ياسر محمد – حرية برس
قالت وسائل إعلام روسية وأخرى تابعة لنظام الأسد إن النظام عدل عن فتح معبر “أبو الظهور” بريف إدلب الشرقي الذي كان مقرراً فتحه اليوم الخميس، ولمدة يوم واحد، لعبور من يشاء من المدنيين إلى مناطق سيطرة النظام حصراً وباتجاه واحد فقط.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر ميداني، مساء أمس الأربعاء، القول: “بعد يوم واحد من إعلان مصدر عسكري سوري عن فتح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي غداً الخميس أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين في إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية، صدر اليوم الأربعاء قرار بإلغاء افتتاح المعبر”.
وجاء قرار إلغاء فتح المعبر بعد تطمينات تركية للأهالي بضمان أمن المنطقة والرد على قصف النظام لريف إدلب الجنوبي إن بقي مستمراً، وذلك خلال اجتماع ضباط نقطة المراقبة التركية في مورك بريف حماة الشمالي مع وجهاء المنطقة، وقال “ضيف الله المر”، الذي حضر الاجتماع، وهو رئيس المجلس المحلي لبلدة “أم جلال” وما حولها جنوب إدلب، لحرّية برس: “إنّ المسؤولين الأتراك طمأنوا الأهالي خلال اجتماعهم مع وجهاء ريف إدلب الجنوبي الشرقي اليوم في نقطة مورك بحضور الفعاليات المدنية، وقالوا: إنّه لا يوجد أيّ تقدّم عسكري على الأرض لقوّات النظام، وأنّ الحشودات والضغوط الإعلامية تندرج ضمن الحرب النفسية على المناطق المحررة، وبالنسبة لقصف النظام، وعد الأتراك بأنّه إذا استمرّ القصف بعد يومين من الآن، سيتم الردّ على مصادر النيران من قبل الأتراك”.
وبعد اضطرار روسيا والنظام للعزوف عن فتح معبر أبو الظهور، وبالتالي فشل خطة استقدام بعض الأهالي إلى مناطق سيطرة النظام، شن الإعلام الروسي وإعلام النظام حملة على تركيا متهمينها بحماية “التنظيمات الإرهابية”، وقال مصدر ميداني تابع للنظام لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن “قرار إلغاء افتتاح المعبر جاء بعد ورود معلومات تشير إلى إعطاء الضوء الأخضر لتنظيمي (النصرة) و(داعش) لاستهداف المعبر بعمليات انتحارية ما يصعد خطر افتتاحه بشكل كبير على الأهالي المدنيين والمؤسسات الإنسانية التي ستكون باستقبالهم”، مؤكدا في الوقت نفسه أن تعهد الضباط الأتراك بحماية “النصرة” و”داعش” يختزن إشارات واضحة إلى ضرورة قيامهما بكل ما يتطلب لمنع وصول المدنيين إلى المعبر بما في ذلك القتل والتفجيرات كما حدث في عدة حالات مشابهة في السابق، وفق “سبوتنيك”.
وكانت صحف موالية للنظام، وأخرى عربية تزعم الحيادية، قالت أمس إن فتح معبر “أبو الظهور” مؤشر على قرب حسم معركة إدلب لصالح النظام وحلفائه، لتعود وتصب جام غضبها على تركيا اليوم بعد اضطرار النظام للعدول عن فتح المعبر، مع ترجيحات بأن معركة إدلب ستكون جزئية تستهدف التنظيمات المتشددة وفتح الطرق الدولية من جهة، وإبعاد شبح إيران عن المحافظة من جهة أخرى، وهو ما أكده العقيد فاتح حسون، القائد العام لحركة تحرير الوطن، الذي قال في تصريحات صحفية: “نقطة التلاقي بين مواقف روسيا وتركيا هي إبعاد القوى المصنّفة دولياً في لائحة الإرهاب”، موضحاً أن “روسيا تريد تسليم إدلب إلى النظام من دون وجود لإيران وميليشياتها في المنطقة، كما تريد تركيا إدلب محررة من دون قوى إرهابية، فالطرفان يلتقيان في إبعاد إيران والتنظيمات الإرهابية”.
عذراً التعليقات مغلقة