حرية برس:
أكدت الأمم المتحدة على مساعي موسكو بضرورة التخلص من مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية وإغلاقه تزامناً مع محادثات روسية أردنية تدور حول إعادة قاطني المخيم إلى مناطق نظام الأسد.
وشدد ’’أمين عوض‘‘ مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حديثه لوكالة ’’نوفوستي‘‘ الروسية، على أن مخيم الركبان للاجئين السوريين، ’’لا يمكن أن يبقى مفتوحاً للأبد‘‘.
ولفت المسؤول الأممي في حديثه بهذا الصدد إلى ضرورة إيجاد حل يسمح للاجئين السوريين المقيمين هناك بالعودة إلى مناطقهم.
وأوضح عوض ’’لا أعتقد أن مشكلة الركبان اليوم تتلخص في ضرورة مواصلة تقديم المساعدات، بل في ضرورة إعادة اللاجئين إلى مناطقهم‘‘، في إشارة منه إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
وأضاف المسؤول الأممي ’’يجب التخلص من المخيم وإيجاد حل لكل هؤلاء الناس، لا يمكنهم البقاء هناك حتى نتمكن من مساعدتهم ويجب أن نجد حلا لكل مجموعة ولكل شخص على حدة‘‘، حسب وصفه.
أكدت وزارة الخارجية الأردنية اليوم الأنباء التي تحدثت عن وجود محادثات أردنية أميركية روسية بدأت بالفعل بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة مخيم الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطني الركبان إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها من داعش، في حين يرفض نازحو المخيم نقلهم باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد.
وكانت روسيا عرضت خطة لحل المشكلة في مخيم الركبان عبر عودة النازحين المقيمين فيه إلى مناطقهم الأصلية بعد حوار مع الأردن، الذي أكد انه لن يقبل بتحمل مسؤولية مخيم الركبان.
وتكثف روسيا جهودها خلال الفترة الماضية لتفكيك مخيم الركبان وإزالته من خلال ترويجها لخطة تفضي إلى عودة ’’طوعية‘‘ لساكني المخيم لمنازلهم في مناطق سيطرة نظام الأسد.
وتتضمن الخطة الروسية التفاوض مع زعماء العشائر السورية ومقاتلين من المعارضة، المقيمين في المخيم، من أجل توفير ممر آمن للعودة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا؛ وكذلك مساعدة من يريدون العودة لمنازلهم في مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري.
النازحون يرفضون المغادرة
من جهتهم، يرفض النازحون المقيمون في المخيم، نقلهم إلى مناطق يسيطر عليها نظام الأسد بسبب مخاوف أمنية على حياتهم من انتقام قوات أمن ومليشيات الأسد منهم.
وفي تصريح لـ “حرية برس” قال محمد شلاش، وهو نازح من ريف حمص يقيم مع عائلته المؤلفة من 5 أفراد، في مخيم الركبان منذ 3 سنوات، إن خطة روسيا لنقل نازحي مخيم الركبان إلى مناطق تسيطر عليها قوات الأسد هي مخاطرة حقيقية بحياة آلاف النازحين.
وأضاف شلاش: “الموت جوعاً في المخيم أهون من أن نقتل على أيدي قوات أمن وشبيحة الأسد، ولن نخاطر بتعريض أطفالنا ونسائنا للذبح بسكاكين الشبيحة الطائفيين، انتقاماً منا بسبب دعمنا لثورة السوريين ضد حكم نظام الأسد المجرم”.
وفرضت قوات الأسد حصاراً على مخيم الركبان مانعةً دخول المواد الغذائية والطبية له، وسط مناشدات من إدارته لإيصال المساعدات الي المخيم، الذي يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة، أدت لوفاة العديد من الأشخاص بينهم أطفال.
ودخلت قافلة المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، السبت الفائت، بعد أشهر عدة من منعها من قبل نظام الأسد وروسيا، وسط تفاقم أوضاع آلاف المدنيين ضمن المخيم جراء نقص المواد الغذائية والدوائية.
وتسببت الأوضاع الرديئة بوفاة 14 شخصاً على الأقل خلال الشهر الماضي في المخيم، ويضم مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية، حوالي الـ 70 ألف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال، يعيشون ظروف مأساوية، منذ حوالي الشهر بسبب منع قوات النظام والحكومة الأردنية من إدخال أي مساعدات إنسانية عن طريقهم.
وتدهور الوضع الإنساني بشكل كبير في هذه المنطقة منذ اعتداء انتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ في حزيران 2016 ضدّ الجيش الأردني، أدّى إلى مقتل سبعة جنود.
وفي أعقاب الهجوم أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً “منطقة عسكرية” ومنع مرور أيّ مساعدة إلى هذه المخيّمات، ومنذ ذلك الوقت لم تسمح عمّان إلاّ بمرور بعض المساعدات الإنسانية نزولاً عند طلب الأمم المتحدة، في حين فرضت قوات نظام الأسد حصاراً على المخيم الشهر الماضي أدى إلى نفاد مخزون الغذاء وأثار شبح المجاعة.
Sorry Comments are closed