ترتيبات الجنوب: “إسرائيل” تروّض “الأسد”.. وروسيا تتاجر بإيران

فريق التحرير10 يوليو 2018آخر تحديث :
رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية اجتماعهما في موسكو ، 7 يونيو 2016 – AP

ياسر محمد – حرية برس

تتواصل مساعي دولة الاحتلال الإسرائيلي لفرض ترتيبات تناسبها في الجنوب السوري، وذلك بمساومة روسيا وتهديد نظام الأسد، مسنودة بمؤازرة أمريكية ومصلحة أردنية صادفت التوافق.

فمع رغبتها بعودة نظام الأسد للسيطرة على الحدود مع الجولان المحتل، تضع “إسرائيل” شروطاً مشددة لقبول وجود النظام هناك، بحيث يكون ضامناً لسلامة حدودها وأمنها لا أكثر!.

وفي هذا الصدد؛ هددت إسرائيل نظام الأسد أمس الاثنين “برد عنيف” على أي محاولة من قوات النظام للانتشار في منطقة حدودية منزوعة السلاح في هضبة الجولان المحتل، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمام نواب حزبه “سنلتزم تماماً من جانبنا باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 وسنصر على الالتزام بحذافيرها، وأي انتهاك سيقابل برد عنيف من قبل (دولة إسرائيل)”.

وسيكون التزام اتفاقية “فك الاشتباك” أحد الموضوعات التي سيناقشها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ثالث زيارة له إلى موسكو هذا العام، يوم غد الأربعاء، وحدد نتنياهو الأحد الماضي مبادئ الحل المقبولة “إسرائيلياً” والتي سيعرضها في الكرملين، وهي رفض الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، ومطالبة قوات النظام الالتزام باتفاق “فك الاشتباك” الموقع عام 1974 بحذافيره.

وتبدو روسيا متجاوبة مع المصالح الإسرائيلية على حساب إيران في الجنوب السوري، حيث أكدت مصادر روسية أن “موضوع إيران والجنوب مرتبطان عضوياً”، وأوضحت تلك المصادر لصحيفة “الحياة” أن “موسكو سوف تسعى لحل وسط يجمع بين عودة النظام كاملاً إلى الحدود مع الجولان المحتل ومراعاة الاتفاقات الدولية السابقة بخصوص فض الاشتباك فور انتهاء العملية في الجنوب، وإبعاد إيران إلى مسافة عن الحدود تتراوح بين 80 و100 كلم وضمان عدم نقل أي صواريخ وأسلحة إلى (حزب الله) في لبنان، مع حق (إسرائيل) بالرد كما درجت العادة في السنوات الأخيرة في حال خرق الإيرانيون الاتفاق”.

ويرى مراقبون أن التوصل إلى تفاهم روسي – إسرائيلي في الجنوب السوري على حساب إيران، سيكون مهماً جداً قبل قمة ترامب – بوتين في هلسنكي في السادس عشر من الشهر الجاري، إذ أن القمة ستبحث الوضع السوري بالتفصيل، ويُتوقع طرح انسحابات متبادلة، فتسعى روسيا لإقناع ترامب بالانسحاب من قاعدة “التنف” في البادية السورية بعد عرض ضمانات بانسحاب إيران من الجنوب والبادية، إلا أن واشنطن استبقت القمة بالقول إنها باقية في “التنف” حتى ضمان الاستقرار في المنطقة، وهو ما يزيد الضغوط على روسيا التي تستعجل “حلا سياسيا” ينهي الأعمال القتالية الكبرى ويمهد طريق التفاهمات والتقاسم بين الدول الإقليمية واللاعبين الدوليين المسيطرين على الأرض في سوريا.

ويبقى الوضع في الجنوب خصوصاً وسائر سوريا عموماً مرشحاً لمزيد من التعقيدات بسبب تضارب المصالح وإصرار إيران على المخاتلة والتخفي لإيجاد موطئ قدم لها على حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك بسبب غياب الثقة بين الطرفين الحاسمين في إدارة الصراع، أمريكا وروسيا، وهو ما عبر عنه أمس السيناتور الأمريكي جون كينيدي، بعد زيارة قام بها لروسيا، ليعود بانطباع أن التعامل مع روسيا “كالتعامل مع المافيا”، مشيراً إلى أنه لا يتوقع إحراز أي تقدم في قمة ترامب – بوتين الأسبوع المقبل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل