فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
في زاويا المكان الجميل ذو اللمسات الفنية والديكورات الخلابة، التي تعيد الزائر إليه إلى ذكريات الماضي والحنين لها أثناء الجلوس بداخله، هو ماجعل شاباً فلسطينياً ينشئ مقهى بأدواته ومعداته اليدوية البسيطة، والتفكير في صنع مشروعه باستخدام المخلفات الخشبية ’’المشاطيح‘‘ القديمة على شاطئ بحر غزة.
ويقول ’’موسى الملاحي‘‘ الشاب الغزاويّ صاحب المشروع في حديثه لحرية برس، إن ’’فكرة بناء المقهى بهذا الأسلوب الجديد داخل قطاع غزة باختلافه عن باقي المقاهي المنتشرة على شاطئ بحر غزة، جاءت عندما كنتُ أعيش في اليونان قبل نحو 6 سنوات، وجدتُ العديد من المقاهي المنتشرة هناك يقومون بعملها من المخلفات الخشبية القديمة الناتجة عن قطع أغصانها من الأشجار، وتزُين ذلك بأشكالها الجميلة التي تعطي رونقاً جميلا ً للمكان هناك‘‘.
وأوضح الملاحي أنه بعد عودته إلى أرض الوطن، فكر في تطبيق تلك الفكرة التي بقيت عالقة في الذاكرة عندما كان يعيش في اليونان التي مكث عاميين بها، حيث قام في البداية بعرض الفكرة على والده وأقاربه، إلا أن هذه الفكرة قابلته بالسخرية والاستهزاء إلى جانب عدم تأيدها من قبلهم.
وبيّن الملاحي أنه رغم معارضة الفكرة من قبل أقاربه وأصدقائه، إلا أنه صمم بكل إصرار على تنفذيها وعملها، فقد قام بجمع العديد من الأخشاب القديمة و’’المشاطيح‘‘ بعدد قليل منها، في ظل عدم توفر تلك الكميات الكبيرة من الأخشاب في غزة نتيجة حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وعدم إدخالها عبر المعابر الحدودية الفاصلة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأردف صاحب المقهى بأنه بعد جمعه لتلك الأخشاب القليلة التي حصل عليها قام بتفكيكها وتنظيفها وعمل العديد من الأشكال الفنية الجميلة التي أعطت رونقاً جميلاً للمكان بعد تصميمها من صنع يديه، ليفاجئ الجميع ممن عارضوا الفكرة بالإنداهش بالمنظر الجميل من تلك الأخشاب القديمة والأدوات البسيطة التي عمل بها لصنع مشروعه على شاطئ بحر غزة.
وجذب المقهى البسيط الذي قام بعمله الشاب الفلسطيني الملاحي، العديد من الزوار والمثقفين والأدباء الذين جاؤوا إلى المكان وشجعوه على ذلك، وأصابتهم الدهشة بالمنظر الجميل والجلسة الرائعة التي أعطتهم راحة نفسية وهدوءاً في ظل الظروف النفسية التي يتعرض لها المواطنين الغزيين نتيجة ظروف حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على القطاع وانعكاسه عليهم.
وأشار الملاحي إلى أنه عمل في بناء قسم العائلات داخل مشروعه البسيط، نحو 40 يوماً دون كلل أو ملل بمساعدة والده الذي أقنعته فكرته بعد ذلك ليقوم الوالد بمهنة ’’التبليط‘‘ بمساعده ابنه بجمع العديد من ’’المشاطيح‘‘ الخشبية القديمة الناتجة من مهنته حتى يكتمل المشروع الذي بحاجه إلى الأخشاب الكثيرة لصنع ذلك، وقد وفر المشروع البسيط العديد من الفرص للشباب العاطل عن العمل داخل قطاع غزة.
وأوضح الشاب الملاحي حول الأسعار أنه أخذ بعين الاعتبار ذلك، من خلال طرح العديد من المشروبات الساخنة والباردة ذات الأسعار المناسبة للجميع الطبقات داخل المجتمع الغزيّ بالإصابة إلى الوجبات السريعة، مراعياً الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين الذي يأتون للمقهى، وعدم استغلال ذلك بحجة المكان الخلاب والفني والديكورات الجميلة للزائرين.
ووجد الملاحي الإقبال الواسع من قبل العائلات الغزية، بحيث أنه أصبح غير قادر على استيعاب العدد الكبير من الزوار لضيق ذلك المكان، ليفكر بعد ذلك من دعم الزوار له وتشجيعه على ذلك، من أجل توسعة مشروعه وإنشاء قسم آخر للشباب الذين طالبوه بذلك، ليقوم بتطوير المكان، الذي ما يزال في طور الإعداد والبناء رغم توافر الأدوات والأخشاب القليلة.
ولفت صاحب المشروع إلى أن إضافة اللمسات الفنية والعديد من الرسومات والديكورات الفنية الجميلة للمكان، أعطى الراحة النفسية للزوار والزبائن أثناء جلوسهم والحنين إلى ذكريات الماضي الجميل، مشيراً إلى أنه يعطي اختلافاً وتمييزاً عن باقي الأماكن والمقاهي المنتشرة على طول شاطئ بحر غزة.
واستطاع الملاحي توفير العديد من الفرص لشباب غزة، من مشروع البسيط حيث أنه في البداية بدأ بعمل عاملين داخل المكان، وبعد تطور مشروعه أصبح اليوم يعمل بداخله ستة من العمال، ليساهم ذلك المقهى بتوفير فرص العمل للشباب العاطل عن العمل في ظل تفشيها داخل صفوف الشباب المجتمع الفلسطيني.
ويطمح الشاب الفلسطيني موسى الملاحي خلال الأشهر القليلة القادمة إلى توسيع مشروعه، ليشمل المكان عدد من الأقسام الواسعة التي تستضيف العائلات الغزاوية والشباب وغيرهم من الطبقات، من أجل استيعاب العدد الكبير من الزوار داخل المقهى الذاتي.
عذراً التعليقات مغلقة