محمود أبو المجد – حرية برس:
عرفت البشرية في تاريخها ظاهرة ’’التهجير القسري‘‘ التي يعدها القانون الدولي ضمن جرائم ضد الإنسانية، وتعرضت المنطقة العربية بشكل كبير لهذا النوع من التهجير، بداية من نكبة فلسطين، وصولاً إلى ما يعانيه السوريون على يد نظام بشار الأسد وحلفائه.
ويعرّف التهجير القسرى بأنه ممارسة ممنهجة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخلاء أراض معينة وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلاً عنها.
وتتجلى ظاهرة التهجير القسري في سوريا، باعتبارها سياسة ممنهجة يتبعها نظام الأسد وحلفاؤه، حيث اعتمد أسلوب الحصار ثم الترحيل الإجباري للسكان المدنيين في العديد من المحافظات والمدن والقرى، بدءاً من حمص وانتهاءً بدرعا.
وفي مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، أطلق أصحاب المحال التجارية أسماءً تربطهم بمدنهم التي هجّروا منها على يد نظام الأسد وروسيا وإيران.
’’عدنان أبو رياض‘‘ وهو مهجر من مدينة حمص، افتتح ورشة لإصلاح السيارات في جرابلس، أطلق عليها اسم ’’الحمصي لتصليح السيارات‘‘، وعند سؤالنا عن السبب قال: ’’الحنين هو ما دفعني لإطلاق هذا الاسم، ففي كل صباح عندما افتتح ورشتي وأرى اسم حمص فيها ازداد حنيناً لمدينتي التي ولدت فيها وترعرعت في أزقتها وتعلمت في مدارسها‘‘.
وأضاف أبو رياض بأنه يشعر بالتفاؤل بهذا الاسم وهذا شيء طبيعي، فكل إنسان لديه شيء قد يتفائل به واسم حمص على باب ورشته يشعره كذلك، على حد تعبيره.
بدوره، يقول ’’عدي دوماني‘‘ وهو نازح من غوطة دمشق، إن أسماء المحال التجارية بأسماء المناطق والمدن هو أمر جيد ويشعر المهجرين بقربهم من مدنهم رغم البعد عنها.
ولم يقتصر تسمية أسماء المحال التجارية على ورشات التصليح إنما على كافة المحلات كالحلويات مثلاً، ويشار إلى أن نسبة لا بأس بها من المهجرين قاموا بذات الفعل في مدن آخرى ليس فقط في جرابلس شرقي حلب.
عذراً التعليقات مغلقة