روسيا: عينٌ على إدلب وأخرى على تسويق احتلال “إنساني”

فريق التحرير22 يوليو 2018آخر تحديث :
AFP/Getty Images

ياسر محمد – حرية برس

تتوالى الاتصالات بكثافة بين الدول المعنية بالشأن السوري، لتحديد مصير محافظة إدلب، المنطقة الأخيرة الخاضعة للمعارضة شمال سوريا، في الوقت الذي يطالب فيه معظم سكان المحافظة بإدارة تركية، تقف تعقيدات عسكرية في وجهها حتى الآن، متمثلة في “هيئة تحرير الشام” بشكل رئيس.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر إعلامية تقديم تركيا “ورقة بيضاء” إلى روسيا بشأن الحل النهائي في إدلب؛ تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب – دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة، إضافة إلى نزع السلاح الثقيل من المعارضة.

وهو ما أكدت بعضه مصادر محلية من مدينة سراقب لحرية برس، حيث قالت إن وجهاء محليين زاروا نقطة المراقبة التركية في “تل الطوقان” شرقي سراقب، وأعربوا عن رغبة الأهالي بأن تتولى تركيا إدارة المنطقة، وهو ما يعبر عن الإرادة الشعبية في هذه المرحلة، وأضافت المصادر أن قائد النقطة طلب من الوجهاء تقديم عرائض باحتياجات المنطقة على صعيد الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وخدمات طبية…

وفي ظل الوضع المحتقن الذي تعيشه إدلب المهددة بهجوم روسي واسع، قال ناشط من معرة النعمان لحرية برس إن مظاهرات عارمة ستنطلق في أماكن عدة من المحافظة تندد بـ”جبهة النصرة” التي ستوصل إدلب إلى الكارثة بعدما وضعتها على حافتها منذ أعوام، بإصرارها على تبني نهج تنظيم “القاعدة”، ما يجعل أي دولة في العالم غير قادرة على التدخل لإنقاذ إدلب الموسومة بـ”الإرهاب”.

على صعيد آخر، وبعد بسط روسيا فعلياً، ونظام الأسد نظرياً، السيطرة على جنوب سوريا، والتهديد بإعادة احتلال إدلب، بدأ الروس العملية السياسية التي تمهد لانتقال سياسي على طريقتهم، وذلك من بوابتي التحكم بإعادة اللاجئين وتدفق المساعدات الإنسانية الدولية على مناطق سيطرة النظام.

وفي الصدد؛ أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا الجوانب الإنسانية، فيما وصلت شحنة مساعدات فرنسية في طائرات روسية إلى قاعدة “حميميم” الروسية غرب سوريا لإرسالها إلى غوطة دمشق. وهي المرة الأولى التي تتعاون فيها فرنسا مع روسيا في الجانب الإنساني بسوريا.

إلى ذلك، بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي مايك بومبيو الأوضاع في سوريا، وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الوزيرين بحثا “إمكان التعاون مع بلدان أخرى لحل الأزمة الإنسانية في سوريا”.

وقال مصدر روسي لصحيفة الحياة إن “التعاون الدولي مع موسكو في الموضوع السوري يُعد إقراراً بانتصار روسيا عسكرياً في سورية، ويفتح المجال أمام المضي بحلها السياسي”.

وأوضح المصدر أن “بداية تعاون الغرب مع روسيا في القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين ليس الهدف بحد ذاته، وإنما هو الطريق من أجل مشاركة أوسع لهذه البلدان وغيرها في إعادة الإعمار من أجل توفير الأرضية المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين”، متوقعاً مزيداً من الخطوات في المستقبل القريب مع بلدان أوروبية أخرى.

ويغري ملف اللاجئين دولاً أوربية كثيرة، وكذلك الأردن ولبنان التي أوصى رئيس حكومتها المكلف، سعد الحريري، مستشاريه بالتواصل مع موسكو للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها مؤخراً، لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن.

وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أن جورج شعبان مستشار الحريري للشؤون الروسية، اجتمع لهذه الغاية أمس مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا “​ميخائيل بوغدانوف”​، واطلع منه على تفاصيل المقترحات الروسية حول تنظيم عودة اللاجئين إلى الأراضي السورية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل