في خطوة يائسة.. بوتين يستجدي أموال أوروبا وإعادة السوريين

فريق التحرير19 أغسطس 2018آخر تحديث :
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر ميسيبرغ قرب برلين في 18 آب/أغسطس 2018 – أ ف ب

ياسر محمد – حرية برس

بعد فشل مطبخه السياسي في تمرير السيناريو، عمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قيادة حملة إعادة اللاجئين السوريين بنفسه، مستثمراً ضيق وتبرّم بعض الدول الأوربية بهم، ومعتمداً على أحزاب اليمين في دعم مشروعه المحكوم بالفشل قبل إطلاقه، لسبب رفضه من قبل الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة ومعظم الدول الفاعلة في الملف السوري، التي رفضت أيضاً خطته ودعوته إلى المساهمة في تمويل إعادة الإعمار في ظل نظام الأسد قبل تطبيق انتقال سياسي حقيقي في البلاد، وهو الموقف الذي أكدته واشنطن أمس الأول على لسان وزير حارجيتها مايك بومبيو.

ومن ألمانيا، أكثر الدول الأوربية استقبالاً للاجئين السوريين، دعا بوتين، أمس السبت، الدول الأوروبية للمساهمة مالياً في إعادة إعمار سوريا من أجل تمكين ملايين اللاجئين من العودة إلى بلدهم.

وقال بوتين خلال لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: “نحن بحاجة لتوسيع جهود الإغاثة الإنسانية في الصراع السوري. وأعني بذلك المساعدات الإنسانية بالدرجة الأولى للسوريين، وتوفير الدعم المناطق ليتمكن اللاجئون المقيمون في الخارج من العودة إليها”.

وأضاف بوتين فيما بدا إتجاراً بأرواح مئات الآلاف من اللاجئين، إنه من المحتمل أن يكون اللاجئون “عبئاً كبيراً على أوروبا. لذا علينا القيام بشيء ما لإعادة هؤلاء الناس إلى ديارهم”.

وفشلت لقاءات أجراها وزير خارجية بوتين، سيرغي لافروف وفريقه السياسي، في لبنان والأردن وتركيا، ودول أوربية، خلال الأسابيع الماضية، في إحراز أي تقدم على مسار فرض العودة على اللاجئين، أو إقناع الأمم المتحدة بتبني الملف، وتداولت وسائل إعلام وناشطون منذ يومين، مقطعاً مصوراً يظهر فيه محافظ النظام في درعا وهو ينتظر “العائدين إلى حضن الوطن” بعد الإعلان عن فتح معبر نصيب مع الأردن، إلا أن أحداً لم يعد أو يعبر، وسط دهشة واستغراب المحافظ الذي قال إنه لا يعرف الأسباب!..

جدير بالذكر أن روسيا أطلقت خلال شهر تموز الماضي، مشروعاً يقضي بإعادة ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار وأوروبا، وقاد وزير خارجيتها سيرغي لافروف حراكاً سياسياً مكثفاً لتحقيق هذه الغاية، إلا أن جهوده منيت بالفشل حتى في الدول التي تعلن رغبتها في إعادة السوريين، مثل لبنان، إذ أن الظروف لا تبدو مهيئة بالمطلق للحديث عن أي عودة في ظل غياب الضمانات الأمنية والاقتصادية، وكذلك سلوك نظام الأسد الذي ينتهج الوحشية في التعامل مع معارضيه في مناطق “المصالحات”، وتسريب لائحة بثلاثة ملايين مطلوب من اللاجئين، وكذلك تسريب حديث لأبرز ذراع أمني للأسد، اللواء جميل الحسن، قال فيه إن كل من هاجم النظام أو حتى التزم الصمت ستتم محاسبته، ما أعاد إلى الأذهان حديث الضابط البارز المقتول، عصام زهر الدين، عندما توعّد اللاجئين علناً ونصحهم بعدم العودة ونسيان بلدهم!.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل