طبول الحرب هدأت في الجنوب.. فهل تقرع في إدلب ؟

فريق التحرير127 يوليو 2018آخر تحديث :
إدلب المحافظة الثانية التي خرجت عن سيطرت الأسد بعد الرقة – أرشيف

بسام الرحال – حرية برس:

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مصير محافظة إدلب وريفها، وخصوصاً مع تقدم قوات الأسد وروسيا في الجنوب السوري وتوجه الأنظار لما قد يحصل في الشمال حيث المعقل الأبرز والوحيد للمعارضة، الأمر الذي فتح باباً للتحليلات والتكهنات، وملاحقة التصريحات لصناع القرار على الساحة السورية و البحث عن تسريبات وربطها ببعضها البعض للوصول إلى قراءة تكشف عن مستقبل آخر قلاع الثورة السورية و مناطق المعارضة.

وفي حديث خاص لـ”حرية برس” مع المحلّل العسكري والاستراتيجي، العميد الركن “أحمد رحال” حول موضوع معركة إدلب المحتملة لقراءة مجريات الأحداث بواقعية أكثر قال: “إن المنطق يفرض علينا الاستعداد للأسوأ، والتجهيز والعمل بدل اليأس، ولا بد أن نتفاءل بالأحسن، فقرار الحرب في سوريا الآن هو قرار سياسي بحت وليس بيد المؤسسة العسكرية أو جيش النظام، وهذا يعني أن قرار الهجوم على إدلب هو بيد روسيا بالدرجة الأولى لأنها هي من تملك مفاصل السياسية في نظام الأسد، وليس من مصلحة روسيا أن تزعج الحليف الجديد تركيا، والتي تمتلك حدوداً شاسعة مع محافظة إدلب و أرياف حلب واللاذقية حيث تمس هذه المناطق الأمن التركي، وأي تصعيد غير متوافق عليه من الدولتين ستكون عواقبه وخيمة على الجميع”.

وأضاف العميد “الرحال” أن “وجود نقاط المراقبة التركية المنتشرة في الشمال السوري تعتبر رادع لأي عمل عسكري محتمل على المنطقة، إذ أن أي اعتداء عليها يمس سيادة دولة تركيا ويستوجب الرد، بالإضافة لوجود ثلاثة ملايين ونصف سوري موجودين حالياً في إدلب وريفها بعد استقبالها ألاف النازحين بموجب حملات التهجير الأخيرة، ومصير هؤلاء سيكون كارثي في حال صعد نظام الأسد وروسيا عسكرياً وهو ما لن يسمح به المجتمع الدولي، حيث من الممكن أن يتسبب بموجة نزوح كبيرة باتجاه تركيا، وإلى أوروبا في حال قرر الرئيس التركي فتح الحدود للنازحين وهو ما لا يستطيع المجتمع الدولي تحمل تبعاته”.

وبعيداً عن حالة الاطمئنان التام لما قد يحصل من هدوء طويل وأمن ورخاء في الشمال السوري، أشار العميد “الرحال” إلى أن “الشعب السوري يتعامل الآن مع نظام الأسد ومن خلفه روسيا، وهي عبارة عن مافيات وعصابات تحكم وتتصرف تبعاً لمصالحها، ومن المرجح جداً أن تقدم بالهجوم على إدلب غير آبهين بالنتائج الكارثية التي ستحل بالمدنيين في سبيل إعادة  السيطرة على جميع المناطق الخارجة عن سيطرتها، وحينها سيكون الدور التركي المعول عليه محدود جداً، لاسيما إذا ما كان هناك رضا ضمني من الولايات المتحدة وروسيا، وخصوصاً مع وجود هيئة “تحرير الشام” التي تتخذها موسكو شماعة للدخول في معركة على إدلب بحجة القضاء على الإرهاب”.

وأكد “الرحال” في حديثه: أن “الحل الوحيد هو التجهيز منذ اللحظة للمعركة القادمة على إدلب، وإعداد الخطط وتوحيد الصف و وضع خطط لتحقيق النصر عسكرياً وسياسياً”، مشدداً أن ” جميع الاحتمالات السيئة واردة وستكون مناطق ريف حلب الغربي وسهل الغاب وريفي اللاذقية وحماة وصولا إلى إدلب وجبل الزاوية وجبل شحشبو وجبال التركمان والأكراد بنفس المصير لما يجمعها من وحدة جغرافية واحدة، وخصوصاً مع توارد أنباء أن هجوم قوات الأسد ربما يحصل من جبهة الساحل أو من ريف حماة الشمالي”.

وكانت السيطرة على مدينة إدلب، في 28 من آذار 2015، شكلت ضربة عسكرية للنظام السوري آنذاك، فهي المحافظة الثانية التي خرجت عن سيطرته بعد الرقة، لتعتبر أحد أبرز إنجازات الجناح العسكري للثورة السورية، وسط توقعات بتحويلها إلى بقعة جغرافية تعد منطلقاً للعمليات العسكرية التي كان من المتوقع أن تتخطى حاجز الحدود الإدارية للمحافظة.

وتبقى الأيام القادمة حبلى بالأحداث التي ربما ستغير المشهد برمته في الشمال السوري، وخصوصاً مع كثرة التصريحات بخصوص محافظة إدلب التي يبدوا أنها لن تُترك على وضعها الراهن، وهو ما أكده السفير الروسي بدمشق الذي قال بأن “مصير الشمال هو كمصير الجنوب”، في حين صرح نظام الأسد مراراً أنه “قد تتأخر المعركة في الشمال السوري ولكنها آتية”، أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد حذر بأن “أي عمل عسكري على إدلب سيؤدي إلى انهيار كل ما تم التوافق عليه في أستانا”، ما يعني وجود معطيات استطلاعية واستخباراتية للرئيس التركي تفيد بوجود معركة وشيكة على إدلب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل