شباب المصالحات بين الابتزاز المالي و الالتحاق بمليشيات الأسد

فريق التحرير11 سبتمبر 2018آخر تحديث :
مجندين في ميليشيا “درع القلمون” في ريف حماة الشمالي – أرشيف

وليد أبو همام – حرية برس:

بدأ النظام يكشر عن أنيابه في ريف حماة الجنوبي والذي خضع لسيطرته منذ أيار الماضي نتيجة إتفاقيات كان الشعب هو الخاسر فيها، وبحسب هذه الاتفاقيات فإنه قد فرض على سكان هذه القرى كما سبقها من مناطق إما البقاء تحت حكم الأسد أو التهجير إلى الشمال السوري، ولم يكن الإختيار صعباً لدى البعض وخاصة من يدرك مدى غدر النظام  وعدم التزامه بأي إتفاق أو قانون، فقررت هذه الفئة من الناس ترك كل شيء إلا كرامتهم، أما الفئة الثانية فكان حالها صعباً وخاصة فيما يتعلق باتخاذ القرار، حيث وجد فيهم عرابو المصالحات بيئة خصبة لبث سمومهم و يبدو أن الغالبية منهم قد وجد في كلام هؤلاء ملاذاً لحيرتهم القاتلة.

كانت فترة الستة أشهر التي وضعت في الاتفاق والتي تنص على ضمان تسوية وضع المطلوبين والعسكريين خلالها هي أهم بند اعتمدوا عليه في البقاء كحجة أولية، وبحسب قول الكثيرين منهم فإنهم خلال هذه الفترة يستطيعون تدبر أمورهم و ما إن مرت الثلاثة أشهر الأولى حتى اندفع الكثير ممن بقي إلى الإلتحاق بصفوف مليشيات النظام كالفيلق الخامس، وذلك كوسيلة حماية لهم من المحاسبة أو الإنتقام من قبل النظام على بقائهم في المناطق المحررة أو الإنضمام إلى صفوف المعارضة.

إلا أن قلة منهم و بعد تسوية وضعه بقي ملتزماً بيته أو قريته، وذلك بعد وضع نقاط لقوات النظام بين القرى فأصبح تحركهم صعباً و خاصة المنشقين إلا أن ذلك لم يبعدهم عن يد النظام و عملائه و رغم وجود إتفاق بعدم دخول النظام إلى هذه القرى لكن ذلك لم يدم طويلاً، حيث بدأ عناصر من الأمن العسكري بالدخول إلى هذه القرى للسؤال عن المنشقين أو المتخلفين عن الخدمة مما سبب رعباً لهم.

يقول أحد المتخلفين عن الخدمة بأنه أصبح غير قادر على مغادرة قريته خوفاً من حواجز النظام على أطراف القرية، لكن ذلك لم ينجيه حيث أصبح أحد عناصر الأمن العسكري يأتي إلى القرية كل عشرة أيام و يسأل عن بعض الأشخاص من أقربائه الذين ذهبوا إلى الشمال السوري، موضحاً أنه “عرضت عليه مبلغ من المال ثمناً لسكوته عني إلا أن الأمر بدأ يتكرر عدة مرات، وفي كل مرة يأتي فيها يسألني عن شخص أو يذكرني بتخلفي عن الخدمة فأضطر إلى دفع مبلغ آخر”.

شخص آخر من المطلوبين للاحتياط يقول لحرية برس: إن “عنصر من الأمن العسكري جاء إلى مكان عملي وقال لي بأني مطلوب للاحتياط، فأردت أن أعطيه بعض الأغراض لكنه رفض و قال إنه يأخذ المال فقط ، وفي المرة الثانية سألني عن إخوتي فقلت أنهم في لبنان لكنه كان يعرف أنهم في الشمال فأصبح في كل مرة يمر فيها يأخذ المال دون أن أفكر بمعارضته”.

لم يكن المال شفيعاً دوماً فهناك أشخاص تم اعتقالهم سواء من بيوتهم أو في حال ذهابهم إلى منطقة أخرى، والتهم كانت إيواء إرهابيين أو المشاركة في المعارك وحصل ذلك مع أشخاص من قرى ريف حماة الجنوبي الشرقي.

لم يكن يتوقع شباب المصالحات أن يكون حالهم هكذا و خاصة في الأشهر الستة من إعتقال أو ذهاب للخدمة، و كان في اعتقادهم أنهم يستطيعون التحرك بحرية تامة حتى إذا شعروا بخطر يذهبون إلى لبنان أو إلى الشمال السوري، ولكنهم أدركوا بعد فوات الأوان أنه أصبح من الصعب عليهم الخروج من قراهم وحتى من بيوتهم ليكونوا بذلك وقوداً يشعله النظام متى أراد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل