ترجمة حرية برس
افتتحت صحيفة التايمز البريطانية عددها اليوم الإثنين بمقال حول القضية السورية، عنونته ب”ماراثون من الألم”.
يعرض المقال الوضع الراهن في سوريا، والمآلات التي ستتطور إليها الأمور في البلاد ومقترحات لحل الأزمة القائمة، ولا سيما فيما يخص مسألة اللاجئين السوريين، التي يسعى الأسد _بحسب ما جاء في الصحيفة_ لمفاقمتها من خلال إجبار السوريين على ترك منازلهم، وكان آخرهم 800 شخصاً من الخوذ البيضاء، مما يعد مؤشراً على اليأس والفوضى في سوريا، إلا أنه عمل صائب، ليس على اعتباره عملاً إنسانياً فحسب، ولكن في حال تم وضع الأسد يوماً ما في قفص الاتهام، فإن شهادة الخوذ البيضاء ستمثل دليلاً دامغاً على أعماله.
وجاء في المقال أن الجهود الغربية فيما يخص الصراع في سوريا جميعها تصب في مصلحة الأسد، فالأسد يخطط الى التوجه لإدلب بعد أن تمكنت قواته من السيطرة على جنوب غرب سوريا، مما يرجح تشكل موجة لجوء جديدة في الاتحاد الأوروبي، حيث لم يبق أي ملاذ آمن في سوريا بعد أن صرحت إدارة ترامب الشهر الفائت بأنهت لن تتدخل لحماية المعارضة، على الرغم من أنها قدمت لهم الدعم السياسي والعسكري على مدى سنوات، وذلك ما مهد لاستسلامهم، وفرار المدنيين باتجاه الجولان المحتل أو الحدود الأردنية السورية .
من جهته اعتبر “جان ايغلاند” رئيس فرقة فرقة العمل الانسانية التابعة للأمم المتخدة بأن المطقة ستتحول إلى “ماراثون من الألم” ما أن تبدأ حملة الاسد العسكرية على إدلب، خيث يخشى ايغلاند من تذرع الاسد باكتظاظ المكان بالارهابين مما يسمح له بقتل النساء والاطفال، ويعتقد أنه من الآمن أن نفترض هذه المرة بأنه سيكون هناك نزوح آخر الى الحدود التركية.
وفي سياق متصل، تطرقت المقالة الى أزمة اللاجئين الذين يصل عددهم الى خمسة ملايين في كل من الأردن ولبنان وتركيا، حيث عقدت الاخيرة اتفاقاً مع الاتحاد الاوروبي يقضي بمنع اللاجئين من العبور الى اوروبا، وفي المقابل تتلقى الحكومة التركية الدعم المالي والسياسي على حد سواء، ولا سيما في اليونان وألمانيا الدولتان الأكثر حساسية بشأن تدفقات اللاجئين.
إن الرئيس التركي أردوغان يدرك أن موجة الهجرة الجديدة من شأنها أن تعطي دفعة منعشة للأحزاب الشعبوية في جميع أنحاء المنطقة.
أما بشأن التوتر في لبنان والأردن طرحت المقالة إجابة جزئية تتلخص بأنه يجب على جميع دول الاتحاد الأوروبي تعزيز المساعدات للدول المضيفة، والاعتراف بجهودها. إلا أن المهمة الأكثر أهمية تنطوي على المشاركة في إعادة إعمار سوريا، والحفاظ على الامل باستبدال الأسد في أحد الأيام برئيس قادر على معالجة الجراح التي خلفها نظام الأسد في سوريا، وبناء ثقافة ديمقراطية من الأنقاض. وذلك يعني إحياء جيل سوري جديد، وفتح المجالات التعليمية، وتشجيعهم على تحمل المسؤولية المدنية في وطنهم، عندها فقط سيحل السلام في سوريا.
Sorry Comments are closed