هادي العبدالله لـ”حرية برس”: إدلب قد تكون منطلقاً لتحرير المناطق السورية المحتلة

فريق التحرير18 أغسطس 2018آخر تحديث :

من القصير إلى القلمون ومن ثم الشمال المحرر، دأب على إيصال صوت الثورة السورية منذ انطلاقتها ليكون أحد وجوهها المشرقة، لم تثنه الإصابات والمخاطر وفقدان أعز أصدقائه عن أداء واجبه أينما حطّ رحاله.

“حرية برس” استضاف هادي العبدالله في حديث خاص حول التطورات الراهنة على الأصعدة الميدانية والسياسية والشعبية في سوريا، وأجرى معه الحوار التالي:

* نتفق على أن الثورة بحاجة دائمة لمراجعة ونقد ذاتي، برأيك ما أبرز الأخطاء التي ارتكبها الثوار والتي أودت إلى الخسائر المتعاقبة الأخيرة، وكيف ترى الحل؟

** يوجد الكثير من الأخطاء التي مرّت بها الثورة السورية وأصعب من أن تُحصى ببند أو اثنين، لا سيما أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها الشعب السوري بثورة شعبية، كما أن الوضع في سوريا مختلف عن بقية الدول، ومساندة الدول العظمى لنظام الأسد، ولعل من أهم الأخطاء وأبرزها: التشتت وعدم التوحد دون وجود أي قيادة موحدة عسكرية أو سياسية أو حتى إعلامية، وما زالت الثورة السورية واقعة بهذا الخطأ حتى هذا اليوم، الأمر الثاني هو التبعية للخارج، مقارنةً بعامي 2012 و2013 عندما كان القرار سورياً فقط، وما أدى لوصولنا إلى هذه المرحلة خلال الآونة الأخيرة من اتباع الخارج أسفر عن خسارة كبيرة بحق الشعب والثورة، إضافة إلى أن الوثوق بقيادات الفصائل كان من أحد الأخطاء لا سيما أن السوريين قد وثقوا بهم لأنه لم يكن هناك حلّ آخر يلجأون إليه.

* دعاية كبيرة تمارسها وسائل إعلام الأسد بالتزامن مع نشاط ملحوظ لمروجي المصالحات أو “الضفادع”، كيف ينبغي التصدي لهؤلاء؟

** التصدي لهم يكمن عبر عدة طرق منها: أن يتمسك السوريون بمبادئ الثورة السورية التي ضحينا من أجلها وفي سبيلها الكثير، ثانياً عبر حملات توعية للحاضنة الشعبية تحث على التمسك بالمبادئ الثورية وتوضح خطورة المصالحة مع نظام الأسد وغدره هو وحليفه الروسي الذين يروجون لجنّة زائفة من خلال العودة لحضن الأسد، حيث نلاحظ أنه في عدة مناطق قد تهجر منها الثوار والمدنيين هناك يومياً حالات اعتقال من قبل الروس وقوات الأسد منها بريف حمص والغوطة الشرقية ومناطق درعا، ويجب أن يكون هناك ضغط على الفصائل بأن لا يقوموا بأي مصالحة مع نظام الأسد، إضافة إلى التعامل بحزم مع مروجي المصالحات في الشمال السوري، وهو ما بدأت به الفصائل مؤخراً.

* إدلب اليوم على المحك بعد خسارة الغوطة والجنوب وشمالي حمص، كيف ترى مصير المحافظة وكيف تستطيع فصائل المعارضة اليوم أخذ زمام المبادرة وإنقاذ إدلب؟

** جميعنا يعلم أن إدلب تحوّلت إلى دولة سورية مصغرة يقطن بها معظم السوريين من كافة المناطق المهجرة من قبل نظام الأسد، وهي الملجأ الأخير لهم بعد رفضهم المصالحة مع النظام، فإن مدينة إدلب يختلف مصيرها عن باقي المناطق كوّن أنه يوجد بها نقاط مراقبة بمحيط المناطق المحررة في الشمال السوري للحماية، ولا نتوقع أن تتخلى تركيا عن المحافظة وريفها، لأن ذلك سينعكس سلباً عليها، وسيكون هناك مئات الآلاف من النازحين على الحدود التركية، وليس من السهل أن تتخلى عنها بهذه الظروف، فالجميع بإدلب يعلمون أنها النقطة أو المعقل الأخير للثورة السورية اليوم، ففي حال شنّ النظام حرباً على إدلب فسوف يكون هناك ردّ قوي دفاعاً عنها ويمكن أن تكون انطلاقة لاستعادة المناطق المحتلة من قبل النظام وحلفائه، كما أن هناك جهود قد بدأت مؤخراً لتشكيل قوة موحدة في إدلب لمواجهة النظام مكونة من عدة فصائل كبيرة، عدا عن ’’هيئة تحرير الشام‘‘ وفصائل أخرى.

* مع فشل مؤسسات المعارضة في تمثيل تطلعات الشعب السوري، ألا ترى أنه من الضروري السعي لإيجاد جسم بديل، أو على الأقل نزع الشرعية عن الممثلين الحاليين، هل لديك تصور حول كيفية استعادة القرار السياسي للثورة؟

** استعادة القرار السياسي أو العسكري في ظل الظروف الحالية هو أقرب للمستحيل، فمعظم القادة العسكريين أو السياسين أصبحوا مرتهنين للخارج واستعادة القرار السياسي يحتاج لتوعية، وذلك عن طريق قيام الأهالي بمبادرة شعبية لإعادة الروح للثورة السورية، والأمل إلى نفوس المدنيين، ومن ثم بعدها نزع الشرعية عن الممثلين الحاليين، لا سيما أنه ليس لديهم أي شرعية ولا يعترف بهم أي أحد، كما أن استعادة القرار السياسي صعب جداً وليس سهلاً.

* ما هي أصعب اللحظات التي مرّ بها هادي؟

** اللحظات السيئة كثيرة جداً منذ سبعة أعوام حتى هذا اليوم، من تهديد، استهداف، قصف، ومحاولات اغتيال، ومن أصعبها كانت عام 2016 في حلب عندما استشهد خالد العيسى، إضافة إلى فقدان الناس الذين نحبهم، والأصعب هو محاولة تخطي حالات الحزن.

* رسالة من هادي إلى السوريين وإلى قادة الفصائل والمعارضة

** لا شك أن الظروف التي يعيشيها السوريون اليوم مرّة وصعبة ومعظمهم يعانون من كافة أنواع الضغوط، ولكن لا يوجد حل آخر غير المقاومة بوجه نظام الأسد، لا سيما أن طبع النظام لم يتغير، التمسك بالأرض لمّن موجود بالداخل والتمسك بالقضية للكل من يتواجد بالخارج، رغم الانتكاسات والخيانات التي نتعرض لها، سنبقى متمسكين بمبادئ الثورة وشهدائها ومعتقليها، ونوجه لقادة الفصائل رسالة بأن يتوحدوا ويشكلوا جسماً موحداً وقيادة موحدة مختلفة عما رأيناه سابقاً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل