فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
على سريرٍ يجلس الشاب الغزاويّ ’’محمد نبهان‘‘ البالغ من العمر 24 عاماً، استعداداً لإجراء عملية غسيل الكلى بواسطة جهاز بجواره والذي يستمر في عمله لساعات طويلة، إلى جانب تناوله عدداً من العقاقير الطبية التي أوشكت على نفاذها داخل قسم الكلى بمجمع دار الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، مما يهدد حياته وحياة الكثيرين مثله بالخطر الشديد.
ويأتي الشاب محمد، الذي يسكن في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، سيراً على الأقدام إلى المستشفى لحضور جلسة غسيل الكلى رغم المخاطر الصحية عليه جراء ذلك، نتيجة وضعه المادي الصعب وعدم قدرته على العمل، بعدما كان يعمل بائعاً للكعك والترمس، متجولاً داخل أسواق وشوارع قطاع غزة لكسب القليل من قوت رزقه هو وأسرته المعيل لها.
ويقول المواطن ’’نبهان‘‘ من غزة لحرية برس، إن ’’البداية مع المرض كانت قبل خمس سنوات تقريباً، حيث كنت أتناول بكثرة الكثير من الأملاح كالمأكولات وغيرها، وقلة الشرب للمياه، جعلني أشعر بآلام في كليتي بإستمرار أثناء العمل، لأقوم بعد ذلك بالذهاب إلى المشفى لمعرفة سبب ذلك، لأتفاجئ بإصابتي بمرض الفشل الكلوي بعد كشف الأطباء داخل مستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، لأحوّل بعد ذلك إلى مشفى الشفاء‘‘.
ولا تزال أزمة نقص الأدوية والمهام الطبية تهدد الكثيرين من المرضى منهم القلب والسكري والفشل الكلوي وغيرهم، حيث باتت تزيد من الضرر الكبير على أجساد المرضى المنهكين من شدة الآلام والوجع، نتيجة حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، جعل الكثير من الأدوية توشك على النفاذ داخل المشافي المنتشرة، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل عمل تلك الأجهزة.
وأوضح نبهان بحديثه ’’أقوم بزيارة قسم الكلى داخل مجمع دار الشفاء الطبي بغزة، ثلاثة أيام من كل أسبوع لإجراء عملية غسيل كلى وتناول بعض من العقاقير الطبية للتخفيف من الألم خلال جلسة تستمر لساعات طويلة‘‘، لافتاً إلى أنه قد زار القسم أكثر من مرة والذي أصبح الملاذ الوحيد له، ولكن دون إجراء جلسة علاجية، بسبب إنقطاع التيار الكهربائي ونقص الدواء الذي أخذه بالمجان.
ويشتكي نبهان من قلة توافر الأدوية اللازمة لعلاجه داخل قسم غسيل الكلى بمجمع دار الشفاء الطبي بغزة، كما أنه غير قادر على شراء تلك الأدوية من الصيدليات المنتشرة داخل القطاع لغلاء ثمنها، بالإضافة إلى عدم توفرها، مقارنةً بأنه كان يحصل عليها من المشفى بالمجان نظراً لوضعه المادي الصعب.
فيما ناشد نبهان كافة الجهات المعنية والدولية والمؤسسات الصحية، بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياة المرضى داخل قطاع غزة الذين يعانون الأمرّين، نتيجة النقص المستمر والحاد للأدوية على صعيد مرضى غسيل الكلى وغيرهم من المرضى كالسرطان والقلب والسكري وغيرهم.
من جهته، يقول رئيس قسم الكلى بمجمع دار الشفاء بمدينة غزة الدكتور ’’عبد الله القيشاوي‘‘ في حديثه لحرية برس، إن ’’النقص الحاد للأدوية اللازمة لعلاج مرضى غسيل الكلى داخل قطاع غزة، يهدد حياة الكثيرين منهم بالخطر الشديد، جراء نفاذ أصناف مثبطات المناعة وبشكل خطير منها (Mycophenolate) وصنفاً أخر (valgancielovir) كمضاد للفيروسات، وبالتالي رفض الجسم للكلية الجديدة، وهي من الأصناف غير متوفرة كلياً داخل قسم الكلى بغزة‘‘.
وأوضح القيشاوي أن مرضى غسيل الكلى المزمن يعانون أيضاً من نقص الحقن الخاصة لعلاج فقر الدم “erythropoietin” اللازم لعلاجهم، مبيناً أن عدم توفر هذه الحقن تعرض المرضى إلى حدوث مضاعفات خطيرة تؤدي للفشل الكلوي.
وأشار القيشاوي إلى أن ’’هناك وعود لحل هذه الأزمة الخطيرة من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الصحية في القريب العاجل، من أجل إحياء الأمل من جديد لهم، وإلا فنحن أمام مشهد أكثر مأساوية يهدد مرضى غسيل الكلى بقطاع غزة‘‘.
يشار إلى أن عدد مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة 800 مريض، يتناوبون على إجراء جلسات الغسيل الكلوي في خمسة أقسام لكلية الصناعية، فيما يبلغ عدد مرضى ممن أجروا عمليات زراعة الكلى إلى 333 مريضاً بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة بقطاع غزة.
Sorry Comments are closed