إدلب – حرية برس:
أُفرج عن القاضي القانوني ’’محمد نور حميدي‘‘ من مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، اليوم الثلاثاء، بعد عشرين يوماً على اختطافه من قبل مجهولين، وذلك مقابل فدية مالية كبيرة.
حيث قام عناصر مجهولين باقتحام مزرعة القاضي ’’حميدي‘‘، من عين الباردة في بلدة إسقاط بريف إدلب الشمالي الغربي في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري، وقاموا باعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة، دون التعرف على هويتهم والجهة التي يتبعون لها.
وأفاد ’’توفيق التكس‘‘ صديق القاضي ’’حميدي‘‘ في حديثه لحرية برس، ’’بأن مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص قاموا باعتقال القاضي من مزرعته بعد أن أغمضوا عينيه واقتادوه إلى مكان يوجد فيه مختطفين آخرين كان يسمع أصواتهم خلال عملية التعذيب‘‘.
وأوضح التكس أنه ’’تم الإفراج عن القاضي ليلة أمس في تمام الساعة 12 ليلاً بعد أن تم التفاوض مع أهله على مبلغ قدره سبعين ألف دولاراً، يتم استلامها عند نقطة معينة ظهيرة يوم الاثنين، فضلاً عن تجريده من سيارته وحاجياته الشخصية ومن ثم تم رميه على طريق خان السبل جنوبي إدلب، حيث لجأ لأقرب مركز دفاع مدني وقاموا بمساعدته وإيصاله إلى منزله‘‘.
يشار إلى أن القاضي ’’حميدي‘‘ يعتبر من أبرز الحقوقيين المعارضين لنظام الأسد في الشمال السوري المحرر، ويشغل عدة مواقع في الحراك الشعبي، كما يدير منظمة ’’صلاة‘‘ وهي منظمة حقوقية، ويعمل مدير لمكتب التوثيق في الدفاع المدني السوري، ويشرف على عمليات التوثيق والإحصاء، حيث شغل منصب نائب عام في مدينة اللاذقية قبل انشقاقه في بداية الثورة السورية.
وفي سياق آخر، تم الإفراج اليوم عن المدعو ’’واصل العمر‘‘ من بلدة كفربطيخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد اختطاف دام خمسين يوماً، تعرض خلالها لكافة أنواع التعذيب ومن ثم تم رميه بالقرب من دوار مدينة سلقين غرب مدينة إدلب.
وأوضح ’’بشار العمر‘‘ وهو شقيق ’’واصل‘‘ في حديثه لحرية برس، أنه وصلت مجموعة من الفيديوهات التي تظهر طرق التعذيب التي يتعرض لها شقيقه، من قبل العصابة الخاطفة إضافة لرسائل مفادها أنهم يريدون فدية مالية كبيرة تقدر بـ110 ألف دولار أمريكي، أو سيتم قتله وإرسال مقاطع الفيديو لهم بتاريخ 25 من شهر أيلول الحالي، ما دفع أهله لبيع كافة ممتلكاتهم ودفع المبلغ المطلوب قبل انتهاء المهلة بيوم واحد.
وأشار العمر إلى أنه تم معرفة مجموعة من الأسماء المتورطة في عملية الخطف بمساعدة “فيلق الشام”، مناشداً قادة الفصائل الفاعلة باتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الخاطفين.
وفي تسجيل مصوّر لأحد الخاطفين ويدعى ’’أحمد العكلة‘‘، وذكر أسماء المتورطين في العملية ومنهم: ’’عبدالمنعم علوش، ربيع علوش، باسل علوش، حسين علوش، خالد علوش، وفهد الراكان من قرية سمكة، والأمير عبدالكريم صفوك من كضرة والأمير فضل محمد العبد من الحكيه ومقيم في الحراكي، وصفوك المهدي من كضرة، إضافة إلى معن قنطار من معلاروز، قائد العصابة والذي يتبع لـ’’هيئة تحرير الشام‘‘، موضحاً كيف أقدموا على خطف العمر من قرية داديخ، بالإضافة إلى طرق التعذيب.
وتشهد مدينة إدلب وريفها، انتشاراً كبيراً لعمليات الخطف والتصفية والاغتيال، من قبل خلايا تتبع لنظام الأسد وتنظيم داعش، بهدف خلق حالة من الفوضى المستمرّة، بالإضافة إلى كوّن عمليات الخطف مصدر لجمع المال من خلال الابتزاز والحصول على فدية من ذوي المخطوفين.
ولم تحدد هوية وتبعية المجموعات التي تقف وراء الخطف بشكل دقيق، الأمر الذي ساعد في رواجها بشكل كبير، وأصبحت هاجساً يعكر الحياة اليومية للمحافظة ككل، بينما تشير أصابع الاتهام إلى ’’هيئة تحرير الشام‘‘ بالوقوف وراء معظم هذه العمليات.
وتركزت حوادث الخطف على شخصيات معروفة وذات أثر في الشمال السوري، فيما لم تقتصر على شخصيات محددة بعينها، بل شملت العسكريين والعاملين في القطاع الطبي.
Sorry Comments are closed