ياسر محمد – حرية برس
في تصريح مفاجئ ومُستغرب، قال وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، إن تركيا قادرة على الوفاء بالتزاماتها في اتفاق إدلب، في الوقت الذي هاجم فيه الرئيس التركي نظام الأسد وقال إن تركيا تتفاهم مع الشعب السوري وليس النظام، مؤكداً أن تركيا ستعزز نقاط المراقبة في إدلب، وستواجه مع روسيا الجماعات المتشددة، تزامناً مع الحديث عن إعادة هيكلة تقوم بها “هيئة تحرير الشام” تتضمن تغييرات في الوجوه والمسميات قبل إعلان موقفها من اتفاق إدلب.
وفي التفاصيل، قال وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، في مقابلة مع قناة “الميادين” الموالية، أمس الثلاثاء: “حسب معلوماتنا نعتقد أن تركيا قادرة على تنفيذ ما عليها من التزامات”، وأضاف أن “على المسلحين في إدلب تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة في موعد أقصاه كانون الأول”.
ويعتبر تصريح “المعلم” مستغرباً وربما يعبر عن مواقف جديدة كونه صرح منذ ثلاثة أيام فقط ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن القوات التركية إلى جانب القوات الأمريكية والفرنسية هي قوات “احتلال” يجب أن تغادر سوريا فوراً دون قيد أو شرط.
وتزامناً مع تصريحات “المعلم”، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستعزز قواتها وحضورها في نقاط المراقبة الـ12 التي نشرتها في إدلب ومحيطها وفق تفاهمات “أستانا” وعملت على تعزيزها بأسلحة ثقيلة ومتطورة إبان اتفاق سوتشي الذي أبرمته مع روسيا بخصوص إدلب.
ومع اقتراب موعد الإعلان عن المنطقة المنزوعة السلاح التي نص عليها الاتفاق، بحلول الخامس عشر من الشهر الجاري، وفيما تحدث أردوغان عن عمل تركي روسي لإجبار المتشددين على تسليم أسلحتهم الثقيلة إنفاذاً للاتفاق، قالت مصادر إعلامية محلية وعربية إن “هيئة تحرير الشام” تعمل على تغيير بعض الوجوه القيادية وتتجه مع حلفائها لإعلان تشكيلات عسكرية جديدة بمسميات مختلفة هي جيش “أبو بكر الصديق” المكوّن من اندماج فصائل “جيش إدلب والبادية وحماة”، فيما اندمجت فصائل “جيش حلب والغوطة الشرقية” تحت مسمى جيش “عمر بن الخطاب”، أما الجيش الثالث، فضم “جيش الشام والحدود والساحل” تحت مسمى “جيش عثمان بن عفان”.
وقبل أقل من أسبوعين على إعلان المنطقة المنزوعة السلاح رسمياً، نفت مصادر مسؤولة في “الجبهة الوطنية للتحرير” المتحالفة مع تركيا، سحب أي أسلحة ثقيلة من المنطقة المعنية، فيما نفى آخرون وجود تلك الأسلحة أصلاً على الجبهات.. وقدمت تركيا طمأنة للجبهة والفصائل المتحالفة معها بخصوص وجود قوات روسية في المنطقة العازلة، وقالت تركيا أمس الثلاثاء إن روسيا لن تسيّر أي دوريات في تلك المنطقة التي ما زالت تدور خلافات حول مساحتها وهل ستكون بكاملها في منطقة سيطرة المعارضة أم مناصفة من الأراضي التي يسيطر عليها الطرفان.
وقال الشيخ عمر حذيفة، زعيم الجبهة الوطنية للتحرير، لوكالة رويترز، إن أنقرة قدمت تطمينات للمعارضة بأنه لن يتم تسيير دوريات روسية، وأضاف حذيفة “لا يمكن دخول القوات الروسية لمناطق الثوار لأنه إضعاف لموقفها بل هو استفزاز وابتزاز وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه. كان الطلب من الإخوة الأتراك أنه لا يمكن الموافقة عليه.. والموقف الأخير أنه لن تدخل القوات الروسية”.
وذكرت شخصية معارضة أخرى أن أنقرة تسعى لإقناع موسكو بأن القيام بدوريات في منطقة كهذه سيكون محفوفاً بالمخاطر، وأنه من الأفضل أن يؤول إلى تركيا وحدها أمر تنفيذ الاتفاق على الأرض.
Sorry Comments are closed