النظام ينقض اتفاق شمال حمص حول عودة الطلاب لمقاعد الدراسة

فريق التحرير124 سبتمبر 2018Last Update :
أحد أحياء الرستن “برتة” التي يتوفر بها مدرسة بدائية داخل أحد المنازل وذلك بسبب دمار كامل للمدارس والبنية التحتية من قبل مدفعيات وطائرات قوات النظام – عدسة: علي عز الدين – حرية برس©

محمود أبو المجد – حرية برس:

بقي الكثير من الشباب في ريف حمص الشمالي، بعد أن رفضوا عملية التهجير برعاية روسيا، متأملين بأن الاتفاق بين لجنة المفاوضات والجانب الروسي و الذي تم التوقيع عليه مع بداية شهر أيار/مايو الماضي، يضمن لهم العودة لمقاعد الدراسة والجامعات والمعاهد.

ويقول أحد طلاب المعاهد لحرية برس، -رفض الكشف عن اسمه- إنه ’’بعد الاتفاق والوعود التي قدمت بضمان حقي بالدراسة خاطرت بالبقاء وذلك لأنني أود إكمال الدراسة، ولكن بعد خروج الثوار من ريف حمص الشمالي لم يطبق أي بند من بنود الاتفاق، ومن أهمها بند التعليم‘‘.

وأشار الطالب إلى أنه ’’قمنا بمراجعة معاهدنا وجامعاتنا وتم تقديم الوعود بتسوية وضعنا في أقرب وقت، إلا أنه بدأ العام الدراسي ولم يتم الإيفاء بالوعود، ولا زلنا أنا والكثير من زملائي ننتظر أن يتم تسجيلنا وإعادتنا في الفروع التي كنا ندرس فيها‘‘.

ولفت أيضاً إلى خطورة الوضع إن استمر على حاله بعد أن تم اعتقال عدد من الشباب الذين كان بقاؤهم من أجل الدراسة، والذي يعد مخاطرة بحد ذاتها، حينما تم سوقهم للخدمة الإجبارية، موضحاً أنه ’’بهذا الشكل تم القضاء على المستقبل الدراسي لهؤلاء الشباب كما تم وضعهم في مناطق خطرة على حياتهم ولو كانوا يعلمون مصيرهم لما بقي أحد منهم‘‘، على حد تعبيره.

فيما لم يقتصر الأمر عند هذا الأمر بما يتعلق بملف التعليم، بل أنه حتى الطلاب الصغار الذين كانوا غير مسجلين سابقاً، لم يتم إدخالهم للمدارس لعدم استيفاء أوراقهم الثبوتية، وذلك حجةً من مدراء المدارس بريف حمص الشمالي.

بدورها، تقول ’’أم رهف‘‘ لحرية برس، ’’زوجي معتقل منذ خمسة أعوام، ولدي طفلان أحدهما يبلغ من العمر 7 والآخر 6 سنوات، وكان من المفترض إدخالهم للمدرسة ولكن فوجئت عندما دخلت لغرفة المدير وقال بأنه لا يستطيع ذلك حتى أجلب دفتر العائلة، وكان جوابي له بأنني غير قادرة على استخراجه من دائرة النفوس، حيث يجب علي تثبيت الزواج ومن ثم تسجيل الأولاد ودفع مخالفات‘‘.

وأوضحت أم رهف أن الأمر يكلف ما يقارب 200 ألف ليرة سورية، حسب ما ذكر لها أحد المحامين، وهي غير قادرة على دفعه، ولكن كان جواب المدير “زمان أول تحول”، حسب وصفها.

ولا تزال ’’أم رهف‘‘ محتارةً في أمرها، مستذكرةً ريف حمص الشمالي عندما كان تحت سيطرة الثوار، حين كان التعليم بالمجان دون إبراز ثبوتيات أو أي شيء آخر، فالعذر بعدم وجود أوراق ثبوتية كان يؤخذ بعين الاعتبار، ولكن الغريب في الأمر أن المدرسين هم أنفسهم ولكن تغيرت تصرفاتهم وأطباعهم، حسب قولها.

يشار إلى أن هناك أعداداً كبيرة من الطلاب في ريف حمص الشمالي لا يزال مصيرهم مجهول وهم ينتظرون الموافقة على إعادتهم لمقاعد الدراسة، وذلك بعد سيطرة قوات نظام الأسد على المنطقة في مايو/أيار الفائت باتفاق روسي.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل