“حرب مشتعلة” بين المخابز السورية وأصحاب المحلات في تركيا

المستهلك السوري هو المتضرر الأول.. والرقابة التركية لا تتحرك دون شكوى

فريق التحرير11 أكتوبر 2018آخر تحديث :
مركز لتوزيع الخبز السوري في مدينة غازي عنتاب التركية

محمد العبد الله – حرية برس

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً، بعد قرار المخابز السورية في تركيا رفع سعر ربطة الخبز مع تخفيض وزنها، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار، ما أثار استياء أصحاب المحلات، إضافةً الى المستهلكين السوريين في تركيا والذين تضرروا من هذا القرار.

ويعد الخبز السوري أحد المواد الأساسية للسوريين في تركيا، ولا يمكنهم الاستغناء عنه، خاصةً أنهم لم يعتادوا على الخبز التركي، ما دفع البعض منذ وصولهم الى تركيا الى افتتاح عدة مخابز لإنتاج خبز يُلبي احتياجات السوريين، وبات هناك في اسطنبول وحدها أكثر من عشرين فرناً سورياً.

وقال أحمد حاج يوسف صاحب أحد محلات بيع الخبز في منطقة اكبينار باسطنبول لحرية برس: إن “أصحاب المخابز السورية في تركيا اجتمعوا واتفقوا على رفع سعر ربطة الخبز لأكثر من 80%، وباتت تباع الربطة بالجملة للمحلات بـ 2،20 ليرة تركية بعد أن كان سعرها 1،40 ليرة، اضافةً الى تخفيض وزنها من 650 إلى 500 غرام، وهو ما اضطرنا لبيع ربطة الخبز للمستهلك بـ 2،50 بدلاً من سعرها القديم 2 ليرة، لأن استمرار البيع بالسعر القديم يُسبّب لنا الخسارة”.

وأضاف حاج يوسف أن “قرار المخابز السورية رفع سعر ربطة الخبز سبّب الضرر للسوريين في تركيا بالدرجة الأولى، خاصةً لمن لديهم عائلة كبيرة ويستهلك عدة ربطات في اليوم، وبنفس الوقت سبّب القرار ضرراً لأصحاب المحلات أيضاً، حيث انخفض الربح بشكل كبير”.

إضراب وحرب مشتعلة

بدوره قال الحاج نزار أبو محمد صاحب أحد محلات بيع الخبز في إسطنبول لحرية برس: إن “أصحاب المحلات في تركيا شكّلوا مجموعات على الواتس اب، واتفقوا على الاضراب وعدم شراء الخبز من الأفران السورية، للضغط عليهم واجبارهم على اعادة خفض سعر ربطة الخبز”.

وأضاف الحاج نزار أن “حديث أصحاب الأفران أنهم رفعوا سعر ربطة الخبز بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية ليس مبرراً مقنعاً، فسعر صرف الليرة انخفض منذ شهرين تقريباً وليس خلال الأيام الماضية، ومن ثم حافظت الليرة على قيمتها عند حاجز الست ليرات تركية مقابل الدولار الواحد، كما أن سعر الخبز التركي لم يتأثر بانخفاض سعر الليرة وبقي على حاله، وبالتالي ليس هناك أي داعي لرفع سعر ربطة الحيز في هذا الوقت بالذات”.

وفي سياق متصل قال أبو محمود أحد موزعي الخبز لحرية برس: إن “أصحاب المخابز السورية اتفقوا على رفع سعر الخبز وعملوا جمعية دفع فيها كل منهم 10 آلاف دولار، واشترطوا على جميع أصحاب المخابز عدم خفض سعر الربطة، وإلا سيتم سحب مبلغ الـ 10 آلاف دولار التي دفعها صاحب أي مخبز يقوم بخفض سعر الخبز، إضافةً الى تغريمه بمبلغ 25 ألف دولار أيضاً”.

وفي المقابل قال صاحب فرن للخبز السوري في مرسين لحرية برس فضّل عدم ذكر اسمه: إن “ارتفاع سعر صرف الدولار تسبّب في ارتفاع أسعار جميع السلع بما فيها المحروقات التي تعتبر العنصر الأساسي في عمل الأفران، إضافةً إلى ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء بنسبة 12%””.

وأضاف أن “أصحاب المخابز انتظروا منذ ارتفاع سعر صرف الدولار منتصف الشهر الثامن الماضي على أمل عودة تحسن الليرة التركية، إلا أن قيمتها ظلت منخفضة على مدار شهرين، وهو ما دفع أصحاب المخابز إلى رفع سعر ربطة الخبز خلال الأيام الماضية نظراً للخسائر التي تكبدوها”.

وتابع صاحب الفرن قائلاً: إن “سعر الطحين والخميرة ارتفع أيضاً، اضافةً الى أن اليد العاملة في الأفران تطالب بزيادات في الرواتب”، موضحاً أن “أصحاب المطاعم والمحلات التجارية هم سبب هذه الأزمة لرغبتهم في زيادة ربحهم بالربطة الواحدة لذلك قاموا بالإضراب”.

أين الرقابة التركية؟

من جهة أخرى تساءل أحمد حاج يوسف صاحب أحد محلات بيع الخبز في إسطنبول، عن عدم تدخل الرقابة التركية لخفض سعر الخبز، ومحاسبة أصحاب الأفران السورية على ذلك.

وفي هذا الإطار قال عضو تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا حسام السرحان لحرية برس: إن “الرقابة التركية موجودة وتمكنت من خفض سعر ربطة الخبز في ولاية هاتاي، حيث ألزمت الأفران هناك بإعادة سعر ربطة الخبز الى السعر الذي كانت عليه قبل ارتفاع سعر الدولار، وهو 2 ليرة للربطة الواحدة”.

وأضاف السرحان أن “تدخل الرقابة التركية جاء بعد ورود شكاوى اليها، أما في المناطق التي لا يزال فيها سعر الخبز مرتفعاً، فربما لأنه لا يوجد شكاوى عن ارتفاع سعر ربطة الخبز، كما أن هناك مخابز ومحلات سورية غير مرخصة، وبالتالي ليس لها قيود لدى المالية التركية، حتى تستطيع الأخيرة فرض مخالفات عليهم”.

معاناة مزدوجة

ارتفاع سعر ربطة الخبز سبّب مشكلة لدى السوريين في تركيا، أنس عبادي المقيم في بورصة قال لحرية برس: إن “ارتفاع سعر ربطة الخبز بنحو نصف ليرة تركية، قد يعتبرها البعض شيء عادي، لكن المشكلة لمن لديه عائلة كبيرة ويحتاج أكثر من ربطة يومياً، كما أن خفض وزن الربطة سيجعل الشخص يستهلك عدد ربطات خبز أكثر وبسعر أعلى من قبل، ما يجعل المعاناة مزدوجة”.

بدوره قال أبو غيث الخطيب المقيم في إسطنبول لحرية برس: “كنا نحتاج الى ثلاث ربطات يومياً سعرها ست ليرات تركية، ومع خفض وزن الربطة وارتفاع سعرها، أصبحنا نحتاج الى أربع ربطات يومياً بسعر 10 ليرات، أي نحتاج 300 ليرة تركية في الشهر ثمن خبز فقط”.

وأضاف أبو غيث “حتى لو ارتفع سعر الخبز أكثر فسنضطر لشرائه فلا خيار آخر لدينا، لكن السؤال الأهم بين أوساط السوريين، هل إذا انخفض الدولار سينخفض سعر الخبز مجدداً، أم أن السعر سيبقى على حاله؟”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل