ياسر محمد- حرية برس
قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إنه ما زالت هناك صعوبات في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، على الرغم من الجهود التركية الجدية لتنفيذ الاتفاق الخاص بتلك المنطقة، وأضافت في إحاطة إعلامية: “الوضع في شمال غرب البلاد، تحديداً في إدلب، لا يزال يثير القلق”.
وأشارت إلى أنه “على الرغم من الجهود الجدية التي يبذلها الجانب التركي لتنفيذ مذكرة 17 سبتمبر المشتركة مع روسيا، فإن الصعوبات في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب لا تزال قائمة. نواصل العمل عن كثب مع شركائنا الأتراك”.
وتهدف روسيا إلى زعزعة الوضع في إدلب وما حولها، من خلال تصريحات متتالية تنذر بقرب مواجهة، وتحرم السكان من الشعور بالاطمئنان إلى مستقبل المنطقة والشروع بعمليات البناء، كما تؤثر على قرار العودة لآلاف النازحين الذين يرغبون بالعودة إلى قراهم وبلداتهم.
الصحفي السوري ومدير تحرير موقع تلفزيون سوريا، غسان ياسين، قال لـ”حرية برس” حول الموقف الروسي: “روسيا لم تتخلَ يوماً ما عن رؤيتها والتي تتلخص بإعادة سيطرة ما تسميه الحكومة السورية على كل الجغرافيا السورية، لكن في المقابل تركيا وضعت كل ثقلها العسكري والسياسي لمنع دخول الميلشيات الإيرانية وما تبقى من جيش الأسد الكيماوي إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وريف حماة وريف اللاذقية وريف حلب الغربي)”.
وأضاف: “روسيا وتركيا اتفقتا على صيغة لمصير إدلب تضمن فيها تركيا فصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية لضبط إيقاع المعارك، ولاحقاً لأجل فتح الطرقات الدولية (طريق حلب دمشق وحلب اللاذقية)”.
وعن تصوراته لمستقبل المنطقة، قال ياسين: “الوضع معقد وهو رهن بتفاهمات دولية وإقليمية معقدة ولا أتوقع أن يكون هناك تغيير قريب بالوضع الراهن”.
من جهتها؛ طالبت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، بتفادي تصعيد القتال شمال غربي سوريا (منطقة إدلب ومحيطها) بين النظام والمعارضة بأي ثمن.
وقال ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك، أمس الأربعاء: “مع تعرض 3 ملايين من النساء والأطفال والرجال في إدلب والمناطق المجاورة للخطر، يجب تفادي تصاعد الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا بأي ثمن”.
وحذر من أن “عدم القيام بذلك سوف يؤدي إلى معاناة إنسانية على نطاق لم يشهده الصراع بعد”.
وقال المتحدث الأممي: “لا يزال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يشعر بقلق بالغ إزاء تقارير الأعمال العدائية في جميع أنحاء شمال غربي سوريا”.
ويوم الثلاثاء الماضي، جرت مباحثات مفاجئة بين وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ونظيره الروسي، سيرغي شويغو، بصورة غير مرتبة وعاجلة، ولم يعلن عنها بشكل مسبق، تسبق محادثات أستانة التي أعلنت عنها كازاخستان في الثلاثين من تشرين الثاني الجاري.
وتزامنت المباحثات التي جاءت بدعوة من روسيا مع التوتر الذي تعيشه محافظة إدلب، على خلفية الهجمات والقصف والخروقات المستمرة من قبل قوات الأسد، رغم سريان اتفاق “سوتشي” حول إدلب. علماً أن روسيا تحاول تسويق اتهام فصائل المعارضة بالخروقات.
الصحفي السوري غسان ياسين، رأى أن لإيران وأمريكا يداً فيما يجري بإدلب، وقال في هذا الصدد في تصريح خاص لـ”حرية برس”: “الاتفاق لم يعجب إيران التي تحاول التشويش عليه عبر هجمات ومناوشات تعيق اتفاق الهدنة وتعيد إيران إلى طاولة المفاوضات بقوة.. حيث طرحت إيران مؤخراً المشاركة بما سمته قوات حفظ سلام! وتريد عبر هذا الطرح ضمان وجود نفوذ لها بالمشاركة مع القوات التركية والروس”.
وأوضح ياسين: “لكن أيضاً الاتفاق رهن التفاهمات التركية الأمريكية.. فكلما ظهرت تصريحات دافئة بين الطرفين شهدنا تصعيداً ميدانياً من قبل قوات الأسد الكيماوي بإيعاز روسي”.
Sorry Comments are closed