نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريراً، تناولت فيه الموقف التركي من الأوضاع في محافظة إدلب شمالي سوريا وخطواتها في “تعزيز مكانتها في المحافظة المتوقع عودتها تحت سيطرة النظام السوري”.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن “تركيا زادت من عدد وحداتها العسكرية في إدلب، حيث توجد بعض قوات المعارضة الموالية لتركيا، وهي خطوة تعد بمثابة رسالة، تسعى من خلالها أنقرة إلى تحذير النظام السوري وحلفائه من الاقتراب من إدلب”.
وأضافت الصحيفة أن العديد من الخبراء “يتنبؤون بمواجهة جديدة بين روسيا وتركيا مشابهة لتلك التي جدّت في العام 2015”.
وبينت الصحيفة أن القمة المنعقدة في طهران الأسبوع الماضي “لم تؤد إلى حل جميع الخلافات بين البلدان الثلاثة، روسيا وتركيا وإيران، حيث صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب زيارته لإيران أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام الهجوم الذي يهدد إدلب”.وأوضحت الصحيفة أن “ارتفاع عدد الوحدات التركية في محافظة إدلب يرتبط برغبة تركيا في تعزيز دفاعاتها حول مراكز المراقبة، وذلك بحسب الخبير الروسي في الشؤون التركية، تيمور أخميتوف”.
وتنقل الصحيفة عن أخميتوف قوله إنه “من الواضح أن تركيا لا ترغب في تنفيذ عملية عسكرية على نطاق واسع ضد الإرهابيين المتمركزين في إدلب. في الوقت نفسه، لا تستطيع أنقرة سحب قواتها من هناك، لاسيما أن هذه الخطوة ستؤثر سلبا على صورتها على الساحة الدولية. لذلك، يتعين على تركيا وروسيا دراسة مخطط العملية المرتقبة في إدلب بعناية”.
وذكرت أن “خطر المواجهة بين روسيا وتركيا، يتفاقم كلما بادرت موسكو وطهران ودمشق باتخاذ إجراءات صارمة تجاه إدلب السورية، وذلك وفقا لما توصل إليه الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف”.
ويقول سيمينوف إن “تركيا قد اتخذت جميع التدابير لمنع هجوم محتمل من طرف قوات النظام وحلفائه. وتعد جميع الإجراءات التي اتخذتها تركيا متوقعة، لاسيما في ظل التهديدات التي تحوم حول مراكز المراقبة التركية الموجودة على طول محيط منطقة خفض التصعيد، وذلك للتصدي لأي هجوم مرتقب من قبل قوات الأسد”.
ويتابع سيمينوف أنه “في محاولة لتجنب المخاطر المحتملة التي قد تطال جنودها، قامت تركيا بتعزيز وحداتها في محافظة إدلب، الأمر الذي سيخلق عقبات إضافية في وجه العمليات الهجومية التي يعتزم النظام السوري تنفيذها. وفي حال استخدمت تركيا القوات الجوية، سيمكنها ذلك من تحقيق الفوز”.
ولا يستبعد سيمينوف “تكرار سيناريو المواجهة بين موسكو وأنقرة سنة 2015، على خلفية إسقاط طائرة روسية من طراز سو 24، من قبل جنود أتراك”، وتشير الصحيفة إلى أن “روسيا لا ترغب في تصعيد الخلافات مع تركيا، الأمر الذي قد يدفعها لكبح جماح دمشق”.
وتقول الصحيفة إن الوضع في إدلب “يثير المخاوف بشأن إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية، وقد حذرت الاستخبارات الأميركية من جهتها من امتلاك النظام السوري للأسلحة المحظورة وفرص استخدامها في محافظة إدلب”.
وتختم بالقول إن “امتلاك الولايات المتحدة لوسائل ضغط سياسية واقتصادية يمكنها استخدامها في حال قام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب السورية، وذلك بحسب ما ذكره أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية”.
عذراً التعليقات مغلقة