غياب اليد العاملة يهدد محصول الزيتون في حماة

فريق التحرير121 نوفمبر 2018آخر تحديث :
قلة شباب المنطقة تهدد زراعة الزيتون – عدسة: وليد أبو همام – حرية برس©

وليد أبو همام – حماة – حرية برس:

انعكست سياسة التهجير التي فرضها نظام الأسد وحلفائه على الشعب السوري بجميع نواحي حياته، فلم يقتصر الأمر على تهجير غالبية السكان إلى الشمال السوري والبدء بحياة جديدة مع ما تحمله من مصاعب، بل طال ذلك حتى من بقي تحت سيطرة النظام سواء الأشخاص أو الأراضي أو البيوت.

يعاني ريف حماة الجنوبي الشرقي من مشكلة قلة اليد العاملة التي نتجت عن تهجير معظم الشباب وهروب آخرين من الخدمة العسكرية في جيش الأسد إلى لبنان والتحاق من بقي بجيش النظام، كل ذلك أدى إلى إفراغ القرى من الشباب، ولا يرى في كل قرية سوى كبار السن وهؤلاء أصبحوا يتحملون كامل المسؤولية عن ممتلكاتهم وممتلكات أقربائهم وبدأوا يقومون بالأعمال رغم صعوبتها سواء في الأراضي الزراعية أو تربية الحيوان.

ومع بداية قطاف موسم الزيتون، برزت مشكلة قلة اليد العاملة بشكل كبير في معظم القرى وخاصةً أن هذه القرى تنتشر فيها أشجار الزيتون بشكل كبير، حيث يعتبر موسم الزيتون دخلاً أساسياً للكثير من العائلات.

’’أم غسان‘‘ امرأة تجاوزت الخمسين من عمرها، تقول في حديثها لحرية برس، ’’كان يعيش معي أولادي الثلاثة وكانوا يقومون بجميع الأعمال من العناية بالأراضي أو جمع المحاصيل ولكن جميعهم تركوا بيوتهم وأراضيهم خوفاً من اقتيادهم إلى الخدمة العسكرية بجيش النظام‘‘.

وأشارت أم غسان إلى أنها أصبحت تقوم بالكثير من الأعمال لوحدها، إلا أن موسم قطاف الزيتون يحتاج إلى أعداد كبيرة من العاملين، موضحةً ’’حاولت إيجاد عمال ولكن الأعداد قليلة جداً ومعظمهم يحاول جمع محصوله، لا سيما أن المحصول بدأ في التساقط على الأرض، مما يزيد من صعوبة جمعه وقد يؤثر على جودة الزيت‘‘، لافتةً إلى أنها تحاول بشكل يومي جمع ما استطاعت مع ثلاث عاملات، إلا أن الأمطار تجعلهم بتوقفون عن العمل كل مدة.

’’أبو فارس‘‘ أحد سكان ريف حماه الجنوبي الشرقي، رجل مريض كبير في السن، يقول: ’’لم يبق في القرية غير كبار السن، بحثت عن بعض العمال لقطاف أشجار الزيتون فلم أجد إلا عاملين ولدي عدد كبير من الأشجار والموسم هذا العام وافر، فأضطررت أنا وزوجتي للعمل معهم حتى نتمكن من جمع الزيتون قبل تساقطه على الأرض وقبل دخول الشتاء وحتى الآن مازال هناك الكثير من الأشجار لم نقم بقطافها وأنتظر أن يتفرغ عمال آخرون للعمل معنا ولكن هذه المشكلة يعاني منها جميع السكان‘‘.

ومع إقتراب نهاية موعد قطاف الزيتون وبداية الأمطار أصبح هذا الموسم معرضاً للتلف والبقاء على الأشجار دون أن يتمكن أصحابه من جمعه بشكل كامل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل