حرية برس:
صدرت حديثاً الطبعة الأولى لكتاب “في البحث عن منطق الحياة” (منطق الأم التي تحبّ أولادها وتكره الفلاسفة) للكاتب السوري حمزة رستناوي، عن دار فضاءات في عمان بالأردن.
وجاء الكتاب في 324 صفحة من القطع المتوسط، ويتألف من 14 فصلاً، وابتدأ الكتاب بتمهيد وملخص للبحث “بما يتضمن إشكالية وعناصر وأهمية البحث والتعريفات الإجرائية و المنهج وسيرة الكتاب”، وفقاً لما ذكره الكاتب.
وقال الكاتب “حمزة رستناوي” خلال حديثه لحرية برس بأن اختياره لهذا العنوان أتى من يقينه بأنّ كل صيغة يتم اقتراحها “للمنطق ما هي إلا خطوة في طريق البحث وخطوة لاكتشاف صيغ أكثر شمولاً وتعبيراً عن منطق الحياة. لن يجد القارئ صيغة واحدة لمنطق الحياة (المزعوم ) بل سيجد تعبيرات مختلفة سعياً لاكتشاف منطق الحياة! صيغ واجتهادات مختلفة ظهرت في التراث الفلسفي الانساني وستظهر غيرها, ليست نظرية المنطق الحيوي سوى إحداها.”
وتابع “حالما نسمع كلمة منطق فهذا سوف يستدعي إلى أذهاننا حزمة من الكلمات والمفاهيم ذات الصلة من قبيل البرهان ,المبادئ, المعايير.. الخ.”
ورأى رستناوي بأن القارئ “سيتعرّف في الكتاب على الجذور المنطقية للبرهان الحيوي، ومبادئ القانون الحيوي، وكذلك على معايير الشكل الحيوي ..الخ وكيف أنّ هكذا مفاهيم لا تكتفي أو تسعى فقط لتوصيف أو حتّى فهم منطق مُفترض للحياة بل هي أدوات تفيد مُستخدميها في تغيير موقفهم من الحياة ..المجتمع ..السلطة.. الأفراد الآخرين , بغية التأسيس لمرجعية بديهية حيوية كونية , مرجعية مشتركة ما بين العلوم الإنسانية والعلوم الأخرى.. مرجعية مشتركة تُساءل بداهات من قبيل : كلّ الأمهات تحبّ أولادها, ومع ذلك نجد بعض الأمّهات قد تقتل أولادها !، وبداهات من قبيل ” كلّنا يحبُّ الحياة , ولكن قد نقتل بعضنا ” !
وورد على الغلاف الأخير للكتاب “كلّنا يعيش الحياة ويُحبّها, ومع ذلك قد نقتل بعضنا وبعض البشر قد ينتحر ! هل ثمّة إشكال أم أنّه مُجرّد تلاعب على حبال اللغة !هل ثمّة منطق في الحياة, هل ثمّة قانون لازمٌ للكون والمجتمع , وما الجدوى من طرح هكذا أسئلة في زمن انهيار الفلسفات والأيديولوجيا والأسئلة الكبرى ؟! إذا كان المنطق وفقاً لبروشار” علم جاهز ويمكننا التأكيد بدون خوف أنّ عصر الابتكارات قد انسد في وجه المنطق ” فما الجدوى من إعادة طرح هكذا أسئلة في زمن انتهى فيه المنطق إلى الشكلانيّة! إذا كان المنطق الأرسطي – كنظرية في العلم- متورّط بالميتافيزيقيا وبحث عقيم عن العلم مشروط بعصره وفقا للكثير , فأيّ جدوى من القيام بدراسة مقارنة بين المنطق الأرسطي ومنطق يدَّعي نسبتهُ إلى الحياة ، المنطق الحيوي ؟! بماذا يختلف المنطق الأرسطي عن المنطق الحيوي سواء من جهة الأساس النظري أو من جهة التطبيق والثمر المعرفي ؟! هل ثمّة منطق شامل موحّد للمعرفة بحقولها المختلفة؟ منطق مشترك يتجاوز الحدود ما بين العلوم الطبيعية والنظرية والعلوم الانسانية؟ ما المُشترك بين منطق ( الأمّ التي تحبّ أولادها ) ومنطق معادلة حسابية بسيطة مثلا؟ هذا الكتاب محاولة لاستقراء منطق في زمن أفول نجم المنطق , هو محاولة لتقديم منطق للحكم على المَصالح , منطق لا يكتفي بالقياس , بل يُعنى أيضا بالحُكم على مرجعيّة القياس, بما قد يفتح آفاقا جديدة لفهم الكينونة بما قد يساهم في تطوير صَلاحِها.”
يُشار إلى أن “حمزة رستناوي ” مؤلف وشاعر سوري من مواليد حماة – مورك 1974 م، وهو أخصائي في طب الأعصاب بدمشق لعام 2003 م، وقد صدر له خمس مجموعات شعرية آخرها ” الديكتاتور ذو الرقبة الطويلة 2016″، ويعد كتابه الجديد هو الكتاب الخامس للمؤلف في الفكر والإسلاميات التطبيقية ، وهي “أضاحي منطق الجوهر” (دراسة في تطبيق مقايسات المنطق الحيوي على عينات من الخطاب الإسلامي المعاصر) ” 2009، “تهافت الإعجاز العددي في القرآن الكريم” 2014، “الإعجاز العلمي تحت المجهر” 2015، الغريب النجس في الخطاب السياسي “خطاب الثورة السورية بين العنصرية والحيوية”.
Sorry Comments are closed