ياسر محمد – حرية برس
في تطور لافت في الموقف الأمريكي من سوريا، اتخذت واشنطن، أمس الجمعة، عدة قرارات تؤكد بقاءها في سوريا، وتنسف الخطة الروسية الرامية لاستجلاب أموال لإعادة الإعمار في ظل نظام الأسد، حيث أكدت الولايات المتحدة أنه لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار قبل إنجاز الانتقال السياسي وفق مقررات جنيف، كما عينت مستشاراً لوزير الخارجية خاصاً بالملف السوري، مؤكدة بقاء قواتها في سوريا حتى إتمام القضاء على تنظيم “الدولة” (داعش).
وفي تطور لافت آخر، دخلت قوات تركية قتالية لتنتشر في نقاط المراقبة التركية بإدلب ومحيطها عوضاً عن قوات المراقبة، وقال مراقبون ومحللون إن القوات الجديدة مجهزة للقيام بعمليات عسكرية، ما يشي بتطور جديد في الموقف التركي.
وفي التفاصيل، عينت الولايات المتحدة سفيرها السابق لدى العراق “جيم جيفري” في منصب جديد هو مستشار وزير الخارجية مايك بومبيو لشؤون سوريا. وسيشرف جيفري على محادثات الانتقال السياسي في سوريا بما في ذلك مستقبل رأس النظام بشار الأسد.
وفيما أعلنت الخارجية الأمريكية عن تحويل 230 مليون دولار كانت مخصصة لسوريا، إلى أغراض أخرى غير سوريا، قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي “ديفيد ساترفيلد” إنه لن يكون هناك تمويل دولي لإعادة إعمار سوريا إلى أن تبدأ عملية سياسية “ذات مصداقية ولا رجعة فيها” لإنهاء الصراع السوري، وهو ما أكده أمس الأول وزير الخارجية بومبيو خلال لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي مستورا.
وأضاف “ساترفيلد” في مؤتمر عبر الهاتف “لن يكون هناك مساعدات لسوريا باتفاق دولي إلا إذا أكدت الأمم المتحدة- ليس موسكو وليس واشنطن ولا أي عاصمة أخرى- أن عملية سياسية ذات مصداقية ولا رجعة فيها بدأت”. في إشارة واضحة إلى الانتقال السياسي الذي أقره مؤتمر جنيف.
وفي ضربة أخرى للخطط الروسية والإيرانية التي تقوم على إقصاء واشنطن من سوريا والتفرد بها، قال مبعوث الرئيس الأمريكي لمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، بريك ماكجورك: “نحن باقون في سوريا.. والتركيز سيكون على استمرار قتال داعش”.
وفي سياق آخر، أرسلت تركيا، أمس الجمعة، قافلة تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداتها المنتشرة على الحدود مع سوريا.
وأفادت مصادر عسكرية تركية بأن قافلة التعزيزات تضم شاحنات عسكرية وصلت إلى ولاية هاطاي، جنوبي تركيا، من مختلف الوحدات العسكرية في البلاد.
وأوضحت أن الشاحنات محملة بدبابات من طراز (M60T)، التي جرى تحديثها من قبل “أسلسان” وهي شركة أسلحة دفاعية تركية.
وفي تأكيد وتفصيل للخبر، قال المحلل العسكري العميد المنشق أحمد رحال “قوة عسكرية تركية بقوام 2 كتيبة مدرعة لدبابات تركية متطورة من نوع M60T تتجمع الآن في (….) وستتحرك باتجاه تل العيس ومورك، وتتبع للجيش الثاني التركي.. المهمة: استبدال قوات نقاط المراقبة التركية بقوات قتالية، وسيشمل التبديل 12 نقطة مراقبة تركية بالداخل السوري”.
وربط محللون التعزيزات التركية القتالية بتصريحات ضباط أتراك في نقاط المراقبة التركية قبل أيام، عندما طلبوا من السكان المحليين في جنوبي إدلب وشمال حماة وريف حلب الجنوبي عدم النزوح من مناطقهم، متعهدين بحمايتهم والرد على قصف النظام في حال استمر على المنطقة التي تُعتبر الحصن الأخير للمعارضة ولنحو ثلاثة ملايين مدني لن تجد تركيا بديلاً عن حمايتهم في مناطقهم، وإلا فستواجه أكبر موجة نزوح خلال الثورة السورية المستمرة منذ سبع سنوات.
فيما رأى آخرون أن التعزيزات التركية ربما ترتبط بحملة متوقعة على “هيئة تحرير الشام” التي رفضت حلّ نفسها، بعدما تعهدت تركيا لروسيا بإنهاء وجود الهيئة في إدلب أو تحييدها لتجنيب المنطقة معركة كبرى يشنها النظام وحليفه الروسي بذريعة مكافحة “الإرهاب”.
Sorry Comments are closed