ياسر محمد – حرية برس
قال مدير الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، رائد الصالح، إن إجلاء عناصر الدفاع المدني السوري في الجنوب عبر الجولان المحتل، لم يكن خياراً وإنما فُرض كسبيل وحيد لإنقاذ حياتهم، نافياً بشدة أي تواصل بشكل مباشر أو غير مباشر بين قيادات “الخوذ البيضاء” ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف “الصالح” في تصريح خاص لـ”حرية برس”: “كانت عملية الإخلاء مقررة عن طريق الأردن، ولكن عندما تأخرت عملية إخلاء هؤلاء المتطوعين ضاقت الأرض بنا، وسيطر النظام على كافة النقاط الحدودية مع الأردن، وكان هناك طلب من الروس والنظام بالسماح لهؤلاء المتطوعين بالخروج عبر نقطة تل شهاب إلى الأردن، فقوبل الطلب برفض قاطع من النظام، لنعود ونطلب السماح لهم بالخروج إلى الشمال السوري، فرد النظام بأنه يسمح لعناصر داعش والنصرة بالخروج ولا يسمح لعناصر الدفاع المدني، مؤكداً أنه سيحاسبهم أشد المحاسبة”.
وتابع مدير الدفاع المدني، المصنف كواحد من ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2017: “في هذه اللحظة الصعبة تواصلنا مع الدول الداعمة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومارسنا ضغوطاً كبيرة عليهم لإخلاء عناصرنا عبر الأردن، ولكن كان الخيار البديل الوحيد المطروح هو إخلاؤهم عن طريق الجولان المحتل”.
وأكد “الصالح” أن الدفاع المدني لم يتواصل بشكل من الأشكال مع الكيان الإسرائيلي، بل قامت الدول الوسيطة بهذا الدور، وأن عمل حكومة الاحتلال في عملية الإخلاء اقتصر على فتح السياج الحدودي أمام العناصر، حيث كانت حافلات أردنية بانتظارهم وقامت بنقلهم من السياج الحدودي في الجولان المحتل إلى الأراضي الأردنية”.
وشبّه مدير الخوذ البيضاء عملية الإخلاء عبر الجولان المحتل بعمليات مرور قوافل المُهجّرين عبر الأراضي السورية التي تحتلها إيران، مذكراً باحتجاز ميليشيات إيران قافلة نازحين داخل الأراضي السورية مؤخراً، ما يؤكد سطوة إيران كقوة محتلة مباشرة شأنها شأن “إسرائيل”.
وختم رائد الصالح حديثه لـ”حرية برس” بالقول: “لقد كنا أمام خيار صعب جداً، فإما أن نترك متطوعينا يُقتلوا أو نوافق على هذا الخيار (الإخلاء عن طريق الجولان المحتل) حتى نحافظ على حياة متطوعينا… كنا في حالة ضعف شديد جداً، والخيارات أمامنا معدومة”.
وكان الدفاع المدني السوري ودول على صلة بدعم عملياته الإنسانية؛ أكدوا أمس إجلاء 422 من عناصر الدفاع المدني وأسرهم إلى الأردن عبر الجولان السوري المحتل، بعد محاصرتهم من قبل قوات نظام الأسد ورفض مغادرتهم إلى الشمال.
كما أكد الدفاع المدني أن أكثر من ثلاثة آلاف من عناصره المتطوعين ما زالوا يقدمون خدمات الإنقاذ والخدمات المدنية في شمال سوريا والمناطق التي يمكنهم العمل ضمنها.
Sorry Comments are closed