احتفالات عاشوراء بحمص.. مظاهر دخيلة على عاصمة الثورة

فريق التحرير26 سبتمبر 2018آخر تحديث :
صورة تداولها ناشطون تظهر جانباً من مسيرات أتباع الطائفة الشيعية في احتفالات عاشوراء في مدينة حمص – وسائل تواصل اجتماعي

حسن الأسمر – حرية برس:

انتشرت خلال السنوات الأخيرة عشرات الصور والتسجيلات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جانباً من الطقوس الشيعية التي باتت تطغى على وجه مدينة حمص، آخرها كان لأطفال يحملون رايات طائفية ويرددون “ياحسين، يا زينب” في مظهر جديد بات يعكس واقعاً أليماً تعانيه المدينة يوماً بعد يوم مع تغلغل المليشيات الطائفية التي جائت لتقاتل إلى جانب الأسد في حربه ضد الشعب السوري الثائر.

“سوزان” فتاة من مدينة حمص (رفضت الكشف عن اسمها لضرورات أمنية) قالت في حديثها لـ”حرية برس” أن “مدينة حمص تشهد العديد من مظاهر التشييع وآخرها عشرات المسيرات التي تنادي بشعارات طائفية ومذهبية وتشتم صحابة رسول الله، وأغلب المشاركين في هذه المسيرات هم من الأطفال الذين يسهل إقناعهم وإغراءهم بالمال”.

وأضافت “سوزان” لقد “رأينا الكثير من الحقد من قبل هذه الفئة، وهم يستغلون العائلات الفقيرة والمحتاجة لأبسط مقومات الحياة من الأشخاص التي دمرت بيوتهم بقصف الأسد ومليشياته وليس لديهم عمل أو مورد رزق، يغرونهم بالمال من أجل التشييع، يأخذون الأباء إلى الحسينيات بحجة التنور والتعليم وبحسب درجة الولاء والإخلاص للمعمم يتم تشييع رب الاسرة وإعطائه المال وإقناع غيره بالتشييع كما يأخذون النساء الى مكاتب ومراكز للتعليم وهي عبارة عن اماكن لإقناعهن على التشييع وإقناع غيرهن بالمال”.

بدوره أشار الدكتور “حسام الحزوري” إلى أن “المسلمين السُنة هم غالبیة السكان في نیابة حمص عبر مراحل التاريخ، وكانوا موزعين في حواضرھا وقراھا وبوادیھا، ولا تتوافر أي إشارات تبین بأن أي منطقة من مناطق حمص في المدينة أو ريفها كانت مأھولة من غير أتباع المذھب السني، والذين كانوا یمثلون غالبیة السكان ومما یدل على ذلك تعیین قضاة للقضاء من المذاھب السنیة الأربعة “الشافعي، والمالكي، والحنبلي، والحنفي”، ولم يتم تعيين أي قاضي لأصحاب المذاهب التي تحسب على الإسلام كالشيعة والنصيرية وغيرها”.

وأضاف “الحزوري”  أنه وفي “آواخر العصر المملوكي وردت إشاراتان إلى تواجد الشیعة في نیابة حمص بشكل لا يمكن الاعتماد عليه على أنهم من سكان حمص الأصليين، أولھما وفاة أحد معممي الشیعة وھو مخلص الدین المبارك الغساني الحمصي سنة 658هجري/ 1260 ميلادي بجبل لبنان بعد ھروبه من حمص في العام نفسه خوفاً من المغول، والثاني وفاة الشیخ المبارك محمد الملقب ابن مقبل”.

ونوه “الحزوري” إلى أن أتباع الطائفة الشيعية لم يشكلوا أي نسبة مئوية من سكان حمص وذلك حتى قبيل دخول العثمانيين، حيث كان عدد سكان سورية حين سيطر عليها العثمانيون نحو مليون نسمة، ومع بداية القرن العشرين كان العدد نحو ثلاثة ملايين ونصف، ولم تشر المصادر العثمانية الى وجود لأتباع الطائفة الشيعية في مدينة حمص.

وأكمل “الحزوري” إلى أن “السؤال الذي يطرح نفسه ولم نعثر له على إجابة من أين جاءت هذه الفئة الى حمص؟، واليوم بعد تهجير سكان حمص الأصليين خارج حمص بدأنا نلحظ تغييراً في ديمغرافية مدينة حمص وبدأت ظاهرة غريبة لم نلحظها في تاريخ مدينة حمص عبر مراحل التاريخ و هو نشاط حركة التشييع في حمص والعمل على قلب البنية الديمغرافية للسكان والعمل على تجهيز مجموعات أخذت على عاتقها مهمة تشييع سكان حمص وخاصة في المرحلة العمرية المبكرة، مضيفاً أن المدينة اليوم تشهد مسيرات غريبة تجوب شوارعها والمشاركون فيها يلبسون السواد ويلطمون وبضربون أنفسهم بالسكاكين والسلاسل الحديدية في مظاهر غريبة عن شعب حمص وعاداته ودينه وموروثه الاجتماعي، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، من وراء هذه الظاهرة وما الهدف منها”.

ولفت “فراس أبو سليمان” من أبناء مدينة حمص في حديثه لـ”حرية برس” إلى إن “ظاهرة دفع الناس باتجاه التشيع في مدينة حمص سابق على زمن الثورة ولكنها كانت بشكل سري وتستهدف طوائفاً صغيرة ومجتمعات فقيرة ومنسية.

وأشار “أبو سيلمان” أنه وبعد “تهجير قسم كبير من أهالي محافظة حمص بعد تدمير المدينة فوق رؤوس ساكنيها من قبل قوات الأسد والمليشيات الإيرانية واللبنانية الشيعية باتت ظاهرة التشييع علنية بإشراف تلك المليشيات وبأساليب مختلفة بالترغيب حيناً وبالترهيب أحياناً، و الغريب أن أتباع الطائفة الشيعية الذين استوطنوا في حمص خاصة وفي باقي المحافظات السورية، لم يعتبروا من التجربة العراقية الماثلة أمامهم بانتفاضة الشيعة العراقيين في وجه ظلم و فساد الايرانيين الفرس، حيث تأكد لشيعة العراق أن الأمر هو سيطرة أعراق و قوميات وأنظمة فاسدة حققت مبتغاها عن طريق التجييش الطائفي،

واختتم “أيو سليمان” بأن محافظة حمص لها طابع تاريخي وأن من اتبع تلك المليشيات ومن لف لفيفهم من أصحاب العمائم اليوم لأجل علبة سمنة، فإنه سيهجرهم عند أول صفيحة زيت”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل