’’اللشمانيا‘‘ تجتاح جنوب حلب وسط غياب للمنظمات الإنسانية

فريق التحرير124 أغسطس 2018آخر تحديث :
طفل مصاب بمرض اللشمانيا في مدينة أرمناز بإدلب – أرشيف

عائشة صبري – حرية برس:

يجتاح وباء ’’اللشمانيا‘‘ أو بما يُعرف بـ(حبّة السنة أو حبّة حلب)، مناطق ريف حلب الجنوبي، ويلتهم أجساد مئات الأشخاص غالبيتهم من الأطفال، وسط انعدام الأدوية لعلاج المرضى بسبب عدم توفرها من قبل المنظّمات الإنسانية المعنية في الشمال السوري المحرّر رغم أنّ المنطقة تعد الأكثر اجتياحاً لهذا المرض.

وقال ’’فيصل الشيخ‘‘ المدير الإداري لمركز بلدة خان طومان الصحّي لحرية برس، ’’يوجد في مركز خان طومان أكثر من 150 حالة مصابة بمرض اللشمانيا و100 حالة في بلدة الزربة عدا المراكز الأخرى‘‘، موضحاً أنَّ سبب انتشار الوباء هو “مياه النهر الملوثة ومياه الصرف الصحي المكشوفة”.

وأضاف ’’الشيخ‘‘ أنَّ الحالات المرضية ازدادت بسب توقف منظّمة “المونيتور” عن تقديم الدعم والعلاج، وحالياً عاد دعم المنظمة، ولكن إلى ريف حلب الغربي فقط، وعندما تواصلت من المعنيين بالأمر أجابوني: بأنَّ “الإمكانية قليلة والريف الجنوبي ليس له حصة من الأدوية حالياً”.

وأوضح الشيخ ’’كذلك تواصلت مع المدير الطبّي في تركيا وقال لي: لا توجد أيّة مساعدة حالياً، وإن كان هناك مساعدة فلن تكون قبل أقل من مدة شهرين‘‘، متسائلاً: “إلى متى هذا التجاهل وهل هو مقصود ؟!! (…)”.

من جانبه أفاد ’’عبد الهادي عبود‘‘ ناشط من ريف حلب الجنوبي لحرية برس، بأنَّ ريف حلب الجنوبي ومنطقة خان العسل، هما من أخطر المناطق في انتشار اللشمانيا وهذا الأمر معروف لجميع الأهالي والمراكز الطبية، متسائلاً ’’إلى متى هذا التجاهل لمناطق الريف الجنوبي رغم أنّها الأشد خطراً وأكثر المتضررين من هذا الوباء فيما يتم تزويد ريف حلب الغربي بأدوية المضاد الحيوي مع العلم نسبة الإصابة مقارنة بالريف الجنوبي تعتبر لا شيء‘‘، حسب قوله.

ويُعتبر مرض “اللشمانيا” طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية، ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً، ويأتي انتشارها من جديد مع قدوم فصل الصيف، فضلاً عن اتخاذها من ركام المنازل ومستنقعات مياه الصرف الصحّي ومكبّات القمامة بيئة حاضنة لها، وتنقل المرض عن طريق مصّه من دم المصاب إلى شخص آخر.

وكثرت الإصابات في غالبية القرى والمدن كمدينة أرمناز شمال إدلب التي تعرّض فيها أكثر من 250 طفل لهذا المرض، ويُشار إلى أنَّ المرض لا يحمل أثاراً جانبية، باستثناء أنّه يترك ندبات على المكان المصاب إذا لم يتم علاجه.

وتحاول المراكز الصحية والطبية العاملة في مدن وبلدات الشمال السوري على تكثيف حملات رش المبيدات الحشرية التي تنقل هذه الأمراض وإطلاق عيادات نقالة تجوب المناطق والمخيمات التي لايوجد فيها مراكز للعلاج، ولكن ضعف الإمكانيات والدعم المقدّم من قبل المنظّمات الطبيّة والهيئات الداعمة يحول دون ذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل