أفادت بيانات مالية لـ”كريدي سويس” أحد أكبر بنوك سويسرا، بأنه جمد حوالى خمسة بلايين فرنك سويسري (خمسة مليارات دولار) من الأموال المرتبطة بروسيا، لتفادي الوقوع تحت طائلة عقوبات أميركية ما يزيد الضغوط على موسكو.
وتسلط الخطوة الضوء على المخاوف المنتشرة على نطاق واسع بين البنوك من أعمال انتقامية من جانب واشنطن، إذا تعاملت مع أفراد أو كيانات روسية مستهدفة، وامتلك “كريدي سويس” طائرة تنازل عنها رجل الأعمال الروسي “أوليج ديريباسكا”، وسبق أن أقرض المال إلى ثري روسي آخر هو “فيكتور فيكسيلبرغ” قبل فرض العقوبات.
وقالت متحدثة باسم البنك أن “كريدي سويس يتعاونمع الجهات التنظيمية الدولية في أي مكان يعمل به للتحقق من الالتزام العقوبات، بما في ذلك التزامه العقوبات المتعلقة بروسيا”، ولم تكشف الناطقة عن أسماء أصحاب الأموال المجمدة.
وأُعلن وزير الخزانة الأمريكي “ستيفن منوتشين”، في أبريل/نيسان الماضي، أحدث جولة عقوبات ضد روسيا بهدف معاقبتها على ضم شبه جزيرة القرم ودورها في الوقوف إلى جانب نظام الأسد في سوريا إلى جانب “محاولة تخريب الأنظمة الديمقراطية في الغرب”، في إشارة إلى اتهامات واشنطن لموسكو بمحاولة التدخل بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.
كما شملت العقوبات الأمريكية 38 شخصية طبيعية ومعنوية روسية، بينها شركة “روس أوبورون إكسبورت”، التي تدير 85% من صادرات الأسلحة الروسية، بدعوى انتهاكها لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ومن شأن خطوة “كريدي سويس” أن تسلط الضوء على المخاوف المنتشرة على نطاق واسع بين البنوك من أعمال انتقامية من جانب واشنطن إذا تعاملت مع أفراد أو كيانات روسية مستهدفة.
وتعد سويسرا إحدى أهم الوجهات للأموال المغادرة من روسيا؛ نظرا لسمعتها لدى الأثرياء الروس على صعيد السرية المصرفية والاستقرار السياسي ومنتجعات التزلج على الجليد.
وأظهرت بيانات البنك المركزي الروسي أن نحو 6.2 مليار دولار، أو 14% من إجمالي الأموال الخارجة من روسيا، اتجهت إلى سويسرا في عام 2017، وهو ما يعادل حوالي ثلاثة أمثال الأموال التي اتجهت إلى الولايات المتحدة.
عذراً التعليقات مغلقة