’’متلازمة دوان‘‘.. حكاية أمل في مدرسة الأتارب بحلب

فريق التحرير13 سبتمبر 2018آخر تحديث :
أحد العاملين في مدرسة بسمة الأمل يدرب الأطفال على اللعب وطرق السير – عدسة: عمران الدوماني – حرية برس©

عمران الدوماني – حرية برس:

تعد مدرسة “بسمة أمل” هي الأولى من نوعها وذلك لاختصاصها برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، لتشمل رعاية كافة الحالات في ريف حلب الغربي والمهجرين من كافة المدن السورية.

وتضم المدرسة قرابة 30 طالباً وطالبة من المصابين بضمور الدماغ، ومتلازمة ’’داون‘‘، ومبتوري الأطراف، لتعليمهم أساليب القراءة والكتابة، وإخراجهم من أجواء العزلة والإنفراد في منازلهم والتعايش مع بعضهم ومع باقي أفراد المجتمع.

وقال مدير المدرسة “محمد عيسى” لحرية برس، ’’هؤلاء الأطفال الذين هم من مدينة الأتارب ومن مهجرين باقي المدن السورية يلتحقون بشكل يومي للذهاب إلى المركز ونحن بدورنا نقدم لهم عدة أنشطة في الدعم النفسي والدعم الاجتماعي‘‘.

وأضاف ’’عيسى‘‘ في حديثه، ’’الطرق التي نتبّعها في المركز هي التعلم باللعب وأنشطة تعلّمهم بعض المناذج في الحياة، فيما تحولت النظرة إليهم من نظرة سلبية إلى إيجابية، حيث أن الكثير منهم فقد أحد أطرافه أثناء القصف على مدينة الأتارب ومنهم لم يستطع الالتحاق بالمدرسة خوفاً من أقرانه وخوفاً من نظر المجتمع إليه بصورة سلبية‘‘.

وأشار مدير المدرسة إلى أنه ’’نحاول في هذا المركز أن نقدم لهم هذا الدعم، وأن نعطيهم شيء يفيدهم في المستقبل بحيث يكون لديهم القدرة على الاستمرار في الحياة مع أقرانهم‘‘.

وذكر “عيسى” بقوله: ’’في بداية تشكيل المدرسة لم نكن نتخيل كمية استيعاب هؤلاء الأطفال وقدرتهم على القراءة والكتابة، فبعضهم قد تغير بشكل كبير للأفضل، وتعلم آخرين للكتابة، الأمر الذي جعلنا نتخذ أمر تأهيلهم للدخول إلى المدارس النظامية‘‘.

من جهة آخرى، قالت والدة أحد الأطفال المتواجدين في المركز “حنان أحمد” لحرية برس، إن ’’ابنتي نسرين كانت تعاني من الوحدة بسبب خسارة أحد أطرافها بقصف للنظام على مدينة الأتارب في وقت سابق، ومع افتتاح المدرسة أرسلتها للتعلم بعد معاناة شديدة بإقناعها، ولاحظت التغيرات النفسية التي طرأت عليها، حيث بدأت تتقبل فكرة الجلوس مع الآخرين والحديث معهم، وبدأت تعلم القراءة والكتابة، وهذا ما أدى إلى اكتسابها القدرة على التعايش مع الآخرين‘‘.

يشار إلى أن بعض الأشخاص واحتراماً لإنسانية هؤلاء المصابين بمتلازمة ’’داون‘‘، يفضلون إطلاق لفظ “أبرياء” عليهم، احتراماً لإنسانيتهم أولاً، وللتأكيد على أنهم أشخاص كاملون، لا يعانون من أي نقص، وبإمكانهم الحياة بشكل طبيعي، في حال توفر لهم الدعم والتدريب اللازم.

أطفال مصابين بمتلازمة ’’داون‘‘ في مدرسة بسمة الأمل بمدينة الأتارب – عدسة: عمران الدوماني – حرية برس©
أطفال يقومون بتكشيل الأجسام في مدرسة بسمة الأمل بمدينة الأتارب – عدسة: عمران الدوماني – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل