ياسر محمد – حرية برس
تزامناً مع الضغوط الروسية واللعب على ورقة اللاجئين السوريين، أعلنت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إنهاء عمل جميع المعلمين السوريين في مخيم الزعتري، والمقدر عددهم بـ700 معلم إلى 900 وفق مصادر غير رسمية.
وقالت اليونسيف إن سبب إنهاء عمل الكادر التعليمي السوري في مدارس مخيم الزعتري يعود لعدم وجود تمويل، وهي المزاعم التي يفنّدها استمرار عمل المعلمين الأردنيين العاملين في المشروع نفسه والذين يتقاضون رواتبهم من اليونسيف وبواقع مثل ونصف عن زملائهم السوريين، حيث يتقاضى المعلم السوري 200 دينار أردني شهرياً، فيما يتقاضى المعلم الأردني في المدرسة نفسها مبلغ 330 دينار كراتب شهري.
ناشطون في مخيم الزعتري ربطوا الأمر بسياسة التضييق على اللاجئين السوريين لإجبارهم على العودة، خصوصاً من الأردن ولبنان، وهو ما تعهد به المركز الروسي المُنشَأ حديثاً لإعادة اللاجئين السوريين من دول الشتات إلى “حضن الأسد”. واستنكر سياسيون وحقوقيون تورط منظمات الأمم المتحدة في اللعبة الروسية من خلال ممارسة الضغط على اللاجئين في لقمة عيشهم.
وفي سياق قريب، أعلنت روسيا أن 200 ألف لاجئ سوري في الاتحاد الأوروبي قد يعودون إلى سوريا، بحسب ما صرح رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا، ميخائيل ميزينتسيف. وتحدث ميزينتسيف، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، أمس الثلاثاء، عن تضافر الجهود مع الدول بما فيها الاتحاد الأوروبي لعودة اللاجئين.
وأشار المسؤول الروسي إلى أنه من الممكن أن يعود من أوروبا ما يصل إلى 200 ألف لاجئ في المستقبل القريب. وجاءت تصريحاته تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ألمانيا ولقائه المستشارة أنجيلا ميركل لبحث الملف السوري وملف اللاجئين، حيث تعمد موسكو إلى ابتزاز الأوربيين لإقناعهم بتمويل إعادة الإعمار في ظل وجود نظام الأسد، مقابل حل معضلة اللاجئين التي تؤرق الاتحاد الأوربي.
وبالعودة إلى الجوار السوري، فقد وصلت أمس دفعة جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان إلى منطقة القلمون بريف دمشق، في ظل المساعي اللبنانية المحمومة لطرد كل اللاجئين السوريين الموجودين في أراضيها.
وعلى الصعيد اللبناني الرسمي، بحث رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مع القائم بأعمال السفارة الروسية فيتشيسلاف ماسودوف؛ المقترح الروسي بشأن عودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم. وأبلغ ماسودوف الحريري بوصول ممثل خاص للرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية وممثل عن وزارة الدفاع قبل نهاية الأسبوع الحالي إلى بيروت لمناقشة واستكمال البحث في الموضوع.
بالموازاة، استقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، وتم البحث في ملف النازحين السوريين والعرض الروسي للوساطة مع نظام الأسد لتأمين عودة آمنة إلى بلادهم.
وتحدثت معلومات غير رسمية نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط” عن أن سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين سيرأس “مركز إعادة اللاجئين السوريين من لبنان” إلى ديارهم.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية نيقولاي بورتسيف أمس، إن السفارات الروسية تتعاون بشكل وثيق في هذا الاتجاه مع المؤسسات الدبلوماسية لبعض الدول الأجنبية، ولا سيما تلك التي تؤوي اللاجئين السوريين على أراضيها، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
وحول أعداد اللاجئين السوريين، قال بورتسيف: “لبنان، يؤكد أن العدد الحقيقي للاجئين السوريين على أراضيه ليس 976 ألفا، بل 1.5 مليون، فضلا عن 200 ألف سوري يقيمون بصورة لا شرعية في لبنان”. وتابع: “كما يفضل 30 ألف سوري من الذين شاركوا في القتال ضد النظام البقاء في لبنان، فيما يشترط غيرهم تسوية أواضعهم قبل العودة إلى سوريا”.
وبعد حادثة فصل معلمي مخيم الزعتري سرت مخاوف في أوساط اللاجئين السوريين المستفيدين من خدمات منظمات الأمم المتحدة، إذ يستفيد نحو 15 ألف معلم سوري في المدارس المؤقتة من رواتب اليونسيف في تركيا، كما يستند مئات الآلاف من اللاجئين إلى معونات الأمم المتحدة في تدبير أمور حياتهم، ويبدو قطع تلك المعونات عن الفئات الضعيفة خاصة؛ بمثابة إجبار على العودة إلى “حضن الأسد” كخيار وحيد.
عذراً التعليقات مغلقة