عمالة الأطفال.. ظاهرة تنتشر شمال سوريا و”مالك” أحد ضحاياها

فريق التحرير6 نوفمبر 2018آخر تحديث :
يخرج “مالك” كل يوم صباحاً للبحث عن المواد البلاستيكية على جنب الطريق – عدسة: علاء فطرواي – حرية برس©

علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:

تعتبر ظاهرة عمالة الأطفال من أكثر الظواهر انتشاراً في الشمال السوري، وخصوصاً بعد فقد الآلاف منهم لأبائهم خلال سنوات الحرب في سوريا، مما يضطرهم إلى العمل لتأمين المصروف للعائلة.

“مالك” هو أحد الأطفال الذين غيب النظام والده في سجونه ولايعرف مصيره حتى اللحظة، ويبلغ من العمر 13 عاماً ويعيل بأسرته المكونة من 5 أشخاص باعتباره الأكبر بينهم، حيث تقوم بجمع المواد البلاستيكية من الطرقات وبيعها بهدف تأمين قوت عائلته.

قال “مالك” لحرية برس: “اعتقل والدي منذ نحو 3 سنوات وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين، ثم نزحنا من منزلنا بسبب قصف قوات الأسد المكثف الذي طال منطقتنا في ريف حماة الشمالي، وحالياً أعيش بالقرب من بلدة “كفردريان” شمالي إدلب في خيمة مع والدتي وأخوتي وجدتي”.

وعن عمله في مساعدة أسرته تحدث “مالك”: “أخرج في كل يوم صباحاً إلى الطرقات أبحث عن المواد البلاستيكية من نايلو وعلب الكولا الفارغة، أجمعها من أجل بيعها وشراء الخبز وبعض الخضروات، ثم أعود إلى المنزل ظهراً لكي أتناول الغذاء، ثم أعود إلى العمل مرة أخرى”.

وتابع: “أكرر نفس الأمر في كل يوم وأجمع ما أجده، وأنتظر على حافة الطريق بائعي الخردوات والبلاستيك لكي أبيعها بسعر يصل لـ 500 ليرة سورية، حيث أقوم بشراء ما يلزم أسرتي من حاجيات ضرورية”.

يكمل “مالك” كلامه قائلاً: “أحلم أن أعودة إلى المدرسة لكي أتابع تعلم القراءة والكتابة وألعب مع أصدقائي، ولكن ظروف الحياة أقوى مني بكثير، فأنا المسؤول حالياً عن أسرتي حتى يخرج والدي من معتقلات النظام”.

يُذكر أن سنوات الحرب الطويلة في سوريا وما تبعها من أثار اجتماعية واقتصادية على السكان، أثرت بشكل سلبي على المجتمع من خلال إفرازات أدت إلى ضياع جيل كامل من الأطفال لدخولهم سوق العمل في سن مبكرة، وذلك بهدف تأمين حاجيات أسرهم بسبب فقدان المعيل إما بالموت أو الاعتقال.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل