علي عز الدين – حرية برس:
احتلت قوات نظام الأسد والمليشيا المساندة لها قرى وبلدات شمال حمص في مايو/آيار الفائت، في ظل الضغط الذي تعرضت له فصائل المعارضة والمؤسسات الثورية.
وتعرض من لم يقبل بالتسوية مع نظام الأسد إلى التهجير القسري من قبل ’’الضامن‘‘ الروسي الذي تم اتفاق شمال حمص برعايته، وبات الأهالي الباقون في حيرة من أمرهم ليس عيدهم وليس حالهم كما سبق.
وتقول ’’أم عبدالرحمن‘‘ وهي مسنة من مدينة الرستن لحرية برس، ’’خرج أبنائي الثلاثة في قوافل التهجير مع عائلاتهم إلى الشمال السوري، حيث أنهم لم يأمنوا على أنفسهم من غدر قوات النظام الذين سبق وأن قتلوا أخوهم وأعتقل الأخر‘‘.
وأضافت ’’كنت أقوم سابقاً في حضورهم حولي وبالقرب مني، بصناعة حلويات العيد، بالأضافة إلى المأكولات التي يحبونها والتي هي من عاداتنا و تقاليدنا في أيام العيد نقوم بطهيها مثل “الكبة الحمصية” ، أما الآن فإني أفقدهم كلهم وبات منزلي خاوي وكأنه بيت مهجور‘‘.
وأوضحت أن ’’حركة الأسواق التي لاحظناها أمس، كانت من الاغلبية الذين أتو من حمص وحماة و كانوا مقيمين خارج ريف حمص ودخلوا إليه بعد أن هجر النظام من رفض التسوية، وغالبيتهم من عائلات الموالين (الشبيحة) وموظفين لدى نظام الأسد، حتى أنه من يقوم بصناعة حلويات العيد هم أغلبية عائلات ضباط النظام وجماعات التسوية‘‘.
من جانبه يقول ’’أبو حسن‘‘ لحرية برس، ’’لدي أربعة أطفال أكبرهم في سن الحادية عشر وأصغرهم في سن السابعة، لم أتمكن من الخروج من الريف وذلك لما زينّه بأعيننا جماعات التسوية وبعض الفصائل التي بقيت هنا، فرغبت بالبقاء كوني أرعى والديّ المسنين، ولكن حتى اللحظة لم أتمكن من العمل خوفاً من الإعتقال أو سحبي مجبراً إلى الخدمة الاحتياطية في صفوف النظام‘‘.
وأكد أن الأهالي في شمال حمص لم يشعروا هذا العيد بشيئ من البهجة، وإنما هم محتفلون بشعائر الله ليس أكثر، على عكس الأعياد الماضية من زيارة الأقارب ومراعاة الناس ظروف بعضها البعض، حيث باتت منطقة ريف حمص الشمالي تعج بالمظاهر اللاخلاقية التي كانت نادرا نا تُرى في وقت سابق.
ولفت إلى أنه ’’كنا في حال وجود شهيد في أحد الاحياء او الأزقة لا يتم صناعة الحلويات والمأكولات التي تعتبر من العادات و التقاليد وإنما نراعي شعور ذوي الشهيد واحتراماً له، أما اليوم فقد نرى أن من هم موظفون أو شبيحة أو ضباط في صفوق الأسد يتفاخرون بما يصنعون وحتى أن الرحمة والشفقة لا تأخذهم بحال الفقراء‘‘.
يشار إلى أن مهجري شمال حمص في مناطق الشمال السوري يعانون أيضاً من ظروف إنسانية ومعيشية قاسية في ظل تجاهل معظم المنظمات لقاطني المخيمات، مما تسبب بحالة من الفقر وخاصةً في هذه الأيام التي قد يفرض على الأهالي مرتبات أو مصاريف أكبر بكثير من طاقتهم.
Sorry Comments are closed