التهريب إلى لبنان.. رحلة السوريين مابين الخطف والاعتقال

فريق التحرير113 أكتوبر 2018آخر تحديث :
معظم الشبان يفرون من المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد مؤخراً هرباً من الالتحاق في صفوف جيشه – أرشيف

وليد أبو همام – حرية برس:

منذ أن عقد اتفاق المصالحة في ريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي، قرر العديد من الشبان الذين لا يرغبون بالبقاء تحت سيطرة نظام الأسد، الذهاب إلى لبنان كوّنها المكان الأنسب لهم من حيث وفرة العمل أو لوجود أقرباء لهم، إلا أنه وبسبب الحصار الذي كان مفروضاً من قبل قوات النظام على المنطقة، لا سيما أن معظم الشباب هم من المطلوبين سواء بتهم الإرهاب أو التخلف عن الخدمة أو الاحتياط.

فيما لم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى طرق التهريب والمهربين لإيصالهم إلى لبنان، غير أن هذه الطريقة لا تخلو من المخاطر، أقلها الوقوع في قبضة قوات الأسد بالإضافة لدفع المبالغ المالية الهائلة التي تدفع للمهرب.

ويقول ’’إياد أبو محمد‘‘ وهو من إحدى قرى ريف حماة الجنوبي الشرقي لحرية برس، بإنه مطلوب للاحتياط ولذلك قرر الذهاب إلى لبنان، بعد أن اتفق مع أحد المهربين وأكد له أن الطريق آمن كلياً، طالباً منه مبلغ 1800 دولار.

وأضاف أبو محمد، ’’كنا مجموعة من 5 أشخاص تم نقلنا ليلاً بسيارة لمسافة محددة ثم سرنا على الأقدام لمسافة أخرى، بعدها وصلنا إلى إحدى المناطق، حيث كانت تنتظرنا سيارة هناك، وما إن قطعنا مسافة قصيرة حتى خرج مجموعة من الرجال ملثمين، حاولوا إيقاف السيارة، إلا أن السائق لم يقف فأطلقوا النار باتجاهنا، ولم يستطيعوا إصابتنا لكوّننا ابتعدنا عنهم إلى مكان آمن‘‘.

في حين أن خالد وعبدالعزيز ومالك وغيرهم الكثير من الذين تحدثنا معهم، وهم جميعهم من أهالي ريف حماة الجنوبي الشرقي، لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى لبنان، حيث تعرضوا في الطريق لكمين وتم اعتقالهم ليتم سوقهم إلى الأفرع الأمنية ثم إلى الخدمة العسكرية بصفوف قوات الأسد.

كما لم يتوقع ’’مزيد أبو عدنان‘‘ أن يتعرض للخطف أثناء رحلته إلى لبنان، حيث تفاجئت عائلته بعدم وصوله وظنوا أنه تم اعتقاله من قبل قوات الأسد، محاولين الحصول على أي معلومة عنه دون نتيجة، ليصلهم اتصال من أحد الأشخاص بعد عدة أيام بأنه متواجد لدى مجموعة من قطاعي الطرق، قائلين بإنهم لن يفرجوا عنه حتى يتم دفع فدية مالية لهم.

وأشار أبو عدنان إلى أنه ’’كانت الفدية في البداية 20 مليون ليرة سورية ثم استمر التفاوض حتى تم الإتفاق على مبلغ 9 ملايين ليتم إطلاق سراحي بعد ذلك‘‘، مؤكداً أنه لم يعرف من كان وراء اختطافه ولم يتعرف حتى على المكان حين كان معصوب العينين طوال فترة اختطافه.

بدوره، أشار ’’ماهر أبو وسيم‘‘ أحد المهربين إلى لبنان، إلى أن ’’الطريق ليس آمناً كلياً وكثيراً ما نتعرض للكمائن سواء من قبل قوات النظام أو من قبل عصابات الخطف وقطاع الطرق، خاصةً في المنطقة الحدودية، كما أننا نضطر للتعامل مع أشخاص موالون للنظام والمليشيات الشيعية، الذين لا يهمهم سوى المال، كوّننا مضطرون للمرور في أراضيهم‘‘، موضحاً أن هؤلاء لا يؤتمن من جانبهم، وقد يختلفون بين بعضهم البعض فيصبح الطريق خطراً فتكون إحدى الدفعات ضحية لذلك بالخطف أو تسليمهم لقوات الأسد.

وآخر تلك الحوادث كانت مع شابين من ريف حماة الجنوبي الشرقي، وهم موجودين في لبنان، حيث اتفقا مع أحد المهربين لإيصالهم إلى ريف حمص الشمالي، وبعد يوم كامل أرسل أحدهم رسالة صوتية إلى عائلته بأنه أصبح في شمال حمص، إلا أنهم لم يجدوا له أي أثر، فظنوا أنه تم اعتقالهما، ليبدأوا البحث عنهم في الأفرع الأمنية ولكن دون جدوى، لتصلهم رسالة بعد عشرة أيام تطلب منهم تجهيز مبلغ 5 ملايين ليرة سورية، مع تسجيل مصوّر لإثبات خطف الشابين على الحدود اللبنانية، فيما ما تزال المفاوضات مستمرة حتى الآن للإفراج عنهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل