الإيجارات المرتفعة تثقل كاهل المهجّرين في إدلب

فريق التحرير9 أكتوبر 2018آخر تحديث :
كثرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة افتتاح المكاتب العقارية بشكل كبير في الشمال المحرر – عدسة: وليد أبو همام – حرية برس©

وليد أبو همام – حرية برس:

لم يكن في بالهم أن تكون المعيشة صعبة إلى هذا الحد، وخاصة من خرج من بيته ليس معه إلا ثيابه التي يلبسها، هذا هو حال الكثيرين من السكان الذين هجروا من مختلف المناطق السورية رغماً عنهم لأنهم رفضوا أن يعيشوا بذل مع قاتلهم.

مئات العائلات خرجت من قرى ريف حماة الجنوبي الشرقي والغربي إلى الشمال السوري نتيجة اتفاقية التهجير لريفيّ حمص الشمالي وحماه الجنوبي، وتوزعت  على عدة مناطق، حيث بدأت هذه العائلات تلمس الفرق الكبير في المعيشة، وخاصة ما يتعلق بتأمين بيوت للسكن والتي أصبحت إيجاراتها مرتفعة جداً بالنسبة لأناس ليس لديهم دخل ثابت يكفيهم.

“عبدالسلام أبو خالد” يسكن في بلدة باتبو في ريف حلب الغربي يقول لحرية برس: إنه “تفاجأ بالإيجارات المرتفعة والتي لا تتناسب مطلقاً مع كثير من البيوت التي لا يصلح بعضها للسكن، حيث يشترط أصحابها دفع ثلاثة أو ستة أشهر مقدماً”، مشيراً إلى أن “إيجارات البيوت تتراوح بين 20_50 ألف ليرة سورية بحسب عدد الغرف، وبعض المؤجرين يرفعون السعر حسب عدد الأشخاص والذين غالباً ما يكونون من عائلة واحدة”.

أما “محمد أبو صالح” فقد قرر أن ينتقل إلى منطقة عفرين بعد أن أنهكته إيجارات البيوت طمعاً في الحصول على بيت مجاناً من البيوت المصادرة، إلا أنه حتى الآن لم يجد ذلك البيت، وهو يدرك تماماً أنه يجب أن يكون مقرباً من إحدى الفصائل التي تضع يدها على البيوت حتى يحصل عليه.

“معن أبو محمد” هو الآخر سكن في مدينة الدانا شمالي إدلب لمدة ثلاثة أشهر دون عمل، فكان عبء إيجار البيت كبيراً جداً فانتقل إلى قرى جنوب إدلب ليجد الفرق كبيراً في إيجارات البيوت، حيث تعتبر الإيجارات رمزية ومجانية في بعض القرى.

وعن السبب في هذه الزيادة في أسعار الإيجارات يقول “أحمد أبو فؤاد” صاحب مكتب عقاري في بلدة باتبو: إن “ذلك يرجع لطبيعة المنطقة ومدى الأمان فيها، فمعظم الناس يبحثون عن أماكن بعيدة عن خطوط الجبهات أو تمركز الفصائل، كما أن القرب من مدينتي الدانا وسرمدا جعل هذه البلدة مكاناً لسكن أصحاب المحال التجارية مما زاد في الطلب على البيوت وهذا ما رفع أسعار الإيجارات فيها”.

يُذكر أنه كثرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة افتتاح المكاتب العقارية بشكل كبير في الشمال المحرر، وخصوصاً في مدينة إدلب، بسبب كثرة التهجير وطلب الناس للبيوت في ظل أزمة ارتفاع الإيجارات بشكل كبير ومجحف بحق المهجرين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل