هل تنجح الجهود المصرية في إعادة الهدوء إلى غزة؟

فريق التحرير4 نوفمبر 2018آخر تحديث :
فلسطينيين في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة- عدسة فارس أبو شيحة، حرية برس©

فارس أبوشيحة – غزة:

ينتظر أكثر من مليوني غزي يعيش داخل قطاع غزة بارقة أمل من خلال الجهود المبذولة عبر الوسيط المصري والزيارات المتكررة، واجتماعاته مع قيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية، إلى جانب الدور القطري الذي يلعب في هذا الإطار، من أجل التوصل إلى تفاهمات للتخفيف من رفع الحصار عن قطاع غزة، يقابله عودة الهدوء من كلا الجانبين على الحدود الشرقية.

ويقول المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة في حديثه لحرية برس، إن “اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عبر الوسيط المصري جاهز للتوقيع، ولكن الدور المصري المبذول لا تريد أن تتجاوز السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والدليل على ذلك الهدف من زيارته إلى شرم الشيخ وإجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، من أجل الحصول على موافقة من قبل الرئيس عباس على اتفاق التهدئة”.

وقف إطلاق النار

وبين المحلل أبو سعدة، أن “اتفاق التهدئة يتمحور حول تثبيت وقف إطلاق النار حسب تفاهمات عام 2014 الماضي، بالإضافة إلى تفاهمات جديدة والمتعلقة بإدخال الوقود القطري إلى محطة توليد الكهرباء داخل قطاع غزة، وإدخال الأموال القطرية لدفع رواتب موظفي حكومة حركة حماس بغزة، إلى جانب توسيع مساحة الصيد وتنفيذ مشاريع البينة التحتية بقطاع غزة من قبل هيئة الأمم المتحدة”.

وأضاف أبو سعدة، أن “مسيرات العودة خلال الجمعة الماضية بدأت تلمس واقع الهدوء من قبل الجانب الفلسطيني بعد الجهود المصرية المبذولة لذلك، إلى جانب الزيارة للوفد الأمني المصري لمخيمات مسيرات العودة، من التطبيق الفعلي لتفاهمات على أرض الواقع”.

وشهدت مسيرات العودة على الحدود الشرقية خلال الجمعة الماضية، مواجهات هادئة تماماً مقارنة بالجمع السابقة من قبل الشبان الفلسطينيين، وعدم اقترابهم من السلك الفاصل على طول حدود غزة، إلى جانب التخفيف من إشعال الإطارات المطاطية وإطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات قطاع غزة، بالإضافة إلى الحديث عن إلغاء فعاليات الحراك البحري على الحدود الشمالية لغزة بعد الجهود المصرية في إطار التفاهمات الأخيرة.

وشدد المحلل أبو سعدة، أنه “لا أحد يستطيع أن يمنع مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ومن المفترض أن مسيرات العودة تتحدث عن عنوانها وهو حق العودة وكسر الحصار، لكن الحصار لم يكسر بل تم تخفيفه”، موضحاً أنه “لا أحد يطلب من حركة حماس والفصائل الفلسطينية لوقف مسيرات العودة بشكل كامل، بالإضافة أن تلك المسيرات ستستمر بالطابع السلمي دون استخدام البالونات الحارقة وإشعال الإطارات المطاطية وغيرها على حدود غزة”.

ووافق الرأي المحلل السياسي حسام الدجني مع أبو سعدة خلال حديثه مع حرية برس، أن “الأمور المتعلقة بالتفاهمات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي عبر الوسيط المصري، ستشهد خلال الأيام القادمة، تثبيت وقف إطلاق النار، إلى جانب تقديم العديد من التسهيلات من قبل الاحتلال، لتخفيف من رفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وهذا ما شهدناه خلال الجمعة الماضية لمسيرات العودة على حدود غزة”.

العاصمة المصرية

وبين المحلل الدجني، أن “زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة المصرية ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش مؤتمر الشباب العالمي في شرم الشيخ، جاء في هذا الإطار المتعلقة بتلك التفاهمات التي تجريها مصر من أجل التوصل إلى تهدئة ملموسة على أرض الواقع، بما يمثله من شرعية دولية في المجتمع الدولي”.

وتسأل الدجني، “ما هي النتائج المترتبة بعد هذا اللقاء بين الرئيس المصري السيسي ونظيره محمود عباس، في ظل خروج بيان للخارجية المصرية، أنه لا يوجد هناك أي مبشرات إيجابية لتلك الزيارة بين الجانبين، والأمور لم تحسم بعد وننتظر قادم الأيام في ظل الربط المصري لمسارين المصالحة الفلسطينية والتهدئة داخل قطاع غزة”.

وأضاف الدجني، أنه “من المتوقع أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بممارسة ورقة الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية عن قطاع غزة، وهي شرط من أجل المضي قدماً بملف المصالحة الفلسطينية، ومن المرجح أن يكون هناك توجهاً من قبل القيادة الفلسطينية من أجل رفع تلك العقوبات، وأن القرار بيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لفعل ذلك”.

وأكد الدجني، أن “قطاع غزة سيشهد خلال الأيام والأسابيع القادمة، بشريات إيجابية جديدة، من أجل التخفيف التدريجي للحصار الإسرائيلي على غزة منذ ما يزيد عن 12عاماً،” مشيراً إلى أن “مسيرات العودة لا أحد يستطيع أن يطلب منها أن تتوقف بالكامل، وأنها ستبقى مستمرة، لكنها ستكون ذات الطابع والتظاهر السلمي وعدم الاقتراب من السلك الفاصل لقطاع غزة”، وهذا ما وافقه الرأي المحلل السياسي أبو سعدة.

وفي سياق متصل، قال المختص بالشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد في حديثه لحرية برس، إن “الاحتلال الإسرائيلي لديه نوع من الجدية للتعامل مع عودة الهدوء على حدود قطاع غزة، رغم تضارب الأنباء بين وسائل الإعلام العبرية ما يؤيد ذلك ومن لا يؤيد ذلك”، موضحاً أن “الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً في عدم توصيل أي مبلغ مالي إلى من له علاقة بالجناح العسكري لحركة حماس، رغم عدم ممانعته في ذلك من إدخال الأموال القطرية إلى غزة”.

الوقود القطري

وبين المختص مقداد، أن “حكومة الإحتلال معنية بعودة الهدوء إلى قطاع غزة، والدليل على ذلك إدخال كميات كبيرة من الوقود القطري، من أجل توليد محطة الكهرباء، وما شهده المواطن الغزي من زيادة عدد ساعات الوصل وتحسين جدول توزيع الكهرباء داخل قطاع غزة”.

وأوضح مقداد، أن “الاحتلال يمارس في وضع آلية جديدة من أجل منع المنتمين للجناح العسكري لحماس من الاستفادة من تلك الأموال الداخلة إلى قطاع غزة، حيث أن الكابنيت الإسرائيلي سيعقد جلسة لمناقشة والحديث في هذا الإطار وعن آلية دخول تلك الأموال القطرية لغزة”.

وأردف المختص مقداد قائلاً: إن “وسائل الإعلام العبرية تتحدث على أن الوسيط المصري أخذ عهداً من حركة حماس، من أجل إلغاء فعالية الحراك البحري قرب موقع ” زكيم” العسكري شمال قطاع غزة، إلى جانب التخفيف من التوتر على الحدود الشرقية، والمتمثلة بالتقليل من إشعال الإطارات المطاطية وإطلاق البالونات الحارقة والاقتراب من السلك الفاصل لقطاع غزة”.

كسب رهان الوقت

وأكد مقداد، أن “حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسير وفق إطارين وهما: كسب عامل الوقت، من خلال انعدام مسيرات العودة على حدود غزة في ظل فصل الشتاء والبرودة الشديدة، إلى جانب تلك المناطق التي يتواجد فيها المتظاهرين مناطق زراعية بالأساس ويواجه على إثرها الشبان المتظاهرين العقوبات الكبيرة خلال فصل الشتاء جراء ذلك”.

أما الإطار الأخر الذي تحدث عنه الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثل بأن الأمطار خلال فصل الشتاء ستلغي أو تقلل من إطلاق البالونات الحارقة، وعدم إشعالها في مستوطنات غلاف غزة، مضيفاً أن “الاحتلال يمارس في مسابقة عامل الزمن لشهر قادم، حتى تنعدم أو تحد من مسيرات العودة على حدود غزة خلال الأشهر القليلة القادمة”.

وعن التوصل النهائي لتفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أضاف مقداد، أن “وسائل الإعلام العبرية لم تتحدث بالمطلق عن التوصل لأي حلول، بل تحدثت أنه ما زال هناك فجوة كبيرة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عبر الوسيط المصري، بينما تناولت بعض الوسائل أن استمرار الهدوء على حدود قطاع غزة ستكون الحكومة الإسرائيلية أمام الاتجاه نحو التسوية وعودة الهدوء مع قطاع غزة”.

يشار إلى أن مصادر خاصة قد أكدت لمراسل حرية برس في قطاع غزة، التوقيع من قبل الفصائل الفلسطينية عبر الوسيط المصري، في إطار تلك التفاهمات الأخيرة، والمتمثلة بعودة الهدوء على حدود قطاع غزة، خلال اجتماع الوفد الأمني المصري بقيادة الفصائل الفلسطينية لغزة الأسبوع الماضي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل