمد وأخوته على النزوح من قريتهم بريف حلب الجنوبي إلى مخيم الفاروق شمالي إدلب، يعيشون مع بعضهم ضمن عائلة مكونة من أب وأم و4 أطفال، لم ترحم الأيام هذه الأجساد الصغيرة، ورغم ذلك يبتسمون.

ترتسم على وجه أحمد وأخوته بسمة يكسوها القهر والحزن لآلاف الأطفال يعيشون بنفس الظروف التي يعيشها أحمد من قهر وألم وفقر ونزوح، حيث تحيط بهم  الخيام الممزقة والمهترئة التي أكل منها الدهر وشرب، وبالكاد تقيهم حر صيف ساخن وبرد شتاء قارص، ورغم ذلك يبتسمون.

أحلامهم لا تتجاوز هذه الخيام، ويحلمون بعد مشرق يستيقظون ذات صباح على أسرّتهم الخشبية، يتناولون طعام الإفطار ويلبسون ثيابهم الجديدة ويحملون حقائبهم المدرسية ويذهبون إلى المدرسة التي غدت أضغاث أحلام، ورغم ذلك يبتسمون.

داخل كل خيمة قصة، وكل قصة تحمل معها ألم الأيام وقهر اللحظات لأطفال كبروا قبل أن تكبر بهم السنين، فابتسامة الأطفال بين الخيام هي رسالة ممزوجة بالدموع ربما قد يخطها رسامون لسنين متعاقبة ولتحكي يوماً أنهم.. رغم ذلك يبتسمون.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل